من وجهة نظر عبدالملك الحوثي وعُصبته الإرهابية ، يروا ان اليمن تقدمت ولم تتراجع.!!
هذه الرؤية للجماعة تأتي من باب أسقاط واقعهم كجماعة على اليمن ، فهم يروا انهم في 2004 كانوا مجموعة محصورة في جغرافية محددة لا يمتلكوا سلطة و لا اموال كاليوم ولديهم دعم محدود من طهران آنذاك و ما تلاه وصولاً الى 2014 ..!
لهذا يشعر عبدالملك الحوثي وجماعته ان اليمن التي تراجعت الى الوراء مائة عام ، تقدمت بهم لانهم كانوا جماعة متمردة ارهابية محصورة و باتوا اليوم سلطة أمر واقع ولديهم مليشيات و سجون وضرائب و ممثليهم هم من يحكم المناطق التي تقع تحت سلطتهم.
الحوثيون يرون ذلك تقدم ويعتبروا هذا انجاز لهم بما ان كلفة وصولهم لسلطة كانت تراجع اليمن الى الخلف مائة عام فمن حقهم ان يحتفوا بهذا التراجع والتخلف ، لانه من وجهة نظرهم تقدم فهم يربطوا اليمن و حالة التقدم فيه والتراجع والتخلف الذي هم سببه الإساس على واقعهم كجماعة قادتها ونخبها كانوا في العراء واجسادهم نحيلة وشاحبة ، واليوم اذا ما نظروا الى انفسهم يجدوا ان بطونهم تدلت واصبحوا هم اهل السلطة والأمتيازات وكل الموارد تذهب الى جيوبهم ولا يعنيهم شأن العامة وشعب اليمن الذي كان لديه رواتب و كهرباء و خدمات وصحافة حرة و حالة اقرب لدولة قبل وصول الحوثية الى صنعاء ، واضحوا بعد هذا الوصول المكلف والكارثي بدون كهرباء ولا راتب ولا خدمات ولا صحافة ولا نشيد وطني ولا منافسة في ظل الهامش الديمقراطي الذي تم مصادرته عندما وثبت جماعة الكهف الى قلب صنعاء في سابقة تعيد للأذهان وحشية القرامطة..!
لذلك فأن الحالة اليمنية وتخلفها وتراجعها قرن من الزمان بالنسبة لعبدالملك الحوثي فهي حالة تقدم وانتقال تاريخي مقرون بما حققه هو كشخص وجماعته كعصابة من انتقال من حالة متمردة لا وطنية الى سلطة أمر واقع إرهابية تحكتر الأمتيازات المالية والسلطة والنفوذ....!