صراع نفطي وحرب إعلامية تُلهب حضرموت: اعتقال الصحافي الديني يكشف عمق التوتر
الأمناء نت / خاص :

في حضرموت، النفط ليس وحده مصدر الصراع: القبائل والمحافظين يتصارعون على النفوذ ..

قوة من الحرس الرئاسي تغلق مصفاة حوش الريان وتسيطر عليها

هل كانت الحملة ضد الصحافي تصفية حسابات أم خطوة قانونية؟

الصراع في حضرموت يتحوّل إلى معركة مفتوحة: من التحركات القبلية إلى المواجهات الإعلامية

هل تنجح مساعي البحسني لتهدئة الأوضاع في حضرموت أم أن التصعيد سيستمر؟

هل يشتعل صراع الكبار في حضرموت ؟

 

 تُقبل محافظة حضرموت بشرق اليمن على دورة جديدة من التوتّر الذي أصبح يميّز وضعها الداخلي بعد فترة استقرار فريدة قياسا بأغلب مناطق البلاد، وذلك منذ تصاعد الاحتجاجات القبلية داخلها وإعلان كيانات محلية حالة من “التمرّد” على قرارات السلطة المعترف بها دوليا ودخول جهات أخرى على خط الصراع.

ونشب مؤخّرا صراع جانبي بين المحافظ مبخوت بن ماضي وعضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني بعد زيارة ميدانية قام بها الأخير إلى المحافظة وسجّل خلالها ما اعتبره تجاوزات على الثروة النفطية واستغلالها بشكل غير نظامي.

وبينما كانت الضجّة الناتجة عن تلك الاتهامات التي مست المحافظ بشكل مباشر تسير نحو الخفوت، قامت السلطة المحلية بردّ فعل غير متوقّع تمثّل في مداهمتها منزل صحافي محسوب على البحسني واعتقاله بطريقة وصفت بالعنيفة والمهينة، الأمر الذي أعاد إحياء الضجة ذاتها في ظل موجة من الاحتجاج على ذلك السلوك والتعاطف مع الصحافي.

وكانت قوة من الأمن العام في المكلا مركز محافظة حضرموت قد اقتحمت منزل الصحافي عماد الديني الذي يصفه الإعلام المحلّي بأنّه المسؤول الإعلامي لمكتب البحسني، وقامت باعتقاله.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية قولها إن “الاعتقال جاء بطريقة قانونية وبناء على أوامر بالقبض عليه بعد عدم استجابته لمذكرات الاستدعاء للنيابة العامة بشأن قضية مرفوعة ضده”، بينما قال المدافعون عن الصحافي إنّ الأمر لا علاقة له بأي إجراءات قانونية وإنّه يتعلّق بتصفية حسابات مع الصحافي الذي سبق له أن علّق على الاتهامات الموجّهة لقيادة السلطة المحلية بإهدار الثروة النفطية.

وأدان الفرع المحلي لنقابة الصحافيين اليمنيين اقتحام منزل الديني وقال في بيان إن القوات الأمنية اعتدت على الرجل بالضرب أمام أطفاله وإرعاب أسرته واقتادته إلى مكان غير معلوم دون إبداء أي أسباب قانونية.

كما دخل على خطّ القضية مؤتمر حضرموت الجامع الذي دعا إلى “إطلاق سراح الصحافي فورا وإعادته إلى أسرته سالما ورد الاعتبار إليه”.

ووصف المؤتمر الذي يرأسه إلى جانب حلف قبائل حضرموت الوجيه الحضرمي عمرو بن حبريش “الاعتداء الذي تعرض له الصحافي الديني أمام أطفاله وأفراد أسرته بعد مداهمة مسكنه في مدينة المكلا فجرا من قبل أفراد مدججين بالسلاح ومن ثم اقتياده إلى جهة مجهولة بغير المبرر والمشين والمرفوض والمدان.”

وقال في منشور على حسابه على موقع فيسبوك إنّ “من قام وأمر بهذا العمل غير المسؤول كان يقصد ممارسة الترويع والقمع والبطش بحق صحافي معروف لا يوجد مسوغ للتعامل معه بذلك الشكل.”

