كرة القدم التي لا تعرف كبير ولا صغير عندما تداعبها بخفي و حنين، و كأنك تلاعب طفلًا تريد ترويضه، ولا تعطيك حسب مشتهاك هي دائمًا تعطي من يعطيها و يخدمها، وعندما تعاندك تجعلك تقف حائرًا كأصاحي من نومه لا يدري أين يتجه في هذه اللحظة، هي تحب من يداعبها ويحمل معه عزيمة الإصرار والإرادة لتحقيق هدف وإنجاز، هنا تجدها تبتسم لك.
و فريق كرة القدم الأول بنادي إتحاد الشرطة الرياضي كان نموذج للطموح في تحقيق الإنجاز التاريخي بالصعود إلى الدور 16 لكأس حضرموت النسخة الثامنة،و حمل لاعبيه وجهازه الفني والإداري على أكتافهم شعار "بالعزيمة والإصرار والإرادة نحقق المراد" حتى تحقق حلمهم الذي يراودهم.
و هي خطوات بذلت حتى الوصول إلى القمة بكل فخر واعتزاز في ظل وجود قيادة حكيمه برئاسة العميد، مطيع سعيد المنهالي، وأعضاء الإدارة في تسهيل أمور الفريق الأول للمنافسة خلال منافسات بطولة كأس حضرموت النسخة الثامنة، وكانت الخطوة الأولى هي الصعود من التصفيات التمهيدية إلى النهائيات بعد تحقيق الفوز على نادي الصدارة بنتيجة 4-3 وسط فرحة غمرت كل أرجاء الاعبين والإداريين بتحقيق أول خطوة.
و هنا في نهائيات البطولة الحضرمية اشتدت المنافسة، وتعلق حلم الصعود للدور 16 من البطولة كان مطلب كل لاعب وإداري وجهاز فني لتحقيق إنجاز تاريخي، ولكن اصطدم إتحاد الشرطة بمجموعة شرسة ضمت كل من نادي المكلا العريق وشباب ميفع والنخبة ظن الجميع أن حلم التأهل تبخر في جو الأحلام التي تصحى من نومك وتطير دون سابق إنذار، رياض بازبيدي قائد الجهاز الفني، صالح العطاس مسؤول الأنشطة وإداري الفريق من أول مران لهم في الخطوة الثانيه والصعبة.
و حثوا اللاعبين على بدل قصاري المجهود من أجل جاهزية الفريق لخوض هذا الغمار والتمسك بتحقيق الحلم بعزيمتنا وإصرارنا وإرادة تحقيقه، حيث كان دافع قوي لمواصلة المشوار في أول لقاء خطف نقطة من أمام نادي النخبة، ولازالت الآمال معلقه لديهم بالتأهل بعدها خساره قاسية من نادي المكلا العريق بخماسية لم يدخل اليأس في قلوبهم، بل عادها زادتهم قوة وصلابة في خطف النقاط الثلاث والتأهل رفقة نادي المكلا للدور 16.
و مواجهة نادي شباب ميفع في أخر مواجهات المجموعة دخل الفريق، وهو حامل في جعبته حلم يسعى لتحقيقه من هذه البوابة، و تحقق كل حلم لاعب وجهاز فني وإداري في نادي إتحاد الشرطة عندما ضرب نادي شباب ميفع برباعية حينها تعالت الأصوات، و ذرفت معها الأعين فرحًا بما حققوه بعد طول انتظار بعزيمة وإصرار وإرادة اللاعبين بهدف الصعود والتأهل بين الكبار للدور 16 لبطولة كأس حضرموت الذي يعد حلم كل نادي مشارك.
ليس حلم التأهل يطمح به كل نادي يمتلك كوكبة اللاعبين الممتازين والدوليين فقط، بل هو من يمتلك ويحمل عزيمة وإصرار وإرادة للوصول وتحقيق كل ما حلم به حتى يكون بين أوساط الأندية المؤهلة العريقة، ونادي إتحاد الشرطه كان نموذج للطموح بهدف تحقيق الإنجاز ودخول التاريخ من أوسع أبوابه.
