الأمة العربية .. الإسلام السياسي البديل للأنظمة المستقرة
كتب د. خالد القاسمي

 

ما يجري في سوريا ليس بالجديد ، بل سياسة أمريكية غربية منذ سقوط النظام العراقي في 2003 وإستبداله بميليشسات الإسلام السياسي الشيعي ، من يومها لم تستقر العراق ولا الأمة العربية التي واجهت التطرف بوجهه السني والشيعي داعش والقاعدة من جهة ، وميليشيات الحشد الشعبي بكل مسمياتها وأصنافها التي خرجت من عباءة حزب الدعوة  الذي ترعرع في إيران وتم صقله وتكوينه  بتوجيهات الخميني ومن بعده الخامئيني ، وطوال ربع قرن خسر العراق كل شي : إنسانه ، وثروته ، وإقتصاده ، حتى إنتمائه لعروبته .

ولم تمضي ثمان سنوات منذ إحتلال العراق حتى جاء ما يسمى بالرببع العربي ، لتعم الفوضى مكان أنظمة مستقرة في : تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا ، واليمن ، تلتها إنتفاضات وثورات أخرى فأستعادت مصر كرامتها على يد قواتها المسلحة في 2012 ، في حين عاشت تونس عشرية سوداء تحت حكم حزب النهضة الإخواني الإرهابي ،  الذي نهب البلاد والعباد وترك خزينة الدولة خاوية ، تعاني الإنهيار الإقتصادي حتى اليوم .
وتقسمت ليبيا التي توحدت بعد إستقلالها  1951 على يد الملك محمد إدريس السنوسي ، وأصبحت الميليشيات المسلحة في طرابلس ومصرته هي من تعين الحكومات وهي من تلغيها ، وهي من تفاوض على الإتفاقيات وثروات الشعب الليبي .
أما اليمن الذي تحول إلى شمال تديره ميليشيات الحوثي الإيرانية التي تهدد اليوم طرق الملاحة في باب المندب بضرب السفن التي تمر عبر هذا المنفذ  العالمي ، هدفها  محاصرة مصر من خلال تعطيل العمل في قناة السويس ، والهدف الإيراني للسيطرة على باب المندب ليس جديد أو وليد الأحداث الجارية ، وإنما منذ إنقلاب الحوثي في اليمن 2014 والسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء .
وفي جنوب اليمن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي ، الذي يتوافق تماماً مع مخططات الحوثي والمخططات الإيرانية في اليمن يسعى للسيطرة على جنوب اليمن ، وتحويلها إلى دويلات لا تنتهي فيها الحروب ، وأمام رفض المجتمع الدولي في 2018 تحرير الحديدة ، وقبلها تحرير صنعاء تحت ذرائع إنسانية وإستغاثات حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يريد إستمرار هذه الأوضاع ، توقف تحرير البلاد والعباد في اليمن  .

إذا ما فهمنا ما سبق نفهم ما جري في سوريا من سقوط النظام وإستيلاء جبهة تحرير الشام على سوريا ، خطة تركية أمريكية واضحة المعالم ، هدفها إستبدال ميليشيات إيرانية شيعية بأخرى سنية تهدد دول الجوار الجغرافي بهدف إسقاط أنظمتها .

القادم فضيع وشرق أوسط جديد تديره الجماعات الإرهابية ، وتسوده الفوضى التي أسمتها كوندليزا رايز "بالثورة الخلاقة" ، ولكن يبقى الأمل في وعي الشعوب العربية ، والتفكير بمآسي أشقائهم من العرب الذين ساهموا دون وعي في إستبدال أنظمتهم الديكتاتورية بميليشيات مسلحة تنشر الخراب والدمار والفساد أينما حلت .

وإنا لله وإن إليه راجعون . 

 

متعلقات
وزير الاوقاف والإرشاد يكشف تفاصيل مهمة لاستعدادات الوزارة لموسم حج هذا العام
الهيئة الادارية لجمعية الضالع تعزي رجل الخير الشيخ/مدرم السقلدي
نص إحاطة المبعوث الأممي الخاص إلى مجلس الأمن اليوم الخميس
انتقالي الضالع ينظم حلقة نقاشية عن دور الإذاعة المحلية في رفع الوعي المجتمعي
مدير عام خورمكسر ومنتسبي السلطة المحلية يعزون نهج عبدالماجد في وفاة والدته