الديباجة:
باسم الله العدل وبالاستناد إلى قيمنا الدينية والأخلاقية وإرثنا القبلي النبيل والتزامنا بالقوانين الوطنية والدولية فإننا أبناء حالمين ردفان نجتمع اليوم على هذا الميثاق لنؤكد وحدتنا في مواجهة الظلم ورفضنا القاطع لأي ممارسات تهدد أمن مجتمعنا أو تنتقص من كرامتنا وقيمنا وإن قضية الشهيد ماجد أحمد مقبل رشده ليست مجرد حادثة عابرة بل هي امتحان لقيمنا المشتركة ومبادئنا التي لا تقبل التهاون أو المساومة وعلى هذا الاساس نضع النقاط التالية لتكون ميثاق شرف يوحد الكلمة ويصحح المسار.
1. إدانة الجريمة بكل قوة:
نعتبر جريمة قتل الشهيد ماجد أحمد مقبل رشده وصمة عار و"عيباً أسود" وفقاً لأعرافنا القبلية وجريمة مرفوضة وفقاً للشرائع السماوية وكل القوانين الوطنية والدولية، هذه الجريمة التي جمعت بين الخطف والتعذيب والتمثيل بالجثمان والرمي به في قارعة الطريق العام في حالمين تعكس وحشية تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية والأخلاقية وهي جريمة تستفز كل ضمير حي.
2. رفض الإعدامات خارج إطار القضاء:
ندين بأشد العبارات تنفيذ أحكام الإعدام دون الرجوع إلى القضاء الشرعي وإن هذه الممارسات ليست سوى صورة من صور الفوضى والاعتداء على سيادة القانون ونؤكد رفضنا لأي جهة تتخذ من القوة وسيلة لتطبيق ما يسمى بـ"قوانين الغاب" التي تهدد هيبة الدولة وتنتهك كرامة المواطن.
3. تمسكنا بالعدالة وسيادة القانون:
نؤكد أن العدل أساس الحكم وأن سيادة القانون يجب أن تطبق على الجميع دون إستثناء وإن القائد الذي يستخدم سلطته وسلاحه خارج إطار القانون يشكل تهديداً للدولة والمجتمع ونطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بمحاسبة القيادات العسكرية المتورطة في هذه الجرائم لضمان حماية أمن الوطن والمواطن.
4. دعم أسرة الشهيد والتضامن الكامل معها:
نتعهد جميعاً بدعم أسرة الشهيد ماجد رشده مادياً ومعنوياً حتى يتم تسليم الجناة للعدالة ونعتبر أن قضية الشهيد قضية كل أبناء الجنوب فهي تمثل اعتداءً على كرامة كل فرد في مجتمعنا ولن ندخر جهداً في الوقوف إلى جانب أسرة الشهيد ولن نسمح بتكرار مثل هذه الجرائم البشعة مستقبلاً.
5. حماية الأعراف والقيم:
نرفض بشدة كل الممارسات التي تتنافى مع القيم القبلية والأخلاقية وندين أعمال الخطف والتقطع والقتل خارج القانون والتمثيل بالجثامين التي تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي وعاداتنا القبلية الراسخة وإن هذه الجرائم لا تمثل أبناء الجنوب ولا تعكس تاريخنا المشرق في النضال والشرف.
6. مسؤولية جماعية لتحقيق الأمن:
ندعو كل أبناء ردفان وحالمين خاصة والجنوب عامة قيادةً وشعباً إلى تحمل المسؤولية والعمل معاً لحماية مجتمعنا من الانفلات والفوضى ونؤكد أن الجميع قائدًا ومواطنًا متساوون أمام القانون وأن التسامح مع الجريمة يعني تسهيل تكرارها وزعزعة الأمن والاستقرار.
7. دعوة للتكاتف والضغط الشعبي:
نطالب كافة أبناء الجنوب من قبائل وشخصيات اجتماعية ومكونات سياسية بالتكاتف للضغط على السلطات المعنية لضمان تقديم الجناة للعدالة واستعادة هيبة القانون ونؤكد أن محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة هي مسؤولية وطنية وأن تركهم دون عقاب يشجع على المزيد من الانتهاكات.
8. تجديد العهد بالنضال من أجل الوطن:
نجدد عهدنا كشعب حر قدّم التضحيات في سبيل الكرامة والحرية بأن نواصل العمل لتحقيق مجتمع آمن ومستقر يحكمه القانون والعدل ونرفض بقوة كل ما يتنافى مع القيم النبيلة التي ضحى من أجلها شهداؤنا ونؤكد أننا سنقف في وجه كل من يحاول تدمير ما تبقى من نسيجنا الاجتماعي وأمننا القومي.
9. الالتزام بمعالجة كافة القضايا الحقوقية وقضايا الدم الجسيمة:
نتعهد كأبناء حالمين وردفان بالعمل الجاد لمعالجة كافة القضايا الحقوقية وقضايا الدم الجسيمة التي تمس رباعيات ردفان دون إستثناء سواء كانت قضاياء فردية أو جماعية وندعو إلى إعادة الحقوق لأصحابها وفق الشرع والقانون كما نؤكد أن دماء الأبرياء لن تضيع هدراً وأن أي اعتداء على النفس أو الكرامة هو أعتداء على الجميع ونطالب الجهات المسؤولة والمجتمع المحلي بالتعاون لتسوية كل القضايا العالقة بما يضمن العدالة وردع كل من يحاول المساس بأمن وأستقرار رباعيات ردفان وإن هذا الالتزام يشكل حجر الزاوية لبناء مجتمع متماسك يحقق الأمن والإنصاف للجميع.
إن هذا الميثاق يمثل إرادة أبناء ردفان وحالمين في صون العدالة والكرامة وحماية مجتمعنا من كل مظاهر الظلم والانتهاكات ونلتزم جميعاً بالعمل على تحقيق العدالة وضمان المحاسبة العادلة للجناة وتعزيز قيم الأمن والاستقرار لتظل أرضنا واحةً للحرية والكرامة كما كانت دائماً.
نحن الموقعون أدناه نعتبر هذا الميثاق عهداً مقدساً أمام الله وأمام مجتمعنا ونلتزم بتنفيذه قولاً وفعلاً.