ما بين غزة والجنوب
أنسام عبدالله

 


بعدَ عامٍ ونيّف من الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة أخيرا هدأت أصداء الصواريخ " الصهيونية " ، وسكن روع الأطفال " المعذّبين " هناك بفعل آلة التدمير المعادية لكل ماهو عربي في غزة ..فقد أتت على ثُلثيها خرابا، و على قتلاها بالالاف ..

عامٌ وبعضُ عام ..وغزّة تضجُّ " بأجواء القيامة " ..لكنها لم تستسلم !

وهنا لا أعني " المقاتلين " شبه العزّل إلا من سلاحٍ خفيف مهما اختلف ..إلا أنه يظل خفيف مقارنةً بآلة الحرب الإسرائيلية المتطورة والمتوحشة فقط !..بل أعنيهم جميعا أطفالا ونساءً وشيوخا ..

لم يكن ليتوقف كل هذا بتاريخٍ محدد لولا إرادة الله في تنفيذ أسبابه بالنصر ..نعم نصر رغم الخراب والدمار والإجرام " اللامتناهي "..

نصرٌ لم يحقق للصهاينة ما خرجوا لأجله مندفعين منذ ما قبل " 7 اكتوبر " متحججين بتلك الحجة الواهية ..إذ أن حلم دولتهم الكبرى لم يكن ليتوقف عند حدود محور " فلاديفيا " ..كانت العينُ على ( سيناء.. ) بعد سقوط غزّة وتهجير أهلها قسرا تحت وقع الأشلاء المتطايرة ..ومشاهد الرُّعب المحبوكة ..

ولكنها لم تُمس !

كما تهور الصهاينة مندفعين لاجتياح لبنان وسوريا ..مستغلين رعونة " المليشيات الطائفية " الشيعية والسنية على حدٍّ سواء..لكنهم تناسوا أن احتلال تلك المساحات الشاسعة يتطلب جيش عسكري بأعداد غير مسبوقة ..وليس فقط اجتياح مبني على بعض الخونة من الطرف الآخر ..

وفشل المخطط مرةً أخرى ..

إنّ من يبتهج فرحا بنصر غزة ..لهُ ذلك ..لكن لا ينسى ماهي أسبابُ النصر كافة ..

بالإضافة إلى صمود أهل غزة الممدود من الله سبحانه وتعالى وبأمره ..كان للجيش المصري والدبلوماسية المصرية سبب مباشر في هذا النصر ..إذ وبحنكة القادة العسكريين والوطنيين في مصر العروبة ..لم يرضخوا لتوحش الصهاينة القائم على التجييش العاطفي بفرض مجازر وبالتالي فرض أمر واقع بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء..

لكنّ ما حدث هو العكس ..فلقد استقدم الجيش المصري ولأول مرة بعد اتفاقية السلام ..آليات عسكرية ثقيلة ..وتم بناء مصدات أسمنتية قريبة من الحدود مع غزة ! بالإضافة لبقاء أهل غزة فيها وعدم خروجهم ..

هنا كان الإنتصار ..

إذاً..هدأ الروعُ عن غزة .. وهدأت أخيرا..

بالمقابل ماذا عن روعٌ آخر ..يتخطّف بلادٍ عربية أخرى ..يموتُ أهلها بصمت ..

ماذا عن *الجنوب وأهله*  ..تُرك هكذا مصيرهُ معلقٌ بيد مليشيا " شيعية " إرهابية متخلفة ! 

لم يعد لوجودها أيُّ منطق سوى الإمعان في تدمير هذا الشعب ..

بينما كانت غزة تُحارب لأجل البقاء..كان الجنوب مثلها يفعل..ولكن بحرب أشدُّ خساسة وقذارة ! وبيدٍ ليست غريبة ..

إنّ  الجنوب يرزح تحت " حرب التجويع " الممنهجة، لصالح شرذمة من اللصوص في الحكومة ..مجرد سيّاح بأموال الشعب، ولا يؤدون أي أدوار وطنية ..

وكلما لاحَ في الأُفقِ حلٌّ .. رفضوه !

إذا كانت غزة قد صمدت في وجه إسرائيل، وساندتها مصر ..

فالجنوبُ صامدٌ في وجه " تتار من المجتمع الدولي والإقليم ومافيا فساد لم يعرف التاريخ لها مثيل " .

ولا يسنده أحد ..سوى ..

نفسه .. ..وصبر أهله..وبركات شهدائه ..وحلمه بالانتصار كما غزة !

وحتى بعدما أفاق من سباته وخرج بمعلميه ونقابييه ثائرا..إلا أن صدى صوته تم إسكاته ..بالتجاهل الوضيع من قبل " رجالات " الحكومة القابعة في الخارج ..والهاربة خوفا من تغيّر الأمور في أي لحظة لصالح هذا الشعب المكبّل ..

الجميع اتفق على استمرار الموت السريري لشعبنا ..الصرف يرتفع بلا مبالاة ولا حدود ..والبترول كماه..وقبلهُما وبعدهما أسعار " طعامُ الفقراء" .. والموظفين ..والمعلّمين الأجلّاء..

مابينَ غزّةَ والجنوبُ صواريخٌ حوثية ..
وهمية ..
لا تُصيبُ سوى الجنوب ..
فإمّا أرواح أبناءه الطاهرة ..وثرواته الهائلة ..دفعةً واحدة لصالح محور الشر الطائفي ! 
وإما المزيد من الإمعان في إذلاله وشعبه حتى التركيع والإستسلام ..
هذه الرقعة الجغرافية الاستراتيجية عليها حراس المعبد العالمي ..
بأساطيلهم يحيطون بنا ..وبكنوزنا المدفونة آلاف الكيلومترات تحت ترابنا وبحارنا الممتدة ..
يروق لهم ما يفعله المفسدين ..

كما يبدو أن المستقوين مصرّين على بقاءنا تحت البند السابع إلى  مالانهاية ..محددة !

ويبدو كذلك أن قاضيهم قد خطَّ سرا :

" يبقى الوضع على ماهو عليه ..وعلى المتضرر اللجوء إلى ......" .

لا ندري إلى ماذا ؟

متعلقات
انعقاد ورشة توعوية للخطباء والمرشدين بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة
الشرطة العسكرية الجنوبية تدشن حملة قص السلاح المخالف في العاصمة عدن
عمال مؤسسة موانئ خليج عدن ينظمون وقفة احتجاجية أمام محكمة صيرة
ما بين غزة والجنوب
مليشيا الحوثي تعترف بمصرع اثنين من قياداتها في أماكن مجهولة