في الحادي والثلاثين من ديسمبر2023 خيم الحزن والوجع على القلوب حينما امتدت يد الغدر لتغتال أحد أنقى شباب الجنوب علي عبدالكريم ثابت خالد التأمي الذي كان يؤدي واجبه الوطني في معسكر الجرباء بالضالع التابع سابقًا للواء الثاني صاعقة طلقة نارية غادرة اخترقت رأسه دون أي ذنب اقترفه سوى أن الحقد والأنانية الشخصية دفعت مرتكبي الجريمة لتجاوز كل القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية هؤلاء الجبناء الذين تخلوا عن الرجولة والضمير سيظل لعنهم يلاحقهم حتى يوم الحساب.
لقد كان علي رمزًا للشجاعة والتفاني مقاتلًا يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الدين والوطن والعرض لا يحمل عداوة لأحد ولا ينتمي إلا لوطنه الجنوبي ورغم ألم الفقد ووجع الغياب فإننا نحتسبه شهيدًا عند الله ونوقن أن طهارة دمه الذي أريق غدرًا ستكون شاهدًا على براءته وجرم قاتليه.
دماء علي الزكية التي اختلطت بتراب الوطن تُلهمنا الصبر والثبات ولكن الألم الذي يسكن قلوبنا لفراقه لا يمكن وصفه بالكلمات
يا علي أيها الأخ والصديق كم نفتقدك في لحظات كانت لنا فيها ذكريات جميلة لاتنسى ولحظات نعيش فيها المرح، قبل أن يحل خبر استشهادك كالصاعقة ليبدل حياتنا إلى حزن مستمر يرافقنا حتى نلقى الله بفراقك
الشهادة شرف، لكنها حين تأتي عن طريق الغدر والخيانة تُثقل القلوب بالوجع منذ أن رحلت باتت قلوبنا خاوية وأرواحنا هائمة في عتمة الألم لقد تركت فراغًا لا يعوض وذكراك تعيش فينا كجرح مفتوح.
نسأل الله أن يتقبلك في عليين مع الشهداء، وأن ينزل على قاتليك ما يستحقونه من عقابٍ في الدنيا والآخرة. إن عدالة السماء لا تهمل وسيأتي يوم يرون فيه نتائج ظلمهم وجُرمهم. فدماؤك الطاهرة ليست مجرد ذكرى، بل هي نار تشتعل في قلوبنا تطالب بالقصاص الرباني العادل
رحمك الله يا شهيد الوطن، وأسكنك فسيح جناته، وجعل دمك الطاهر لعنة على من غدر بك، وألمًا يلاحقهم في حياتهم وآخرتهم.