"المحتجون في عدن: لن نركع ولن نقبل استمرار التآمر على قضيتنا وحقوقنا"
"الغضب الشعبي يتفجر.. نقابات الجنوب تحذر الحكومة من الانفجار القادم"
"النقابات الجنوبية: حكومة الفساد ترفل بالبذخ والشعب يبحث عن قوته في القمامة"
"المحتجون يطالبون بصرف الرواتب وتحسين الخدمات وإلغاء حصانة الفاسدين"
"وقفة عدن: نار الجماهير ستحرق كل من يعاند إرادة الشعب"
"شعب الجنوب يرفض الذل"
توافد المئات من أبناء الجنوب إلى ساحة العروض بخور مكسر منذ الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، استجابة لدعوة الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب للتعبير عن رفضهم وتنديدهم بالحكومة وعجزها في معالجة أوضاعهم المعيشية المتردية.
وكان بيان للاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب قد دعا للوقفة الاحتجاجية، وجاء في سياقه: "بعد قيامنا بكل هذه الفعاليات الاحتجاجية ومع كل هذا نواجه عدم الاستجابة والإهمال المتعمد واللامبالاة غير المسئولة من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لذلك قرر الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب إقامة وقفة احتجاجية كبرى تحت شعار “عجز مجلس القيادة الرئاسي وفشل الحكومة يقتلنا”.
وأكد بيان الدعوة لهذه الوقفة الاحتجاجية أنه "رسالة واضحة للعالم أجمع بأن الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب يحمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مسؤولية تردي الأوضاع والانهيار الكارثي للحياة المعيشية، ويعد الاحتجاج جزءًا من سلسلة من الإجراءات التي يعتزم الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب اتخاذها للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبه".
وفي مشهد جسد الغضب الشعبي العارم، شهدت العاصمة الجنوبية عدن صباح اليوم الإثنين، 24 فبراير 2025، انتفاضة جماهيرية غير مسبوقة ضد الفساد والتجويع الذي تمارسه قوى النفوذ في الحكومة اليمنية، ومجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسه المدعو رشاد العليمي و"شلته" من النواب والوزراء الشماليين ومن يساندهم إقليميًا ودوليًا.
غضب متصاعد.. والشعب يحذر
وخرج أبناء الجنوب صباح يوم أمس الإثنين إلى ساحة الحرية والكرامة في مديرية خور مكسر، حاملين رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها: "لن نركع، ولن نقبل باستمرار التآمر على قضيتنا وحقوقنا"، وأكدوا في وقفتهم الاحتجاجية أن ما يتعرض له الجنوب من مؤامرات سياسية واقتصادية، بدءًا بتدهور العملة، وانهيار الخدمات، وتردي الأوضاع المعيشية، ليس سوى محاولة خبيثة لتركيع شعبٍ عظيمٍ، رفض الوصاية لعقود، ولا يزال متمسكًا بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته.
الفساد ونهب الثروات.. النقمة الشعبية تتفجر
واتهم المحتجون "رموز الدولة الحالية، وعلى رأسهم رشاد العليمي وشركاؤه، بتنفيذ مخطط ممنهج لإفقار الجنوب ونهب موارده، متواطئين مع أطراف إقليمية ودولية تغض الطرف عن معاناة شعب بأسره. وإن أبناء الجنوب، الذين ضحّوا بدمائهم من أجل حريتهم، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العبث، وهم اليوم يوجهون إنذارًا حاسمًا: "لن يكون هناك استقرار لمن يحاول كسر إرادة هذا الشعب العظيم".
وصدر عن الوقفة الاحتجاجية الكبرى للاتحادات النقابية والمهنية والأكاديمية والهيئة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية بيانًا هامًا تحت شعار (عجز مجلس القيادة الرئاسي وفشل الحكومة يقتلنا).
وجاء في مستهل البيان الذي صدر يوم أمس الإثنين الموافق 24 فبراير 2025م: "يا أبناء الجنوب الشرفاء، أيها الأحرار المناضلون من أجل الكرامة والعيش الكريم، تحيكم ونحمي صبركم وثباتكم ووقوفكم بشموخ رغم كل الظروف، ومشاركتكم في وقفتنا الاحتجاجية الكبرى الرابعة التي تشترك فيها إلى جانب اتحاد نقابات عمال الجنوب نقابات أكاديمية ومهنية وهيئات عسكرية واتحاد نساء الجنوب ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية المؤكد على مطالبنا بحقوقنا المشروعة، ورفض ما آلت إليه الأوضاع المعيشية التي تدفع شعبنا إلى حافة الانهيار. ونحمل مجلس القيادة والحكومة التي تتجاهل أنين الشعب وصرخات النقابات المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع المعيشي، وتفاقم معاناة شعبنا في كل مكان من أرض الجنوب. فكيف للمجلس الرئاسي والحكومة أن يدعيا المسؤولية وهما يتبنيان الفساد ويحتفظان به كجزء من منظومتهما ومعادلاتهما السياسية، ويتعاميان عن آلام وأوجاع الشعب الذي يرزح تحت وطأة الفقر والتهميش؟ فهذه الحكومة التي تنعم بالبذخ والترف بينما يعاني الشعب من الجوع والعوز ويبحث عن قوت يومه في براميل القمامة تفضح نفسها بممارساتها الفاسدة، كما أنها لا تخدم إلا مصالح حفنة من الفاسدين على حساب الأغلبية من الشعب".
وأضاف البيان: "نعم نقولها بملء الفم، لقد لمسنا الفشل الذريع من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة الانهيار الكارثي الذي يطحن معيشة شعبنا، وهذا الفشل المدوي يزيد معاناة وآلام شعبنا كل يوم. ولذلك فإننا نمنح الحكومة والمجلس الرئاسي مهلة حتى نهاية شهر رمضان المبارك لمعالجة الوضع الراهن والاستجابة لمطالب النقابات المشروعة، فإن لم نجد استجابة لهذا النداء العاجل، فإن ثورتنا ستتصاعد بشكل غير مسبوق، وستعلن عن عصيان مدني شامل، وقد تصل إلى مراحل لا يمكن التنبؤ بعواقبها. مطالبنا لا تقبل المماثلة أو التجاهل، والوقت لن يكون في صالح من يظنون أن بإمكانهم اللعب عليه.
واستطرد البيان بالقول: "إننا باسم كل العاملين في الجنوب، نطالب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي، والتحالف العربي بالتحرك الفوري بناءً على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإنقاذ ما تبقى من حياة شعبنا. ونطلب منهم التدخل العاجل لوقف هذا التدهور المريع الذي ينذر بمجاعة تهدد كل شيء، ولتكون هناك وقفة حقيقية لإنقاذ شعبنا من هذه الكارثة والخطر".
وحذر البيان مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بالقول: "إننا لن نترككم تنفذون مشاريعكم الظالمة بحق شعبنا، ونحن في هذه الساحة نبعث رسالة لا تحتمل اللبس أو التأويل: في استهتاركم بحياتنا وكرامتنا سيكون ردنا عليه أقوى من أي وقت مضى".