في البداية يجب أن أعرج إلى أن ما يعانيه شعب الجنوب اليوم والمحافظات الجنوبية المحررة من تردي في الخدمات وانهيار العملة والغلا في الأسعار وغيرها أمر مدان وقد وقف المجلس الانتقالي قيادة وإعلاما إلى جانب هذا الشعب وعبر بمصداقية عن معاناته بتغطيات إعلامية واسعة وتنديدات رسمية وافية، وأعلن عن استيائه بصدق وجدية عن تلك المعاناة المفتعلة التي تتحمل الحكومة والرئاسي تبعاتها؛ نظرا للفشل الذريع إزاء هذا الملف الاقتصادي، الذي سلم المجلس الانتقالي الجنوبي مصفوفة إصلاحات اقتصادية متكاملة تجاهه إلى الحكومة كي تسير بروح متوازنة مع توجهات تدعم الحسم العسكري مع الجماعة الحوثية الإرهابية لكن تكشفت الوجوه والاقنعة تجاه الجنوب من خلال استغلال هذه المعاناة وتأليب الشعب ضد قيادته وحامي أرضه من القوات المسلحة والامن الجنوبي من خلال تثوير الخلايا النائمة جماعات وتنظيمات وأفراد يجمعها ويربطها (هدف واحد)، و(مصير مشترك)، اتفقت عليه قوى الحقد والانتقام في الشمال حوثي وإصلاح ومؤتمر تحت مظلة إرهابية واحدة هدفها إسقاط الجنوب في بحر من الفوضى وتسليمه للتنظيمات الإرهابية المعادية، بهدف زعزعة أمنه واستقرار المنطقة والإقليم والعالم الدولي.
وقد اختفت الخلايا النائمة في الجنوب فترة من الوقت بسبب تضييق الخناق عليها من قبل القوات المسلحة الجنوبية وأجهزتها الأمنية المختلفة، وعلى جه الخصوص جهاز «مكافحة الإرهاب»، وبالضربات الاستباقية التي يقوم بها هذا الجهاز القوي والنشط لإحباط أية عمليات إرهابية.
غير إنها اليوم بدأت تعاود نشاطها تحت ذريعة المطالبات واستغلال معاناة الناس إزاء ذلك وتأليبهم ضد القوات الجنوبية والأمن وتكسير وتخريب الشوراع ورمي الاحجار وإشعال النيران في الطرقات بهدف ترويع الناس وتخويفهم وإثارة حفيظتهم وما شاهدته خلال مساء أمس لكان خير شاهد عن تلك الوجوه المقززة وهي ترتدي القناعات غير قادرة على كشف حتى عن هويتها وهي ترمي الاحجار وتشعل النيران على خط الرباط واللحوم تريد قطع الطريق الرئيس عن مصالح الناس، فهل هذا هو الاحتجاج السلمي يا سادة ام أنها فقس بيض الخلايا النائمة الإرهابية المتحالفة ضدنا وعودتها إلى الواجهة بالعداء على جنوبنا وتأليبها على قواتنا المسلحة واجهزتها الأمنية.
والخلايا النائمة هذه لا تعمل إلا في الخفاء ولا تفتعل الشغب والتخريب والتدمير والتكسير إلا في الظلام ومستغلة انقطاع الكهرباء حتى لا يتم كشفها، ولديها نفَس طويل، وتتقلب وتتلون وتنصهر في المجتمع، وتعمل بحسابات دقيقة على وفق الظروف المتاحة، حتى تتضح الصورة لها، فهي تتصيد الفرص من أجل الظهور مرة أخرى على الساحة إما بالنهج والفكر العدائي نفسه، أو بنهج آخر وأعمال شيطانية أخرى تزعزع أمن واستقرار المجتمع الجنوبي.
الخلايا النائمة، يا سادة، هي من أخطر المهددات لأي مجتمع، لأنها تقوّض النظام الاجتماعي. وفي جنوبنا اليوم تتخذ هذه الخلايا من الدين الإسلامي تارة واستغلال المعاناة الاقتصادية تارة أخرى غطاءً لأنشطتها وأعمالها الإجرامية المدمرة، تحركها قوى متحالفة معروفة العداء لجنوبنا ولا يهنأ لها بال حتى تشاهد الدمار والخراب قد حلَّ في مجتمعنا الجنوبي ونشر الفوضى فيه.
والحقيقة تقول لنا: إن الخلايا النائمة تعيش بيننا، وتسكن في الأحياء التي نسكنها، وفي الطرقات التي نسلكها ونسير فيها، ولا يمكن في يوم من الأيام أن تنزل علينا من السماء لكي تهدد أمننا الوطني، فبتكاتفنا كمواطنين نقضي عليها ليس بحمل السلاح بأنفسنا ومحاربتها ولكن فقط في التبليغ عنها للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الجنوبية، ورجالها سوف يشكرون المبلِّغ ويكافئونه، وسيحافظون على سرية المعلومات، وفي الوقت ذاته سوف يقومون بالواجب لحماية جبهتنا الداخلية في وطننا من هذه الخلايا النائمة.
الخلايا النائمة ليست فحسب ميليشيات مسلحة بل قد تكون أخطر منها، على هيئة ذئاب تلبس الثياب، تحمل فكراً وعقيدة ووعي تدميري لتحقيق أهداف متخادمة في خلق الفوضى، وانفلات الشارع، ومشاهدة دماء الأبرياء تسيل في الطرقات.
الخلايا النائمة قد تجدها تعمل معك في العمل الذي أنت أحد موظفيه، وقد تكون متنفذة» في مؤسسات المجتمع المختلفة، وسلطاتها المختلفة التنفيذية أو التشريعية أوالقضائية، والأخطر السلطة الرابعة المؤسسة الإعلامية. ومن هنا يجب تنظيف سلطات المجتمع الأربع يأتي أولاً من خلال تعاون المواطن، وثانياً يأتي من خلال المسح الأمني من قبل جهاز أستخبارتي يقظ، المناط به حماية جبهتنا الداخلية، يستعرض من خلاله من معلومات وافية لكل شخص يعمل في أجهزة الدولة سواء في مناصب حساسة أو في غيرها، أو حتى في قطاع الدولة الخاص.
حقوق الوطن في أمنه واستقراره لا تسقط وان كلفتنا الآلاف من الشهداء، فمن كانت لديه في السابق انتماءات لجماعات أو تنظيمات داخلية أو خارجية سواء بالقول أو بالفعل أو بالتأييد أو المناصرة لها عليه دفع الثمن غالياً، لا يمكن افتراض حسن النية والطيبة فيه على الإطلاق، وما ينوي القيام به مستقبلاً، فالتسامح يجب أن يكون صفراً معهم.
فعلى كل المواطنين في جنوبنا الحبيب أن لا يسكتوا إذا رأوا أقنعة تلك الخلايا وهي تريد أن تقوض أو تزعزع الأمن باي الوسائل التي تثير الفوضى أو تحرق الممتلكات أو تكسر الادوات في الشوراع والطرقات فعليه تبيلغ الأجهزة المختصة دون تردد ..