شهدت مديرية الشعيب بمحافظة الضالع حدثًا بارزًا يعكس روح التكافل المجتمعي، حيث أُطلقت حملة تبرعات واسعة لإعادة بناء وترميم مدرسة الشهيد الحدالي بخال، إحدى أقدم وأهم المدارس في المديرية. جاءت هذه الحملة تحت شعار "حب الشعيب يجمعنا"، بمبادرة من أبناء المنطقة، بعد عجز الدولة والجهات المختصة والمنظمات الدولية عن الوفاء بوعودها المتكررة لإعادة إعمار المدرسة التي تأسست عام 1965.
تاريخ عريق وتحديات كبيرة
تُعد مدرسة الشهيد الحدالي رمزًا تعليميًا تاريخيًا، أسسها الشهيد الشيخ ناشر عبدالله السقلدي من صفين دراسيين، إدراكًا لأهمية التعليم في بناء الأجيال. وقد ساهمت المدرسة عبر تاريخها في تخريج شخصيات بارزة تقلدت مناصب عليا وساهمت في بناء الدولة.
لكن مع مرور الزمن، أصبحت المدرسة غير صالحة للتعليم، مما دفع أبناء المنطقة إلى التحرك سريعًا لتدارك الوضع.
إنجازات الحملة ودورها المجتمعي
بفضل تضافر الجهود، تم البدء في بناء وترميم جزء من المدرسة، يتضمن ثلاثة طوابق تحتوي على تسعة فصول دراسية، وهي في مراحلها النهائية حاليًا. هذا المشروع يُعد مثالًا حيًا على قدرة المجتمع على التغلب على التحديات، في ظل غياب دعم الدولة والمنظمات الدولية.
تصريحات المسؤولين عن المشروع
صرّح الأستاذ علي مسعد الخيلي، مدير المدرسة، أن هذه الحملة تعكس اهتمام أبناء الشعيب بالتعليم، مشيرًا إلى أهمية بناء جيل مُسلح بالعلم والقلم في مواجهة التحديات التي تعصف بالجنوب، بما في ذلك التهميش والإقصاء الذي يطال المعلمين والمؤسسات التعليمية.
وأضاف القاضي عبدالغني الشمام، مدير الشؤون القانونية بالمديرية ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، أن اللجنة واجهت صعوبات عديدة في تنفيذ العمل، لكنها تمكنت من تجاوزها بفضل دعم وتكاتف أبناء المديرية.
وأكد أن هذا الإنجاز سيكون شاهدًا على جهود الخير والعطاء التي أثمرت عن إعادة الحياة لهذا الصرح التعليمي.
من جانبه، أكد الأستاذ وفي مانع أحمد، مدير ثانوية الفقيد الحبيشي وعضو اللجنة التنفيذية للمشروع، أن التعليم يُمثل أولوية قصوى في ظل الظروف الراهنة. وأشاد بدور أبناء الشعيب الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم لإحياء هذا المشروع التعليمي.
نداء للمزيد من الدعم
أشار عبدالغني صالح مثنى، المسؤول المالي للجنة، إلى أهمية استمرار دعم المشروع لضمان اكتماله في ظل شُح الموارد المالية.
ودعا جميع من يستطيع المساهمة إلى الإسراع بتوريد التبرعات عبر الحساب المخصص لدى مؤسسة مروان الشعيبي للصرافة.
ختامًا
تُجسد هذه المبادرة ملحمة من ملاحم التعاون المجتمعي في الشعيب، لتكون مدرسة الشهيد الحدالي رمزًا لصمود التعليم في وجه الإهمال والتحديات، ودليلًا على عظمة أبناء المديرية في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.