ترجمة خاصة بـ " الأمناء " لتحليل أمريكي يكشف فرصة إدارة ترامب في التفاعل والتنسيق مع المجلس الانتقالي الجنوبي ..
الأمناء / ترجمة خاصة :

- ما أهمية الدعم الأمريكي لتطلعات الجنوب للاستقلال لإضعاف سيطرة الحوثي في الشمال وتقليص نفوذ إيران في اليمن؟
- ما المخاطر المتوقعة لإهمال أمريكا لتطلعات الجنوب التي قد يستغلها خصومها مثل إيران والجماعات المتطرفة ؟
- كيف يسهم دعم إدارة ترامب لإنشاء نموذج ناجح للحكم في الجنوب في دفع اليمنيين لمواجهة حكم الحوثيين في الشمال؟
- ما أوجه الدعم الأمريكي للانتقالي الجنوبي عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ليكون شريكًا موثوقًا لمواجهة الحوثيين في اليمن؟
- دعم استقلال الجنوب سيضع مصالح الولايات المتحدة كقوة محورية في اليمن والمنطقة العربية 
-إدارة ترامب .. واستقلال الجنوب 


إذا كانت إدارة ترامب الجديدة ستعطي الأولوية لدعم تطلعات جنوب اليمن للاستقلال فيمكن اتخاذ عدة خطوات لتعزيز وتطوير دولة جنوب يمنية مستقرة ومزدهرة عبر تبنيها عملية استراتيجية لتعزيز الروابط مع المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الاستثمار في الدعم العسكري والاقتصادي للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وبذلك يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في إنشاء نموذج للحكم والازدهار في الجنوب مما سيضعف من السيطرة الحوثية في الشمال ويقلص من النفوذ الإيراني في اليمن .

مخاطر إهمال تطلعات الجنوب :

يقدم مقال مايكل روبين وهو أبرز المحللين السياسيين في الولايات المتحدة حول ( المنطقة العمياء للسياسة الخارجية الأمريكية ) حجة قوية للإثبات بأن سعي جنوب اليمن للاستقلال ليس مجرد تحدٍ إقليمي ، بل فرصة استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية ، إذ يبرز روبين فيها مخاطر إهمال تطلعات الجنوب ، محذرًا من أن الفشل في دعم الحركات المحلية المشروعة مثل حركة المجلس الانتقالي في جنوب اليمن قد يترك فراغًا يمكن أن يستغله الخصوم مثل إيران والجماعات المتطرفة وعلى العكس من ذلك ، فإن التفاعل مع المجلس الانتقالي الجنوبي يمنح الولايات المتحدة فرصة لإعادة توجيه سياستها الخارجية من خلال الاستثمار في الاستقرار وتقرير المصير في منطقة ذات أهمية حاسمة  .                                                                   
 
تحليل روبين يبرز الفرصة الفريدة التي يوفرها جنوب اليمن للولايات المتحدة من خلال أهميته الجغرافية والاستراتيجية ، لا سيما في الحفاظ على مضيق باب المندب وعلى هذا الأساس قد يكون دعم المجلس الانتقالي الجنوبي سابقة إيجابية في السياسة الخارجية الأمريكية ، حيث يعطى الأولوية لتمكين الفاعلين المحليين القادرين على إنشاء دول وظيفية مرنة ولهذا يرى روبين أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو شريك موثوق  به ، حيث أظهرت قيادته التزامًا بالحكم والأمن ومكافحة التطرف ، مما يجعله حليفًا عمليًا في منطقة مليئة بعدم الاستقرار .                                                          

دعم استقلال الجنوب :

