صنعاء تحت النار: الضربات الدولية تكشف مصير الحوثيين وتعيد رسم خارطة الجنوب العربي
بقلم: وضاح قحطان الحريري

اليوم، شاهدنا كيف اجتاحت سماء صنعاء ضربات عسكرية مفاجئة، لم تكن مجرد تصعيد في صراع طويل، بل كانت رسالة قوية تحمل الكثير من الأبعاد. التحالفات الدولية التي تقف وراء هذه الضربات ليست فقط ضد الحوثيين، بل ضد أيديولوجيات تقف عائقًا أمام السلام، عائقًا أمام تحقيق الأمان لشعبنا في الجنوب العربي. اليوم، أسأل نفسي: هل نحن أمام بداية جديدة؟ أم أن القوى الكبرى تخطط لصياغة مستقبل آخر يختلف تمامًا عما نطمح إليه؟

كصحفي جنوبي، وطيلة سنوات من العمل الميداني، أعيش لحظة لحظة الصراع، أتأمل بين سطور الأحداث وأقلب أوراقها محاولًا رسم صورة أكثر وضوحًا لمستقبلنا. هذا المقال ليس مجرد تحليل مجرد، بل هو صوت من ميدان المعركة، صوت يصرخ من أجل السلام وحقوق شعب الجنوب. تلك الضربات التي نشهدها اليوم تحمل معها ليس فقط دمار الحوثيين، بل قد تحمل معها فرصة قد لا تتكرر لإعادة ترتيب أولوياتنا الجنوبية، ومن ثم التأكيد على حقنا في استعادة سيادتنا.

الضربات اليوم: معركة جديدة في حرب طويلة

اليوم، تلتقي السياسة بالحرب بشكل مباشر، والضربات العسكرية التي نشهدها لن تقتصر على مجرد تدمير البنية العسكرية للحوثيين. هذه الضربات تكشف عن تفكير أعمق، رسائل من الخارج إلى الداخل. لا أستطيع أن أتجاهل حقيقة أن القوى الكبرى تراقب عن كثب كل حركة في المنطقة، وكل تصعيد، وكل فرصة قد تلوح في الأفق. كيف ستؤثر هذه الضربات على الحوثيين؟ وهل ستكون بداية النهاية بالنسبة لهم؟ هذه أسئلة كبيرة، لكن لا أستطيع أن أتجاهل تأثيراتها المباشرة على ما يخص الجنوب العربي.

الجنوب العربي في قلب المعركة: فرصة أم تهديد؟

أنا هنا لا أكتب فقط من منطلق المحلل الصحفي، بل من منطلق قلبي الجنوبي الذي يعشق أرضه وتاريخه. صحيح أننا قد نمر بمرحلة صعبة، لكنني أرى الفرصة قد تكون أمامنا الآن أكثر من أي وقت مضى. ومع تراجع الحوثيين، قد تكون اللحظة التي طالما انتظرناها لنبني أساسًا جديدًا لجنوبنا الذي عانى طويلاً من الحروب والظلم. ولكن، هل نحن جاهزون لهذه الفرصة؟ هل نستطيع بناء هذا المستقبل؟ علينا أن نكون يقظين، لأن التحديات القادمة ستتطلب منا الكثير من الصبر والتخطيط.

1. الاستقلال في الأفق؟
في داخلي، يراودني شعور بأننا على مشارف لحظة تاريخية. ربما نكون أمام فرصة لا تتكرر لاستعادة دولتنا الجنوبية، فالوضع العسكري والسياسي قد يعطينا دفعًا قويًا، لكننا بحاجة لوحدة الصف الجنوبي، والتأكيد على مطالبنا المشروعة.


2. مخاطر النزاع الداخلي
بين طيات هذه الفرصة تكمن العديد من التحديات. إذا فشلنا في ترتيب أوضاعنا الداخلية، فقد نُجذب إلى نزاعات داخلية تهدد ما أنجزناه. علينا أن نكون حذرين من التشظي، لأن أي ضعف داخلي سيؤدي إلى استغلاله من قوى الشرعية الشمالية.


3. دور القوى الإقليمية والدولية
في اللحظات الحاسمة، لا نملك ترف التردد. علينا أن نكون مستعدين، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضًا على المستوى الدبلوماسي. كيف سنواجه الضغوط الخارجية؟ وكيف سنتعامل مع الأطراف التي قد تحاول فرض حلول غير مناسبة علينا؟ لابد من أن نكون على قدر المسؤولية.

المؤامرة الشمالية على الجنوب: قوى الشرعية وضرورة ترتيب البيت الجنوبي

ولا يغيب عن بالي، مع كل هذه التغيرات، أن هناك قوى شمالية لا تزال تتربص بنا. الشرعية، بمكوناتها التي تهيمن عليها القوى الشمالية، لا تترك فرصة للجنوب إلا وتعمل على تقويضه. إذا لم نكن على قلب رجل واحد، وإذا لم نرتب أوضاعنا بشكل جاد، قد نكتشف في النهاية أن القوى الشمالية قد حاولت تكرار ما حدث في الماضي: محاولة فرض سيطرتها على الجنوب، مدفوعة بالأطماع والمصالح الضيقة.

مستقبل الحوثيين: هل نحن أمام مرحلة النهاية؟

بالنسبة للحوثيين، اليوم، الواقع أصبح أكثر تعقيدًا. لكن السؤال الحقيقي يبقى: هل حقًا نحن أمام مرحلة النهاية بالنسبة لهم؟ أم أن ما يحدث هو مجرد بداية جديدة لصراع آخر؟ لا أستطيع الجزم بالإجابة الآن، لكن ما هو مؤكد بالنسبة لي هو أن السلام لن يتحقق فقط بالقضاء على الحوثيين، بل بتسوية شاملة تضمن لجميع الأطراف حقوقهم، وخاصة الحق الجنوبي في تقرير المصير.

مستقبل السلام في اليمن والجنوب العربي

السلام في اليمن لن يكون مجرد توقيع على ورق، بل سيكون استحقاقًا للحق والعدالة. السلام الذي نطمح إليه هو السلام الذي لا يكون على حساب حقوق الجنوب. الجنوب العربي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة لخطوات عملية تهدف إلى بناء المستقبل الذي نريده جميعًا.

خلاصة القول

هذه الضربات العسكرية قد تكون بداية لتحولات في الخارطة السياسية، لكننا في الجنوب العربي نعلم أن الطريق أمامنا طويل. ونحن، كجنوبيين، بحاجة لفرصة حقيقية لتحديد مصيرنا، للوقوف أمام الضغوط، ولصنع السلام الذي يضمن حقوقنا. فما يحدث اليوم في صنعاء قد يكون بداية، لكنه أيضًا دعوة لنا أن نكون مستعدين لتحديات المستقبل التي تنتظرنا.

متعلقات
تحديات وفرص الحكومة القادمة
حراك وسط اليمن يدين جرائم الحوثي في البيضاء ويحمل المبعوث الأممي المسؤولية
فريق مركز الملك سلمان يطلع على نشاط تدريب وتأهيل الكادر التعليمي لمراكز محو الأمية وذوي الإعاقة بحضرموت
أهالي عدن يطالبون بتوفير الوقود لمحطات الكهرباء ويوجهون نداء للحكومة والمجلس الرئاسي
توقيف الإعلامية الكويتية فجر السعيد بتهمة الدعوة إلى التطبيع