لا تزال العديد من الفظائع تتكشف وتفيض من أقبية السجون العديدة في سوريا، بعد أيام على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
ففي جولة للعربية/الحدث على أقبية وزنازين مقر المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري، بدمشق وثقت الكاميرات ما خطته أيدي المساجين على حائط السجن القاتم.
"اشتقت لتلك السيدة"
فمن كتابة الرسائل إلى أهلهم مروراً بجداول الأيام الطويلة التي لا تمر ولا تمضي في غياهب السجون، وصولاً إلى أسماء المساجين، كلها خطتها أيديهم على الجدران الموحشة.
ففي إحدى الكتابات، وجه أحد المعتقلين رسالة إلى أمه كاتباً:" اشتقت لتلك السيدة التي كانت توصيني أن أنتبه لنفسي، يا ليتها تعلم أني فقدت نفسي حين غاب وجهها".
كما رسم العديد من المعتقلين جداول لمعرفة عدد الأيام التي أمضوها داخل تلك الأقبية بعيدا عن أحبتهم وعائلاتهم.
ومنذ سقوط الأسد يوم الثامن من الشهر الحالي، طفت إلى السطح مئات القصص المروعة والشهادات عن سجناء قضوا سنوات سوداء في السجون، دون أن تعرف عائلاتهم أي شيء عنهم.
أما أسوأ المشاهد فكانت عقب إطلاق مئات المعتقلين في سجن صيدنايا سيئ السمعة، حيث عثر على العديد من المفقودين منذ سنوات من جنسيات عربية مختلفة، بينها لبنانية وأردنية وغيرها.
كما وثقت مقاطع مصورة عديدة خروج بعض السجناء هزيلي الأجساد، وفاقدي الذاكرة جراء التعذيب النفسي والجسدي.