لطالما كان القطاع السمكي رافدًا أساسيًا للاقتصاد اليمني، إلا أنه في زمن مليشيات الحوثي أصبح غطاءً لتهريب الأسلحة القادمة من إيران.
هذا ما كشفته اعترافات أعضاء خلية حوثية ضبطتها المقاومة الوطنية في البحر الأحمر مؤخرًا، حيث قدمت معلومات جديدة عن القيادات الحوثية التي تستغل الصيد كغطاء لتهريب السلاح.
PlayMute
Fullscreen
وأحد هذه القيادات هو المدعو حسين حامد حمزة العطاس، الذي نصبته المليشيات في 23 مايو/أيار 2023 رئيسًا لـ"هيئة المصائد السمكية في البحر الأحمر"، ليعمل في مهمة تهريب الأسلحة تحت غطاء الصيد.
من تشابهار إلى الحُديدة.. اليمن يقطع خط تهريب جديد للحوثي
فمن يكون حسين العطاس؟
ينحدر حسين العطاس من أسرة تقطن مدينة ميدي الساحلية في محافظة حجة (شمال غرب اليمن)، ونشأ وترعرع في حارة "الحراضية"، وتعلم على يد مرجعيات دينية، منها شخصيات موالية للحوثيين.
كما تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة "حماة الثورة" في ميدي، قبل أن ينخرط سرًّا في صفوف مليشيات الحوثي للعمل ضمن خلايا التهريب في قطاع الصيد عبر سواحل ميدي ومزارع الجر منذ عام 2005، وفقًا لمعلومات حصلت عليها "العين الإخبارية".
وتشير المعلومات إلى أن حسين العطاس مرتبط بشكل وثيق بالقيادي الحوثي حسن المداني، شقيق القيادي يوسف المداني المصنف على لائحة الإرهاب العالمية، بالإضافة إلى ارتباطه بجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن العطاس يمتلك مجموعة واسعة من الصنابيق (الزوارق) الخشبية والـ"فيبر جلاس"، ويقوم بتشغيلها في خط التهريب من جيبوتي إلى الحديدة والعكس.
كما يدير العطاس، بالتعاون مع المهربين محمود عبدالرب معروف (أحد أبناء العمودي في المخا، الناشط في ميناء بندر عباس الإيراني) وإياد عطيني (مدير المركز السمكي في ابن عباس بالحديدة)، عمليات تهريب عشرات شحنات السلاح والمواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، مثل الأسمدة.
وكانت المقاومة الوطنية قد حددت العطاس باعتباره "مسؤولًا عن تنسيق عمليات تهريب أسلحة مليشيات الحوثي إلى موانئ الحديدة"، وهو المنصب الذي يشغله منذ توليه رئاسة هيئة المصائد.
عسكرة قطاع الصيد
ولم يكتفِ العطاس بتشغيل مئات قوارب الصيد في عمليات التهريب، بل حوَّل جميع الموانئ ومراكز الإنزال السمكي على البحر الأحمر، التي تمتد بطول نحو 300 كيلومتر، إلى أوكار لتهريب الأسلحة.
كما أنشأ محطات نفطية ثابتة في كل مركز إنزال سمكي، بزعم التخفيف عن الصيادين، إلا أن الهدف الرئيسي هو تزويد قوارب التهريب بالوقود اللازم أثناء عمليات الشحن والتفريغ للشحنات المهربة.
وأبرز هذه المراكز تشمل: مراكز الإنزال السمكي في الصليف، واللحية، والنخيلة بالدريهمي، والمتينة بالتحيتا، وابن عباس، ومنطقة "عرج" بالساحل الشمالي، والمجيلس بالتحيتا في الساحل الجنوبي لمحافظة الحديدة.
وتشير تقارير محلية إلى أن العطاس أشرف على عسكرة 33 موقعًا ذا نشاط سمكي في مديريات: التحيتا، بيت الفقيه، الدريهمي، الحوك، الميناء، الحالي، باجل، الصليف، المنيرة، واللحية، لصالح الحوثيين.
كما أغلقت المليشيات، عبر العطاس، 19 موقعًا وحظرت اقتراب الصيادين منها، في مديريات: التحيتا، الدريهمي، الميناء، الحالي، باجل، الصليف، اللحية، والمنيرة، بالإضافة إلى تحويل جزر الملك، وحُمر، وتلاوين إلى مناطق عسكرية دائمة.
كذلك، يفرض العطاس بين الحين والآخر إجراءات مشددة، من قبيل منع قوارب الصيد في بحر السر وصيادي الخوبة في مديرية اللحية من مغادرة السواحل، وذلك عند كل عملية تهريب سلاح في هذه المناطق، وفقًا للمصادر ذاتها.