وتشهد محافظة حضرموت منذ فترة نشوء أزمة سياسية حادّة مدارها الثروة النفطية للمحافظة الكبيرة الواقعة بشرق اليمن، وقد نشبت أحدث حلقاتها داخل السلطة الشرعية اليمنية وبين مكوّناتها على خلاف الأزمات المتواصلة منذ أشهر بين السلطة نفسها والقبائل المحلية المطالبة بتحسين أوضاع السكان وتمكينهم من النصيب الأوفر من عوائد الثروات الطبيعية، والتي وصلت بمطالباتها واحتجاجاتها حدّ محاولتها وضع اليد بالقوة على تلك الثروات والتمرّد على السلطة وقراراتها.

 

وأثار كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج سالمين البحسني عن عملية اختلاس وتكرير سرّي لكميات من الخام جدلا حادّا وردودا متشنجّة من عدّة جهات في مقدمها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي.

وتمّ خلال الفترة الأخيرة تسجيل نشاط مكثّف للبحسني في حضرموت حيث بدا مكلّفا باستخدام رصيده الشعبي وشبكة علاقاته مع عدة أطراف لتهدئة الأوضاع المتصاعدة في المحافظة وترويض مكونات حلف القبائل الذي تمادى في التصعيد وصولا إلى المطالبة بالحكم الذاتي والشروع في تشكيل قواته الخاصّة.

وعلى الطرف المقابل بدا المحافظ بن ماضي على صفيح ساخن ومرشحا للتضحية بها في سبيل استرضاء القبائل وامتصاص غضبها وحماسها.

وأسفرت جولة ميدانية قام بها البحسني في حضرموت وشملت المنشآت والمرافق النفطية عن اكتشاف ما قال منشور على منصّة إكس إنّه “خط لأنبوب نفط بقطر كبير يمتد من قرب خزانات النفط بالضبة وباتجاه أحد الأحواش.. لغرض ضخ النفط الخام وتصفيته بطريقة غير قانونية”.

ورد المحافظ على ذلك ببيان نفى فيه أي تصرف غير قانوني في الثروة النفطية من قبل السلطة المحلية التي يقودها واصفا “التصعيد الأخير، وما تخلله من لغط حول بعض المعلومات المغلوطة”، بأنّه سعي “للنيل من المحافظة وما يتم تنفيذه من مشاريع تنموية فيها إلى جانب الاستقرار النسبي في قطاع الخدمات.”

قوة عسكرية تغلق مصفاة حوش الريان وتسيطر عليها

أقدمت قوة عسكرية تابعة للواء حرس رئاسي بالمكلا على إغلاق مصفاة حوش الريان غير الشرعية بالقوة وفرضت سيطرتها على موقعها وأغلفت البوابات، بعد طردها لكل من كانوا فيها من أتباع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي.

وأكد مصدر مقرب من اللواء الركن فرج البحسني نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ان يد الفساد ستجتث بالقوة، وان إغلاق المصفاة المخالفة للقانون وكل المواصفات، أكبر رسالة لكل من يحاول العبث وطمس شواهد هذا الملف. باعتبارها ماتزال رهن تحقيقات النيابة وجهاز الرقابة والمحاسبة وتشكل خطرا على السلامة الفنية والهندسية والصناعية لقطاع النفط والغاز.

وأكد المصدر وفقا لمراقبون برس أن القادم سيكون أمر على كل من له يد أو صلة بالموضوع والمتمثل باعتقال الفاسدين والمتورطين بهذه الفضيحة مباشرة وتقديمهم للعدالة والمحاسبة القانونية.

 

متعلقات
مجزرة في تعز.. خلاف على القات ينتهي بمقتل 8 أشخاص
الدكتور صالح زين: بدء إجراء العمليات الجراحية لمستفيدي مخيم العيون المجاني في الخوخة
عاجل : مقتل 8 اشخاص في اشتباكات مسلحة بتعز
اللواء الثاني مشاة يُشيّع الشهيد البطل عباس شعفل الحريري في موكب جنائزي مهيب بالضالع
الماجستير بامتياز للباحث "مأمون حسين السعيدي" من جامعة عدن