تقرير يرصد بوادر واشنطن ولندن لتسوية أزمة اليمن
الأمناء نت / صحف

يجري الحديث بشكل واسع عن تحرك أمريكي ضد جماعة الحوثي، في اليمن، ضمن استراتيجية الولايات المتحدة الأوسع لمواجهة إيران، وضرب نفوذها في المنطقة.

سلسلة تغريدات لعضو الكونجرس الأمريكي، ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط، "جو ويلسون"، دعا من خلالها سلطنة عُمان إلى عزل الحوثيين، وإغلاق مكتبهم، ووقف غسيل الأموال، مؤكدًا على أهمية التعاون مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني ضد الحوثيين، وهزيمة النفوذ الإيراني بدعم أمريكي.

وبحسب حديث خبراء بتقرير لموقع "بلقيس" فإن هذا التصريح يأتي مضطردا مع ما كشف عنه مسؤول أمريكي عن تحرك لتشكيل تحالف عسكري لضرب الحوثيين، وإنهاء عملية "حارس الازدهار"، وتوجُّه إدارة ترامب لحل جذري يشمل مواجهة الحوثيين.
أهداف مسكوت عنها
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، د. فيصل الحذيفي: "نحن نتابع الموقف الأمريكي والموقف الغربي عموما، وخاصة العواصم الثنائية الغربية (لندن وواشنطن)، وحتى الآن لا توجد مؤشرات حقيقية لجدية مساعيهم في حل مشكلة اليمن بشكل جذري".

وأضاف: "ما زالت لدى الأمريكان وبريطانيا أهداف مسكوت عنها، وغير معلنة من وراء مثل هذه الدعوات، ونستنتج هذا الموقف من خلال قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية".

وتابع: "مثل هذا القرار عادة يصدر وينفذ بشكل مباشر، أي أنه لا يأخذ زمنًا أو مددًا للتنفيذ، شهر أو شهرين".

وزاد: "حتى الآن لم نرَ لقرار التصنيف أي ملامح حقيقية في التنفيذ، كما أن المنظمات العاملة في اليمن لا زالت مستقرة في صنعاء، وبعضها عادت إلى صنعاء بالرغم من المضايقات التي تفرضها مليشيا الحوثي على العاملين في هذه المنظمات، وإهانتها لبعضهم، وحبس بعضهم، واتهام بعضهم بالعمالة والإرهاب".

وأردف: "هذه بوادر لا تظهر أي ملمح من ملامح التوجّه الحقيقي من واشنطن ولندن في مسألة تسوية الأزمة في اليمن، بشكل نهائي، وطالما هناك أهداف بعيدة المدى، لذا يمارسون الرقص على الحبال المتعددة؛ لتحقيق أهداف تخصهم، ولا تخص اليمنيين".

وأوضح: "اليمنيون إذا ركنوا إلى أي طرف خارجي في حل مشكلتهم فهم أيضا يسيرون سيرًا خاطئًا، وهم المعنيون الأصليون بحل المشكلة، وهم السلطة التي تمثل اليمن، فإذا كانت هذه السلطة رخوة فإنه يصعب علينا أن نرمي بالمشكلة على طرف خارجي، ونريد أن يكون مالكا أكثر من المالك الحقيقي للأرض والسلطة والسيادة".

وفي حديثه عن العلاقة بين عُمان والحوثيين، قال د.الحذيفي: إنها علاقة تشبه علاقة عُمان بإيران، وهي دولة وسيطة لإيران التي تدعم الحوثيين".

وأضاف: "عُمان لا تخفي علاقتها الاستراتيجية مع إيران التي تدعم الحوثيين، وهي أيضا ليست بذلك القُرب من الدول الخليجية في مجلس التعاون الخليجي، التي هي في نفس الحماس والتجانس، أي لا يوجد تجانس في السياسة العُمانية مع السياسة الخليجية في مجلس التعاون، بل هناك بينًا واضحًا وتفردًا في سياسة عُمان، في هذه المسألة".

وتابع: "كل التمريرات للأسلحة والأسرار والجاسوسية، التي تخدم الحوثيين، كانت تمر من بوابة عُمان، عندما كانت مليشيا الحوثي تعجز عن تمريرها عبر شواطئ البحر الأحمر، أو عبر تمريرها من موانئ رسمية للشرعية عبر العملاء والمتعاونين".

وأردف: "السلطة الشرعية مخترقة حوثيًا إلى العظم على مستوى رئاسة الوزراء، كما سمعتم، قبل أسبوع، أن هناك تم إحالة أحد الأعضاء في مكتب رئيس الحكومة لارتباطه بمليشيا الحوثي، وهذا مجرد نموذج".

وأشار إلى أن "هناك في الميناء أناس يشتغلون لصالح الحوثي، وتدخل صفقات رسمية بتقنيات أو بشرائح أو برقائق أو بقطاع غيار معيّنة بشكل رسمي، ولا تفتش، وتدفع مبالغ، وهناك أناس يشتغلون مع الحوثيين على مستوى الحكومة، وتعطى لهم مكافآت سنوية بملايين الدولارات، مثل وزارة الاتصالات مشبوهة، ووزارة النفط مشبوهة، وهناك وزارات سيادية".

