يحرص أبناء محافظة شبوة على إحياء تقليد الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان وهو تقليد أصيل يعكس روح التلاحم والترابط بين أفراد المجتمع حيث يجتمع الأهالي سواء في القرى أو المدن في أجواء تسودها المحبة والتآخي ما يجسد قيم التكافل الاجتماعي التي يتميز بها الشهر الفضيل.
في القرى، يحدد الأهالي يوماً معيناً خلال شهر رمضان لتنظيم إفطار جماعي حيث يلتقي الأفراد في ساحة عامة أو في أحد المساجد لتناول وجبة الإفطار معا في مشهد يفيض بالمودة والتآزر ليكون هذا اليوم بمثابة فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتذكير الجميع بأهمية التكاتف والتراحم. أما في المدن فيحرص سكان كل حي على إقامة هذه العادة حيث يتشارك الجيران وجبات الإفطار في صورة تعكس روح الإخاء والتعاون.
ولا تقتصر أهمية الإفطار الجماعي على كونه تجمعا اجتماعيا بل يمتد أثره ليشمل تعزيز القيم الإسلامية التي تدعو إلى التراحم والتواصل بين أفراد المجتمع. إذ يشكل هذا التقليد فرصة لتبادل الأحاديث وتقوية الروابط بين الأهل والأصدقاء والجيران، كما يسهم في إشاعة جو من الفرح والمودة ليبقى رمضان في شبوة شهرا نابضا بالحياة والمشاعر النبيلة.
ويؤكد المشاركون في هذه الفعاليات أن الإفطار الجماعي يعكس أصالة العادات والتقاليد التي توارثها أبناء شبوة جيلًا بعد جيل، مشيرين إلى أن هذه العادة تعزز الشعور بالوحدة الاجتماعية وتعمّق من أواصر المحبة بين الجميع في ظل أجواء تسودها البساطة والكرم.
ويظل الإفطار الجماعي في شبوة واحدا من أجمل المظاهر الرمضانية التي ترسم صورة مشرقة للتلاحم والتآخي ليبقى هذا التقليد شاهدا على قيم العطاء والسخاء التي يتميز بها أبناء المحافظة مجسدا روح رمضان بكل ما يحمله من معاني الخير والتراحم.
