- سد حسان سيعزز الإنتاج الزراعي ويسهم في رفع مستوى دخل المزارعين
- سيحد من الكوارث التي تخلفها مياه الأمطار والسيول ومن انجراف التربة والأراضي الزراعية
- سيُنمي (75) بئر في أبين وخزن 19,5 مليون متر مكعب من المياه
- تستفيذ منه (13) الف اسرة وسيوفر آلاف الوظائف لأبناء أبين والمحافظات المجاورة
اشتهرت محافظة أبين بخصوصيتها الزراعية وتميّزت بمحصولها الغذائي، عُرف عنها أيضاً كثرة اوديتها المُتدفقة بالمياه ، يٌعتبر وادي حسّان أحد أبرز هذه الأودية ، الذي لطالما راود أبناء أبين حلم إقامة سد فيه يحفظ لهم ملايين الأمتار من مياه السيول التي تتدفق عبر الوادي وتذهب هدراً للبحر، بل والاستفادة منها لتعزيز أمنهم المائي وزيادة رُقعة المساحات الخضراء في أبين والتي تُعتبر سلة غداء الوطن.
البدايات الأولى :
تعود البدايات الأولى لفكرة إنشاء سد حسّان إلى سبعينيات القرن المُنصرم ، حينها بدأ الزخم الرسمي والشعبي لإنشاء مشروع قومي يوازي سد مأرب ، لأسباب غير واضحة لم يرى المشروع النور إلا عام الفان وثمانية، عندما أُعلن عن توقيع إتفاقية بين بلادنا ودولة الإمارات العربية المتحدة تقوم الأخيرة بتمويل سد في وادي حسّان بمديرية خنفر محافظة أبين، بعدها تم التعاقد مع شركة هندية لعمل الدراسات الهندسية وتقديم الخدمات الاستشارية للمشروع، بينما أُوكل لشركة صينية تنفيذ المشروع والذي بدأ العمل فيه رسمياً في عام الفان وعشرة للميلاد.
تم تحديد مُدّة اربع سنوات لإستكمال مشروع سد حسّان، إلا أن تلك الفترة المحددة انقضت ولم ير أبناء أبين إلا الوهم والسراب ،فلم تُجرى أعمال حقيقيه لتشييد السد، لتأتي حرب الفان وخمسة عشر لتوقف المشروع نهائياً، حينها تم تجميد المنحة من قبل الجانب الإماراتي وذهبت تلك الأحلام ادراج الرياح.
الحلم أصبح واقع :
بداية عام الفين وواحد وعشرين تولى الوزير سالم السقطري قيادة وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، كانت تلك الفترة حرِجه للغايه ، أُعتبر حينها دمج وزارتان حيويّتان في كيان واحد تحدي صعب بالنسبة للوزير السقطري ، لكن الصعوبة الأكبر كانت الملفات المُتراكمة للعديد من المشاريع المُتعثرة منذ سنوات في القطاعين الزراعي والسمكي، كان سد حسّان إحدى أهم وابرز تلك المشاريع المُتعثرة البالغة التعقيد ، خاصة الجوانب المتعلقة بإعادة اعتماد تمويل المشروع والقيام بتنفيذه على أرض الواقع.
كل تلك المعوقات تحتاج جهد غير عادي وإرادة صلبه تتحطم أمامها كل تلك العقبات ، استطاع الوزير السقطري أن يتغلب على كل ذلك ، بل وإقناع الجانب الإماراتي بمضاعفة التمويل للمشروع ، الأمر الذي تكلل أخيراً بتوقيع اتفاقية تنفيذ المشروع، حيث كان شهر مايو الفان وثلاثة وعشرون هو تاريخ بداية العمل الرسمي في السد ، والذي أُعتبرَ حلم طال انتظاره من قبل جميع أبناء الوطن.
من الحلم إلى التنفيذ :
كون سد حسّان يُعد من أهم المشاريع الزراعية الاستراتيجية في البلد، تم تكليف وكيل وزارة الزراعة والري والثروة السمكية لقطاع الري وإستصلاح الأراضى المهندس أحمد الزامكي بالإشراف المباشر على تنفيذ المشروع ، كونه من أبرز مهندسين الوزارة في قطاع الري ، ولضمان عدم توقف المشروع تم الرسو على افضل الشركات المتقدمة، فكانت شركة (SH) انترناشونال هي إستشارية مشروع السد، بينما كان تنفيذ الأعمال الإنشائية لسد حسّان من نصيب شركة (OM) الكندية، ولضمان الإلتزام بالعمل حُددت ثلاث سنوات لاستكمال جميع أعمال المرحلة الأولى لإنشاء السد ، على أن تتبعها مرحلة ثانية فور الأنتهاء من المرحلة الأولى.
مكونات المشروع :
سيتم إنشاء سد حسّان على مساحة ثلاثة كيلومتر، أما مكوناته عبارة عن سد رئيسي رُكامي مع خرسانة مسلحة على مساحة نصف كيلومتر توجد فيه ثلاث بوابات تقوم بتفريغ المياه المُخزنه إلى قنوات الري، بالإضافة الى حاجز ترابي يبلغ طوله ٢ ونصف كيلو متر مربع، كما سيتم إنشاء أعمال حماية (جابيون) بطول 1.5 كيلو متر، بالإضافة إلى بعض الأعمال الإنشائية التي لايسع المجال لذكرها في هُنا.
مزايا السد :
سيظل سد حسّان فخر لأبناء ابين خاصة وأبناء الوطن عامة، لما لهُ من مزايا مُتعددة أبرزها أنه سيعزز الإنتاج الزراعي وسيساهم في رفع مستوى دخل المزارعين ، كما سيحد من الكوارث التي تخلفها مياه الأمطار والسيول وسيخفف من انجراف التربة والأراضي الزرعية، بالإضافة أنه سيعمل على تحسين نظام الري وذلك بتحويله من نظام الري بالغمر إلى نظام الري المُنظّم عبر قنوات ستُغذي عشرة الالاف هكتار من الأراضي الزراعية في أبين، ليس هذا وحسب بل سيُنمي الموارد المائية وسيعمل على تغذية (75) بئر في أبين كونه سيقوم بخزن 19,5 مليون متر مكعب من المياه، وسيساهم في التخفيف من نسبة البطالة والفقر إذ ستستفيد منه (13) الف اسرة بشكل مباشر وسيوفر الآلاف الوظائف لأبناء محافظة أبين والمحافظات المجاورة.