أبين.. القلب النابض للجنوب
تمثل أبين نقطة ارتكاز أساسية في معادلة الجنوب السياسية والاجتماعية، فهي ليست مجرد محافظة جغرافية، بل هي العمود الفقري الذي حمل على عاتقه مسؤولية النضال والمقاومة، وسجل في صفحات التاريخ أدوارًا بطولية جعلتها ركنًا أساسيًا في مستقبل الجنوب.
عندما نتحدث عن أبين، فإننا نتحدث عن محافظة تمتلك مقومات استراتيجية تجعلها حجر الأساس في أي مشروع وطني، فمن موقعها الجغرافي الذي يربط شرق الجنوب بغربه، إلى ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية، وصولًا إلى دورها السياسي المحوري، كل ذلك يجعل من أبين مفتاحًا لا يمكن تجاهله في أي خطة للنهوض بالجنوب.
لماذا البداية من أبين؟
لعل السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يجب أن تكون البداية من أبين؟ والإجابة واضحة لكل من يفهم تعقيدات المشهد الجنوبي. فأبين ليست مجرد محافظة، بل هي ميزان التوازن، وصمام الأمان، والمنطقة التي تحدد مسار الأحداث. لقد كانت عبر التاريخ حاضنة للتحولات الكبرى، ومنها خرجت قيادات صنعت الفرق وأسست لمراحل مفصلية في تاريخ الجنوب.
ومن هنا، فإن أي رؤية مستقبلية لا تضع أبين في صدارة أولوياتها، فإنها رؤية ناقصة، وأي مشروع وطني لا يبدأ من هذه المحافظة، فإنه مهدد بالفشل. فالاستقرار في أبين هو استقرار للجنوب كله، وأي اضطراب فيها ينعكس على كامل المشهد الجنوبي.
زيارة الرئيس الزُبيدي: قرار استراتيجي ورسالة واضحة
زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إلى أبين لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت خطوة مدروسة تحمل في طياتها رسالة واضحة: البداية من أبين، ومن أبين يبدأ كل شيء. هذه الزيارة أكدت أن القيادة الجنوبية تدرك تمامًا أهمية هذه المحافظة، وتضعها في صدارة أولوياتها، لأنها تدرك أن الرهان على أبين هو رهان على مستقبل الجنوب بأسره.
الرئيس الزُبيدي يدرك أن أبين بحاجة إلى تمكين سياسي وأمني وتنموي، وأنها تمتلك المقومات، لكنها تحتاج فقط إلى الإرادة السياسية والإدارة الحكيمة التي تعيد لها مكانتها الطبيعية في المشهد الجنوبي. ولهذا، فإن أي خطوات تُتخذ في سبيل تمكين أبين، هي خطوات في الاتجاه الصحيح، وهي البداية الحقيقية نحو بناء جنوب قوي ومستقر.
أبين.. مفتاح الاستقرار والتنمية
إن الرؤية المستقبلية للجنوب لا يمكن أن تتحقق دون وضع أبين في قلب المعادلة، فأي تنمية شاملة، وأي استقرار سياسي وأمني، وأي مشروع نهضوي، يجب أن يكون لأبين فيه الدور المحوري.
اليوم، بات واضحًا أن مستقبل الجنوب يبدأ من أبين، وأن تجاهل دورها هو مغامرة غير محسوبة العواقب. فالمحافظة التي صمدت أمام التحديات، وتجاوزت كل المحن، قادرة على أن تكون القاطرة التي تقود الجنوب نحو مستقبل أكثر استقرارًا وقوة.
الرهان على أبين هو الرهان على الجنوب
الرسالة واضحة ولا تحتاج إلى تفسير: من أبين يبدأ كل شيء. فهذه المحافظة ليست مجرد جغرافيا، بل هي قلب الجنوب النابض، والرهان عليها هو الرهان على المستقبل.
وإذا كانت هناك إرادة حقيقية للنهوض بالجنوب، فإن البداية يجب أن تكون من أبين، لأنها وحدها تمتلك المفتاح، ومنها ينطلق المسار الصحيح نحو بناء جنوب قوي، مستقر، ومزدهر.