العيون الساهرة التي لاتنام تقبع في أعالي جبال جبهة حيفان - طورالباحة وسط سقيع فصل الشتاء ،وتحت جنح الليل المظلم البارد ، يسهرون في مواقع القتال بقمم الجبال لأجل أن لا يُقلق منامنا غدر المليشيات الذي يستهدف الامنين بين الحين والآخر ، يضعون أنفسهم في مقدمة الجبهة مترامية الأطراف بمواقعها الوعرة، مُدافعين عن الأرض والعرض بكل شموخ بين أزيز القصف ،والرياح الباردة والامطار ، وكيد المتربصين ودسائيس خفافيش الظلام.
يصل إرتفاع جبال جبهة حيفان فوق سطح البحر ما بين «960 - 2500» متر وترتبط بسلسلة جبال شاهقة يرابط بها المقاتلين مثل جبال عيريم القبيطة وجبال منطقة الأثاور إلى حدود جبال الأحكوم غرباً ، وهذا ما يعتبر المواقع التي يرابط بها المقاتلين تشهد برداً قارساً في موسم الشتاء ، ويتكبد افراد اللواء الرابع حزم المرابط في الجبهة متاعب صعود قمم الجبال الشاهقة وسط البرد القاتل تاركين أهاليهم ، وأطفالهم وذويهم لاجلنا، ولاجل حمايتنا من صلف المتحوثين و الحوثيين القادمين من كهوف صعدة .
وينفذ اللواء الرابع حزم بقيادة العميد وافي الغبس قائد اللواء ، مهام عسكرية شاقة باكثر من موقع عسكري بتضاريس جبلية صعبة تبلغ طولها 15 كيلو تقريباً تمر على تلال جبلية غاية الخطورة ، ومع هذا يستمر أفراد اللواء بالاستعداد القتالي ليلاً ونهاراً صامدين صمود الجبال ، وبصمودهم مثلوا جبالاً بشرية فوق قمم الجبال .
وتعتبر جبهة حيفان - عيريم - طور الباحة ذات أهمية استراتيجية لموقعها الجغرافي كـ بوابة شمالية للعاصمة عدن ، ناهيك عن جبالها المرتفعة التي تطل على الأطراف الجغرافية لمديرية البريقة ، فتواجد قوام اللواء الرابع وتصديه للحوثيين كان سداً منيعاً لإحباط عشرات من محاولات التقدم التي باتت بالفشل وعادت بالهزايم العسكرية.