تهل علينا يوم غدا الأحد الموافق ١٦ فبراير ٢٠٢٥م الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الشخصية العسكرية البارزة العميد ركن محمد صالح حسين ، أركان حرب اللواء الخامس دعم وإسناد ردفان الذي أرتقى بحادث مروري مؤسف في الخط الدائري الحبيلين وهو يؤدي الواجب الوطني ضمن المهام التفقدية التي يقوم بها كقائد عسكري يحتذى به لا يكل ولا يمل في عمله وأداء واجبه على أكمل وجه وشآت الأقدار وبغمظة عين أن يفارقنا أبا فضل ونشوان وغسان وأيمن يوم الأربعاء الموافق 16 فبراير 2022م ، تاركاً مآثر خالدة وقيم نبيلة جسدها في مسيرة حياته العطرة في قلوب كل الناس وكذلك في قلوب منتسبي اللواء الخامس والمؤسسة العسكرية والأمنية في الجنوب .

سلام عليك أبا نشوان يا أعز الرجال وأنقاهم ، مازلنا نعيش في هول الفاجعة ومازالت مشاعرنا حزينة يا أبا غسان وأيمن ، لا أخفيكم كانت علاقتي علاقة الإبن بالأب بـ القائد محمد صالح حسين وكنت دائماً أفضل الجلوس معه في مقر قيادة اللواء الخامس إلى جانب المناضل محمود سيف مقبل ، كان الرجل منظومة من القيم والأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن والخبرة العسكرية العالية ، كان عظيم بكل ماتحمله الكلمة من معنى ، نظيف القلب ، رجل استثنائي لا تفارقه الإبتسامة والسعادة الغامرة أبداً، وبرحيل أبا فضل اكتسرت قلوبنا وبكاه الصغير والكبير على أرض ردفان الحبيبة .

رحمك الله يامن أحببناك أبـًا وقائداً عسكرياً لا يتكـرر ، لك الحنين ودعوات السنين أبا نشوان ، فمثلك سيظل خالداً وأن رحـل ، ياقائدنا البطل فأنت من القلائل الذين يأبى الدهر أن يمحوهم من الذاكرة نظير ماقدمته من إنجازات وتضحيات لأجل هذا الوطن ، صاحب مبدأ وطني راسخ وخبرات عسكرية في المجال المدفعي ، صال وجال في ربوع الجنوب وكان في مقدمة الصفوف للتصدي لأطماع الأعداء والغزآة للجنوب الأرض والإنسان، كان الأركان محمد صالح حسين صاحب دور محوري بارز في اللواء الخامس ومن صناع الإنتصارات في هذا اللواء الصامد الذي يقوده القائد الفذ العميد مختار النوبي ,,

في الذكرى الثالثة لفقيدنا أبا غسان أتذكر شجاعته وصموده في الأعمال التي رافقته فيها فوجدت فيه القائد المحنك القوي إيمانه بالله لايعرف اليأس والإحباط ، كان يدبر ويسير الأمور بمرونة وحنكة وذكاء يتفهم لكل موضوع أو معضلة يجتهد في إيجاد حلول عملية ناجحة لأصعب الإشكالات ، صاحب بصمات واضحة في الحياة اليومية والحياة العسكرية ، عاش أبـا فضل وطنيًا حتى النخاع ورجلاً خدوماً يحب كل الناس ويخدم كل الناس ، فعلاً رجـلاً لا يماثله أحد ، هكذا عرفته بدماثة خلقه ووعيه الكبير "

أنني أكتب هذه الأسطر وأنا أدآري الأسى والحزن وكل المفردات اللغوية تقف عاجزة أمام هذه القامة النضالية  ، نعم أقف ضعيفا في الذكرى الثالثة ومنكسراً ونحن نفتقد واحداً من أعظم وانبل الشخصيات الجنوبية أنه شهيد الواجب الأركان محمد صالح حسين ، إن الحديث عن مناقب أبا غسان يطول ويطول  ويحتاج الى مجلدات لسردها واكتفي هنا وبهذه العجالة بما ذكرته .

إن ما يخفف الم رحيلك عنا أيها المغوار هو ما تركته لنا من مأثر وقيم ودروس وتضحيات خالدة وقبلها حب الناس لك فانت في قلوب شعبك الجنوبي رمزا خالدا ومثلا يقتدي به في دروب النضال والمقاومة والكفاح الوطني ، نعاهدك يا أبا غسان أن نبقي نقتفي الأثر من مناقبك العظيمة وسيرة حياتك الخالدة وسنمضي على دربك  سائرون  على هدف الشهداء والمناضلين حتى التحرير والاستقلال الناجز والتام للجنوب الوطن والأرض والانسان ،فلا يسعني إلا أن اترحم على حبيب القلب أبا فضل وادعوا الله له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح الجنان ولن أنساه ماحييت ، فقولوا اللهم آمين .

كيف أرثيك أبا نشوان في ذكرى رحيلك الثالثة أيها النجم الذي أفل مبكراً ، تبكي العيون بدموع القلب وحقً لها أن تبكي عنك أيها الفارس الذي ترجل عن صهوة جواده ، فراقك ألـم أبدي مثل الملح يذوب في الجروح ، " كيف لا " وذكرياتك محفورة في الوجدان والضمير حين تغلبني الدموع ويعتصرني الألم في ذكرى الرحيل ، يا أبا فضل هذا المساء مساء حزين شاحب الوجه يأبى أن يغادرنا ألا مبلل الخدين وهذا ماحدث ، ففي ذكرى رحيلك يتجدد الحزن والبكاء وعلى مثلك يبكي الأوفياء .

كان " العقيد "رجلاً وطنياً لم يجود الزمان بمثله ، عاش سعيداً يوزع الإبتسامات بسخاء ، ينشر الأمل والحب في كل شبر تطأه قدماه يترك رائحة الطيبة تعطر الأماكن والقلوب ، رحلت جسداّ يا أبا أيمن لكن ستبقى في ذاكرتنا وذاكرة الوطن والشعب ، وداعاً أيها الطاهر الذي لم يتلون ولم يتقلب بل حافظ على نقاء فكره وكرامته وسيرته الزاخرة ، لقد افتقدناك وفقدنا برحيلك طاقة كبيرة من الأمل والطموح وخسارتنا فيك لا تتعوض أبا غسان ، ولروحك الطاهرة السلام والطمأنينة ." 

عزائي يتجدد لأبنائك وأحفادك وأهلك ومحبيك في مسقط رأسك ( الذنيب ) عرين الأسود منبع المقاومة والنضال والعمل الوطني وردفان عامة ومنتسبي اللواء الخامس خاصةً في ذكرى رحيلك الثالثة