خلال فترة الحرب تعرضت مدينة عدن لحصار خانق من قبل المليشيات الحوثية التي شنت هجمات متواصلة على المدينة ومرافقها الحيوية هذا الحصار الذي شمل قطع الإمدادات الغذائية والإنسانية شكل تحديات كبيرة لسكان هذه المحافظه أدى ذلك إلى موجة ضخمة من النزوح الداخلي
تهجير مئات آلاف الأسر من مناطق عدة في عدن مثل التواهي وكريتر والمعلا والقلوعه وخورمكسر والعريش إلى مناطق أكثر أمانًا مثل المنصورة والشعب والشيخ عثمان وانماء والتقنيه والبريقه وصلاح الدين.
*ميناء عدن: رمز الصمود والإغاثة في مواجهة الحصار والحرب*
برز دور ميناء عدن في هذه الازمة حيث تم تشكيل فريق من موظفي ميناء عدن لاادارة الازمة بقيادة الدكتور محمد علوي أمزربة رئيس مجلس إدارة ميناء عدن حيث تم تجهيز القاطرات البحرية وزوارق الارشاد وكذا سيارات الاسعاف والمطافي وكذا ايصال الوقود المخزون في الدائرة الفنية الى مستشفى باصهيب الذي كان آن ذاك يقوم بااستقبال الجرحى والتخفيف على سكان هذه المديريات المحاصرة وإسعاف الجرحى وادخال المواد الغذائية بشكل يومي حيث قامت هذه الفرق بدور حيوي في توصيل المواد الغذائية ومتطلبات الحياه اليوميه كان سكان مديريات محافظة عدن (كريتر والمعلا والقلوعه والتواهي) وكان الناس يقومون بالتوجه صباحا الى الدائره البحريه للصعود على زوارق الارشاد والقواطر البحريه للذهاب الى منطقه البريقه (ميناء الزيت) ومن ثم يتم نقلهم لمديرية البريقه لشراء المواد الغذائيه والغاز المنزلي ومن ثم الرجوع لنقطة التحرك.
مع اشتداد المعارك لم يتوقف عمل الميناء هنا بل قام باستيعاب تدفق النازحين من مختلف المديريات المجاورة حيث كان عمل الميناء كنقطة وصل بين مديريات محافظة عدن المحاصرة مثل (كريتر والمعلا والقلوعه والتواهي)
وبعد سقوط كريتر والمعلا والقلوعة
هنا كانت لحظة فارقة في تاريخ عدن لحظة قادها الشهيد علي ناصر هادي رحمة الله عليه مع قائد مقاومة التواهي أنيس العولي وابطال المقاومه المعركة التي أسفرت عن تأمين مديرية التواهي واستمر هولاء الابطال في المقاومه حتى يتم اجلاء ماتبقى من النازحين..
*سقطت مديرية التواهي* واستشهد حينها الشهيد علي ناصر هادي وتم نقل اغلب سكان هذه المديريات بواسطة القاطرات البحريه وزوارق الارشاد التابعه لميناء عدن الى ميناء الزيت البريقة، ومن ثم إلى توجه هولاء النازحين الى المديريات الأكثر أمانًا مثل البريقة والمنصورة وإنماء والشعب وغيرها من المناطق التي لم تسقط بيد المليشات.
بعد الانتهاء من اجلاء النازحين لم يكتفي عمل الميناء هنا بل قام باستمرار العمل لااستقبال سفن الإغاثة الإنسانية واستقبال المساعدات الإنسانيه في ظل الحصار الحوثي من خلال التنسيق مع السلطات والمنظمات الإنسانية تمكن الميناء من تفريغ السفن المحملة بالأدوية والمواد الغذائية ومتطلبات الحياة التي كانت في أمس الحاجة إليها سكان عدن والمناطق المجاوره لها بالإضافة إلى ذلك، قام الميناء بتسهيل وصول المساعدات الطبية عبر تنظيم عمليات الشحن والتوزيع بشكل سريع لضمان وصول الأدوية والمعدات الطبية إلى المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة وكان العمل في ميناء الزيت.
*يوم التحرير*
الله واكبر الله واكبر عدن تنتصر، الله واكبر الله واكبر عدن تنتصر بهذا النداء كانت مساجد عدن تكبر.
*في الـ27 من رمضان 1436هـ(2015م)* وبهذا اليوم انطلقت معركة تحرير العاصمة عدن تحت اسم "معركة السهم الذهبي" بدعم وغطاء جوي من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحت إشراف الرئيس عبدربه منصور هادي، قاد المعركه العديد من القادة العسكريين البارزين منهم الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، واللواء عبدالله الصبيحي، واللواء سيف محمد صالح، رحمهم الله وغيرهم من الابطال الذي الذين سطروا ملاحم الشجاعة والبطولة في مواجهة التحديات كما لعبت المقاومة الجنوبية دورًا محوريًا في المعركة، حيث خاض أبطال المقاومة معارك شرسة في مختلف أحياء المدينة، وبذلوا تضحيات كبيرة لتحقيق النصر أسفرت هذه المعركة عن استعادة المدينة وإعلان تحريرها في 17 يوليو 2015.
في يومها توجهت برفقة الدكتور محمد امزربه إلى رصيف ميناء المعلا لااستقبال باخرة درب الخير مقدمة من المملكه العربيه السعوديه وكانت يومها اول باخره تدخل الميناء بعد التحرير كان على متنها 3540 طن من المواد غذائية في ذاك اليوم عند طلوعنا على متن الباخره تفاجئنا بقصف صواريخ نوع كاتيوشا انطلقت من خارج عدن، حطت القذيفه الاولى في المطار والثانيه بالقرب من القاطره البحريه التي كان يقودها عمال الميناء والقذيفه الثالثه حطت بجنب السفينه التي كنا عليها، ونحمد الله اننا نجونا منها، وبعدها بساعات وجه الدكتور محمد امزربة العمل على تفريغ السفينه وإخراج المساعدات من الميناء.
*اخيرًا* شكرًا لكل من ساهم في صمود ميناء عدن خلال الحصار والحرب، من قيادته ممثله برئيسها وربانها الدكتور محمد علوي امزربه والعاملين فيه شكراً لكل الجهات التي دعمت جهود الإغاثة والإنقاذ
كما نترحم على أرواح الشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن عدن وأهلها وستظل تضحياتهم خالدة في ذاكرة الوطن.