ويرى أن "الحوثي لا يستطيع أن يتنفس بدون تواطؤ هذه الوزارات، أي أن السلطة الشرعية مخترقة، وهي أضعف بكثير من أن يكون لها رؤية في مسألة حماية السيادة، سواء على المستوى الداخلي في سيطرتها على الداخل، أو على المستوى الخارجي حين سمحت أن يعينها أو يوحي لها بما تعمل طرف خارجي".
مسار جديد
من جانبها قالت الباحثة غير مقيمة في المركز العربي بواشنطن، أفراح ناصر: "على ما يبدو أن هناك تصوّرًا جديدًا أو خطابًا جديدًا، لأن إدارة دونالد ترامب عندها سياسات مغايرة جدًّا عن سياسات الرئيس السابق جو بايدن، وهذا لم نشهده فقط في اليمن، إنما ترامب يقوم بتغييرات جذرية وأحيانًا مخيفة".

وأضافت: "أعتقد أن المميّز في سياسة ترامب تجاه اليمن، مع أنه صعب أن نتوقع ما يمكن أن يقوم به هذا الرجل، أنه يئس من كيفية حل الأزمة اليمنية، وعلى ما يبدو أن هناك حلولا جديدة، لم يتم التطرق لها أو لم يتم استخدامها سابقا، وسوف يتم استخدامها حاليًا".

وتابعت: "بعد أيام من تقلد ترامب منصب الحكم، صنَّف الحوثيين جماعة إرهابية، واليوم نرى أتباعه مثل تغريدة جو ويلسون، التي أكد فيها على أن يكون هناك حزم، وأنه لازم أن يكون هناك تعاون مع السعودية والإمارات، وتوحيد الجيش اليمني، وهو خطاب جديد لم نشهده من قبل".

وأردفت: "يبدو أن ترامب وأنصاره سيكونون ماشيين في هذا المسار، وباعتقادي هو بسبب يأس، لأن كل الحلول السابقة تم استخدامها، ولم تنجح مع الأزمة في اليمن".

وزادت: "الدعوة، التي رأيناها في تغريدة جو ويلسون، تعكس تغيّرًا في الخطاب الأمريكي تجاه الدور العُماني، حيث كان ينظر له في السابق بشكل إيجابي، وبالتحديد أثناء رئاسة بايدن، كان ينظر إلى مسقط كقناة تواصل رئيسية بين الحوثيين والمجتمع الدولي، ويبدو أن هذا الأمر تغيّر إلى أمر سلبي".

وقالت: "ربما السبب هذه المرة؛ لأن مؤخرًا ظهرت تقارير تشير إلى أن شبكات التمويل المرتبطة بالحوثيين تمر عبر عُمان، وأنا باعتقادي أنه في حال استجابت عُمان لهذا الطلب سيكون لذلك تأثير مباشر على قدرة الحوثيين على التحرك دبلوماسيا".

وأضافت: "بشكل عام، سلطنة عُمان تتخذ مبدأ عدم الانحياز، وهو بالفعل في كونها تستضيف - ليس فقط الحوثيين- وإنما أطرافًا أخرى مناوئة للحوثيين".

وتابعت: "عُمان تحتوي أطرافًا يمنية سياسية متعددة، ليس فقط الحوثيين، فإذا ما كنا سنأخذ كلام جو ويلسون بعين الاعتبار، لا بُد أيضا من الحكومة الشرعية أيضًا، التي تتخذ من فنادق الرياض كمسكن لها، أن تعود إلى اليمن".

وترى أن "هذا أمر معيب، أنا شخصيًّا غطيت مثلًا محادثات السلام التي أجريت في ستوكهولم من سنوات، وأتذكر عندما كنت التقي بالمسؤولين في الحكومة الشرعية، وأيضًا قادة الحوثيين، وكنت آخذ أرقامهم بحكم عملي الصحفي، كنت أتفاجأ بأن أرقام المسؤولين اليمنيين من الحكومة أرقام ليست يمنية، بينما أرقام القادة الحوثيين كانت أرقامًا يمنية".

واستطردت: "لذا هذه التغريدة المفروض أيضًا توجّه للحكومة اليمنية، التي – للأسف - في حالة خمول شديد، ولا بُد لها أن تستغل هذا الموقف الذي نحن فيه، والتغيّرات الحاصلة".

المصدر صحيفة الأيام 

متعلقات
الشيخ عبدالرحمن المعبقي يعزي نائب مؤسسة موانئ البحر الأحمر بوفاة والده 
تعز.. سخط شعبي من قرار جائر بشان رفع أسعار تذاكر المعاينة في المستشفيات والمرافق الصحية
اطفال اليمن صقور لاتطير..
عن لقاء الأخ الزبيدي بقيادات القوات الجنوبية
"طائرة الوداع" تنتظر صلاح.. والجماهير ستدفع ثمن قرار ليفربول