صورة ثلاثية الأبعاد .. لحلف قبائل حضرموت 
حسن البهيشي

 

انقسم الحضارم بكل أطيافهم وانتماءاتهم وطبقاتهم .. في نظرتهم وتصورهم  إلى حلف قبائل حضرموت إلى ثلاثة أقسام .. القسم الاول : وهم المؤيدون للحلف : وهم السواد الأعظم والشريحة الكبيرة من المجتمع الحضرمي الذين وصلوا إلى قناعة تامة بأنه لم يعد هناك أي أمل يرتجى في إنهاء حكومة الفساد ، وأن تتعافي هذا الحكومة ، وأن تقوم بواجبها في تصحيح أوضاع البلاد ، و بات أمر هذه الحكومة ميؤسا منه .. وأنه لن يزيد مرور الوقت والأيام والانتظار -  هذه الحكومة الفاسدة إلا أكثر فسادا وفحشا وثراءا .. على حساب الوطن والمواطن .
 هذا القسم ينظر إلى حلف قبائل حضرموت من زاوية أنه المكون الحضرمي الوحيد الذي تتوفر لديه القدرة الكاملة للصمود في وجه منظومة الفساد ، وباستطاعته تحقيق مطالب حضرموت وإنتزاع حقوقها التي تنهب صباحا ومساء وعلى مرأى ومسمع من  هذه الحكومة  .. سيما وأن الحلف يسعى جاهدا لأن يكون له يدا من حديد يستطيع التلويح بها حال ما يرى أي خطر يحدق بمشروعه الذي أعلن عنه وهو تحيقيق مطالب حضرموت وإنتزاع حقوقها المنهوبة  .

القسم الثاني ، وهم المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء : هذا القسم هم أولئك الذين إلتبس عليهم الأمر ، تجاه الحلف وباتت الصورة لديهم مشوشة وضبابية تجاه الحلف ، وذلك بسب الحملة  الشرسة التي تبثها الأجهزة الإعلامية المعادية للحلف .. والتي تقف وراءها سلطة المحافظة والحكومة بشكل عام من جهة .. والأحزاب والمكونات السياسية الأخرى التي تتعارض سياساتها وأهدافها مع الحلف - من جهة أخرى، وهذا القسم الصورة واضحة ومكشوفة بالنسبة لديه .. وبات الأمر محسوما في ذهنه تجاه الحكومة ، ومفروغا منه .. بأن الفساد متغلل في مفاصلها ، وأنه لاطائل ولا رجاء من وراءها إلا المزيد من الازمات والجرعات التي لم يعد للمواطن مجال أو إمكانية في تحملها .. وبات من الضرورة بمكان الوقوف والتصدي لها من، ولكن الصورة لاتزال غير واضحة لديه تجاه الحلف ، فهذا القسم  في حالة من التوجس والتردد ، يترقب النتائج الملموسة على الأرض .. وكلما ارتفع إليه مستوى الوعي بالمشروع الحضرمي الذي يتبناه الحلف.. كلما اتجه  إلى القسم الأول وأنظم  مباشرة إلى المؤيدين للحلف .

القسم الثالث ، وهم القسم الذي يقف موقفا معاديا من الحلف .. وهم السلطة الحكومية .. التي همها الأول هو الكرسي والمنصب فقط وأما معاناة وآلام المواطن وتصحيح الأوضاع المتردية .. فهي آخر ماتفكر فيه وليس في سلم أولوياته واهتماماتها .. وهي سوف تقف وتتصدى لمطالب ومشروع الحلف إلى آخر رمق .. كونها تعلم جيدا إن تنفيذ مطالب حضرموت وإنتزاع حقوقها التي يتبناها الحلف .. يعني ذلك سحب البساط من تحت أقدامها .. وقطع الأيادي العابثة التي تبسط على مقدارت وثروات المحافظة .

ويندرج تحت هذا القسم .. بعض المكونات والأحزاب السياسية التي تتعارض سياساتها مع مطالب وحقوق حضرموت المشروعة .. وهذا الأحزاب - أمر متوقع وبديهي أن تنظر إلى حضرموت مثل ما ينظر لها الآخرون أنها موطن الثروة والأطماع .. ولكن ماهو مثير للدهشة والإستغراب .. أن بعض أبناء حضرموت المنتمين لهذه الأحزاب .. يكررون نفس الخطأ التاريخي الذي وقع فيه أسلافهم  .. حيث يسعون جاهدين لتحقيق أهداف وسياسات أحزابهم ، على حساب محافظتهم ومجتمعهم الحضرمي .. وكأنهم ليس جزءا من هذا النسيج ، وهذا الصنف الحضرمي الذي يتم خداعه دائما بشعارات براقة ولافتات جذابة .. هو هو نفس الصنف الذي بسببه تعاني حضرموت من التبعية ، والتهميش ، والإقصاء .. منذ نحو ستين عاما إلى يومنا هذا .

متعلقات
السلطات الكويتية تسحب الجنسية من 2087 امرأة
مؤسسة SOS للتنمية تختتم دورتها للجان المجتمعية في بناء السلام و الوساطة في حل النزاعات بالمنصورة
كيفية استعادة محادثات WhatsApp المحذوفة
17 أسرة يمنية عالقة في غزة تناشد السلطات اليمنية للتدخل
اســرائيل تقرر اغتيال ١١ من قادة جماعة الحــوثي