عدن بين الظلام الكلي وصمت الحكومة
الامناء نت/خاص:

بقلم محمد الكازمي 


وجدت العاصمة عدن نفسها اليوم في دوامة الظلام الكلي، بعد توقف محطات توليد الكهرباء عن العمل نتيجة غياب الوقود. محطة "هادي" لم تتلقَ النفط الخام بسبب احتجاز حلف قبائل حضرموت لناقلات النفط، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم، في المقابل تقف الحكومة متفرجة، لم تستورد أي مشتقات نفطية منذ أكثر من شهرين تحت ذريعة "محاربة الفساد"، لكنها لم تحارب سوى المواطنين، إذ خلّفت سياستها عجزًا توليديًا غير مسبوق، حتى أصبحت عدن اليوم بلا كهرباء تمامًا.

هذا العجز الذي تعيشه عدن ليس مجرد أزمة طارئة أو عابرة، بل هو نتيجة حتمية لفشل الحكومة الذريع في إدارة ملف الكهرباء، ذلك الملف الذي لم يكن يومًا سوى ورقة للمساومة، وأداة لتمرير المصالح، في حين يدفع المواطن وحده الثمن من حياته ومعيشته واستقراره، تكررت التحذيرات ورفعت الأصوات عاليًا تطالب بحل جذري، لكن لا أحد يصغي، وكأن هناك من يتعمد إغراق المدينة في دوامة من الظلام والمعاناة، فهل الحكومة عاجزة حقًا؟ أم أن هناك من أوقعها في هذا الفخ، لتصبح أداة أخرى تساهم في تعقيد الأزمة بدلًا من حلها؟

إن كانت الحكومة تمتلك كفاءات قادرة على إيجاد الحلول، فلماذا تحولت إلى مجرد أحجار شطرنج في يد الفساد، يحركها كيفما يشاء ويستخدمها في لعبة لا رابح فيها سوى تجار الأزمات؟ لماذا تترك عدن تواجه مصيرها المجهول وسط العتمة، بينما تتربص بها الأطراف المعادية، تراقب بصمت، في انتظار اللحظة المناسبة لاستغلال هذا الانهيار لصالحها؟

عدن اليوم لا تحتاج إلى وعود كاذبة تتبخر مع أول اختبار حقيقي، بل تحتاج إلى أفعال ملموسة، إلى إرادة جادة تنتشلها من هذا المستنقع القاتل، قبل أن يصبح الظلام الذي يحيط بها اليوم صورة مصغرة عن مستقبل أكثر ظلمة، لن يكون فيه مجال سوى للفوضى والخراب، فإلى متى سيظل المواطن يدفع ثمن فشل حكومته، وسوء إدارتها، وفساد من يفترض بهم أن يكونوا مسؤولين عن حياته وكرامته؟

متعلقات
منتدى القشم الثقافي التنموي ينظم ندوة بعنوان: الموروث الثقافي بين الماضي والحاضر" في مديرية الحصين
حراك وسط اليمن يحمل الحكومة والأحزاب مسؤولية تدهور الأوضاع في المناطق المحررة
بيان هام صادر عن شرطة العاصمة عدن
خبير اقتصادي يطالب بإعلان حالة الطوارئ الاقتصادية والأحكام العرفية
القائم بأعمال الأمين العام يعقد لقاءً بالهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة عدن