قرأ خبراء لافتة رفعتها خلال تبادل الأسرى اليوم السبت في قطاع غزة على أنها رسالة من الحركة لمرحلة التفاوض المقبلة مع .
وكانت حماس وضعت لافتة كتب عليها "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي" مكتوبة باللغات الثلاث: العربية والعبرية والإنجليزية، على طاولة تسليم 3 أسرى إسرائيليين في دير البلح وسط القطاع.
وكانت الحركة الفلسطينية اعتمدت في خطتها الإعلامية بشأن اتفاق وقف النار في غزة، حزمة من الرسائل السياسية والنفسية المصاحبة لمراسيم تسليم الرهائن.
ففي إطلاق الدفعة الأولى من المحتجزين منحتهم هدايا وخريطة فلسطينية.
وسلمت دفعة أخرى من الأسرى من أمام منزل رئيس الحركة الراحل، يحيى السنوار.
وخلال عملية تسليم الدفعة الثالثة من المحتجزين، أظهرت سيارة سوداء ضخمة كانت قد استولت عليها ضمن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أما عن رسالة تسليم الأسرى اليوم، فرأى المحلل السياسي والخبير بالحركات الدينية والفصائل المسلحة ياسين الدويش، أنها تتضمن "رسائل على مُخرجات قمة البيت الأبيض التي جمعت يوم الثلاثاء الماضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف الدويش لـ"إرم نيوز" أن "اختيار ترامب لنتنياهو ليكون لقاؤه الأول بعد تنصيبه، يحمل رسالة واضحة بأن الإدارة الأمريكية الجديدة اختارت الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية لتكون تلويحة العصا المرفقة بمشاريع جاهزة موضوعة بعد الآن على طاولة التنفيذ".
وجاءت أحاديث ترامب ونتنياهو بعد القمة متضمنة طيفًا عريضًا من القضايا الخلافية تبدأ بتهجير أهالي غزة تحت احتلال أمريكي مطروح للقطاع في اليوم التالي لوقف الحرب، ولا تنتهي هذه القضايا عند ترحيل قادة حماس من القطاع وانتظار مشروع أمريكي جديد لضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وقرأ المحلل الدويش في الشعار الذي رفعته حماس اليوم على منصة تبادل الأسرى، رسالة وصفها بأنها "عالية الاحتراف في الصياغة".
ففي جملة "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي": "اختصارٌ لرد سياسي على تصريحات ترامب ونتنياهو مفاده أن الذين أحدثوا الطوفان لن يهجروا أرضهم ولن يقبلوا استبدال الاحتلال الإسرائيلي بإدارة أمريكية".
وأشار إلى أنهم "هم أنفسهم الذين سيكونون أصحاب القرار الفلسطيني في ترتيبات ما ستنتهي إليه الحرب في غزة".
أما خبير القانون الدولي، المحلل السياسي نور الدين حمودة، فقرأ في شعار حماس، "رسالة يراد إيصالها ليس فقط لترامب ونتنياهو وإنما أيضًا للسلطة الوطنية الفلسطينية التي أعلنت قرارًا بالعودة لغزة حيث ستبقى في اليوم التالي لوقف الحرب" بحسب تعبيره.
واستحضر حمودة في حديثه مع "إرم نيوز" واقع تشتت مواقف الفصائل والقوى الفلسطينية وتعثر جهود توحيد الموقف.
ورأى في الشعار، "رسالة ذات إيحاءات كثيفة أنها –أي حماس- ستكون جاهزة لأن تقود مفاوضات مستقبل الدولة الفلسطينية.
ورأى أيضًا في الشعار، رسالة "موجهة للإسرائيليين، وباللغة العبرية، تستخف بنتنياهو متضمنة صورته مكسور الطلّة وهو يرفع شعاره الزائف"النصر المطلق" وفق تعبيره.
وتابع أن "الأمر الذي تبدو فيه حماس وكأنها تريد القول للجميع إن من أطلق الطوفان وكسر شعار نتنياهو عن "النصر المطلق" هو الذي سيبقى في غزة ولن يهجرها، بل سيحكمها في اليوم التالي لوقف النار".