المجلس الانتقالي الجنوبي بين الإنجازات والتحديات وتطلعات الشعب
بقلم الصحفي وضاح الحريري

 

 

منذ نشأته، مثّل المجلس الانتقالي الجنوبي بارقة أمل لشعب الجنوب الساعي للحرية والكرامة، ونجح في تحقيق إنجازات هامة على المستويين المحلي والدولي. إلا أن مسيرة النضال لا تخلو من التحديات، حيث يواجه المجلس اليوم اختبارًا كبيرًا في قدرته على تجاوز العقبات الداخلية وتحقيق تطلعات جميع فئات الشعب الجنوبي. هذا المقال يسبر أغوار هذه الإنجازات والتحديات، ويقدم رؤية نحو مستقبل أكثر شمولية وعدالة.
إنجازات المجلس الانتقالي

لا يمكن إنكار ما حققه المجلس الانتقالي من إنجازات بارزة، أهمها:

1. السيطرة على الأرض: فرض الأمن والاستقرار في معظم المحافظات الجنوبية، ما خلق بيئة أكثر أمانًا مقارنة بمناطق أخرى في اليمن.


2. الحضور السياسي الدولي: أصبح المجلس جزءًا أساسيًا من أي محادثات سياسية حول اليمن، مما أعطى القضية الجنوبية زخمًا دوليًا.


3. الدفاع عن القضية الجنوبية: استمرارية المجلس في إبقاء القضية الجنوبية محورًا رئيسيًا في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

التحديات: غياب الشمولية وإقصاء الفئات الهامة

رغم هذه النجاحات، إلا أن المجلس الانتقالي يواجه تحديات خطيرة تتعلق بالتمثيل العادل داخل هيكله القيادي، حيث يُتهم بأنه يركز على فئات معينة دون أخرى، ويتجاهل:

1. الفئات المناضلة: الشخصيات التي قدمت تضحيات كبيرة خلال مراحل النضال الجنوبي لا تحظى بالمكانة التي تستحقها داخل المجلس.


2. أسر الشهداء: أسر من قدموا أرواحهم في سبيل القضية الجنوبية لا يتم منحهم الاهتمام الكافي أو الفرص المناسبة للمشاركة في صنع القرار.


3. الكفاءات والمتعلمين: هناك العديد من الكوادر الجنوبية المتعلمة التي يمكنها المساهمة في تطوير عمل المجلس، لكنها تُستثنى لصالح المحسوبية والولاءات الضيقة.

إشراك الفئات الهامة: ضرورة وليست خيارًا

لضمان استمرارية نجاح المجلس الانتقالي وتعزيز شرعيته الشعبية، من الضروري العمل على إشراك الفئات المناضلة والمتعلمة وأسر الشهداء بفعالية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. تمكين أسر الشهداء:

تخصيص مقاعد في الهيئات القيادية لأفراد أسر الشهداء، تكريمًا لتضحياتهم وضمانًا لدورهم في بناء مستقبل الجنوب.

إنشاء برامج خاصة لدعم أسر الشهداء، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، وتمكينهم من الانخراط في الحياة السياسية.

2. دعم الفئات المناضلة:

إنشاء مجلس استشاري يتكون من الشخصيات النضالية التي شاركت في الدفاع عن القضية الجنوبية، بحيث يكون لهم دور فاعل في صنع القرار.

تكريم الشخصيات النضالية ودمجها في المناصب القيادية على مستوى الإدارات المحلية والمحافظات.

3. تفعيل دور الكفاءات والمتعلمين:

اعتماد نظام اختيار يعتمد على الكفاءة والخبرة بدلاً من الولاءات الشخصية أو القبلية.

تنظيم منتديات علمية وفكرية تستقطب الأكاديميين والخبراء لطرح حلول للتحديات التي تواجه الجنوب.

إشراك الشباب المتعلم في المؤسسات الحكومية والمجلس كأداة لتجديد الدماء وتحقيق التنمية المستدامة.


نصيحة للمجلس الانتقالي: تعزيز الحوار الداخلي والشمولية

على المجلس الانتقالي أن يدرك أن قوته الحقيقية تأتي من شعب الجنوب بكل أطيافه، وليس من فئة معينة. لتحقيق ذلك، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

1. إطلاق حوار داخلي شامل: تنظيم لقاءات حقيقية على مستوى المحافظات، تتيح لجميع الفئات المشاركة في النقاشات وصنع القرارات.


2. ضمان التمثيل العادل: منح فرص متساوية لجميع الفئات، مع التركيز على الكفاءات وأسر الشهداء والمناضلين.


3. تعزيز الشفافية: الإعلان عن معايير واضحة لتولي المناصب القيادية، لضمان اختيار الكفاءات وإبعاد المحسوبية.

دور المجلس في المرحلة المقبلة

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المحافظات الجنوبية، يجب على المجلس الانتقالي أن يكون أكثر تماسكًا وشمولية، مع التركيز على تحسين الخدمات العامة، واستغلال الكفاءات في بناء المؤسسات، وضمان تمثيل عادل لكل فئات الجنوب.

الخاتمة

إن القضية الجنوبية قضية عادلة، وتحتاج إلى قيادة تمثل تطلعات الجميع، بما في ذلك الفئات المناضلة والمتعلمة وأسر الشهداء. إشراك هذه الفئات ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار والوحدة الداخلية.

على المجلس الانتقالي أن يدرك أن تضحيات الشعب الجنوبي لا تقتصر على فئة دون أخرى، وأن نجاحه مرهون بقدرته على تمثيل الجميع، والعمل بشفافية وعدالة لتحقيق مستقبل مشرق للجنوب.

متعلقات
أفراد جبهة حيفان ..ثبات في القمم وسط البرد القارس
مدير مكتب النقل عدن يعزي المحافظ لملس بوفاة خاله
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
محافظ عاصمتنا الحبيبة عدن سير وعين الله ترعاك 
بعد 4 أيام من الجريمة .. أمن تعز : احتجزنا والد المتهم بقتل المُواطن الشرعبي