علاوة على ذلك يؤكد روبين أن دعم استقلال جنوب اليمن يمكن أن يكون حصنًا منيعا ضد العدوان الحوثي والنفوذ الإيراني مما يقدم بديلاً قويًا للحكومة المنقسمة والعاجزة في الشمال ، إذ تتماشى هذه المقاربة مع الأهداف الاستراتيجية الأمريكية الأوسع لضمان الاستقرار وتقليص التهديدات الإقليمية وتعزيز موقف الحلفاء الذين يمكنهم تحمل مسؤولياتهم الأمنية في النهاية ، ومن هذا المنطلق  يجادل روبين بأن الاعتراف بهذه الفرصة والعمل عليها يمكن أن يحول نقطة عمياء مستمرة في السياسة الأمريكية إلى قصة نجاح كبيرة في الشرق الأوسط من خلال العمل بالخطوات الآتية :     
أولا : الدعم العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي
1- يمكن للولايات المتحدة أن تقدم للمجلس الانتقالي الجنوبي تدريبات متقدمة ومشاركة معلومات استخباراتية ودعمًا لمكافحة الإرهاب ، مما يمكنه من تأمين أراضيه بشكل أفضل ضد الهجمات الحوثية والجماعات المتطرفة الأخرى ، وبهذا سيتمكن المجلس الانتقالي من إظهار الاستقرار وإثبات شرعيته بين اليمنيين والحلفاء الإقليميين مما سيؤهله لأن يكون شريكًا موثوقًا للولايات المتحدة في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران في اليمن .                              
2- يمكن للولايات المتحدة أن تزود المجلس الانتقالي الجنوبي بالأسلحة الدفاعية والتقنيات، بما في ذلك أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار، وتقنيات الاتصالات، وأدوات المراقبة لحماية الجنوب من العدوان الحوثي وبذلك ستسهم هذه الجهود في تعزيز قدرات المجلس الانتقالي العسكرية، مما يسمح له بالسيطرة على المدن الجنوبية الرئيسية والدفاع عنها ، والإسهام في إقامة قاعدة آمنة لدولة جنوبية مستقلة .                                                                                              
3 - نظرًا للأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر وطرق التجارة في خليج عدن، يمكن للولايات المتحدة مساعدة المجلس الانتقالي في تطوير البنية التحتية للأمن البحري والحدودي من خلال تدريب قوة خفر السواحل في جنوب اليمن وجعلها قوة قادرة على حماية السواحل الجنوبية مما سيعزز من قدرة المجلس الانتقالي على إدارة حدوده الساحلية ومنع نفوذ الحوثيين ، وتأمين طرق الشحن الدولية الحيوية للتجارة العالمية . 
ثانيا : الدعم الاقتصادي لتطوير جنوب اليمن
1- يمكن للولايات المتحدة إطلاق برنامج مساعدات مستهدف يركز على إعادة بناء البنية التحتية الحيوية في جنوب اليمن ، مثل أنظمة النقل والمياه والطاقة ، مما يخلق أساسًا للنمو الاقتصادي بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للولايات المتحدة تسهيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر الشركات الأمريكية والحليفة في قطاعات مثل البناء والاتصالات والطاقة المتجددة لتعزيز التنوع الاقتصادي في جنوب اليمن.        
2- يعتمد تعزيز شرعية الحكومة اليمنية الجنوبية على قدرتها في تقديم الخدمات العامة ولهذا ستساعد التمويلات الأمريكية والمساعدات الفنية للمجلس الانتقالي في تطوير أنظمة الحكم المحلي التي تقدم خدمات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية وبذلك سيفضي هذا الدعم إلى تعزيز الوضع المحلي ويفصل جنوب اليمن عن الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون ، حيث لا تزال الخدمات العامة محدودة بسبب الصراع المستمر .                                                                            
3- إن بناء شراكة اقتصادية رسمية بين الولايات المتحدة وجنوب اليمن يمكن أن يوفر وصولًا حيويًا إلى مختلف السلع في الأسواق اليمنية ، مما سيشجع الإنتاج المحلي والتجارة الدولية ، وعلاوة على ذلك يمكن أن تشمل الشراكة المبادرات الاقتصادية بهدف ربط اقتصاد جنوب اليمن بشبكات التجارة الإقليمية (جي سي سي) من خلال تبني شراكات مع دول مجلس التعاون الخليجي الأمر الذي سيعزز من استقلاله الاقتصادي عن شمال اليمن ونفوذ الحوثيين .
ثالثا : الدعم السياسي والدبلوماسي لاستقلال الجنوب
 يمكن للولايات المتحدة استخدام نفوذها لضمان دعم إقليمي ودولي لدولة جنوبية مستقلة من خلال الدعوة للاعتراف بجنوب اليمن في الأمم المتحدة والانخراط مع الحلفاء في مجلس التعاون الخليجي ، مما سيمكن الولايات المتحدة من مساعدة المجلس الانتقالي بقوة في تحقيق شرعية سياسية للانتقالي بشكل أكبر على الساحة العالمية ،لهذا ستزيد هذه الخطوة من القوة الدبلوماسية للانتقالي وتؤسس لقيام دولة في جنوب اليمن كشريك قابل للتعاون في مواجهة التهديدات الشمالية من خلال الآتي  :                                                                                                           
1- يمكن للولايات المتحدة أن تعمل كوسيط بين المجلس الانتقالي والدول المجاورة ، وخاصة السعودية والإمارات، لإقامة روابط اقتصادية وأمنية تعزز استقرار المجلس الانتقالي بهدف تمكينه من بناء دولة يمنية جنوبية متحالفة مع هذه القوى الإقليمية لتشكيل جبهة موحدة ضد الحوثيين ، مما قد يضغط على إيران لتقليص تدخلها باليمن 
2- إقامة دولة جنوبية مزدهرة قادرة على إظهار النمو الاقتصادي والحكم الفعَال والآمن، مما سيضع ضغطًا غير مباشر على القيادة الحوثية في الشمال ،وبذلك سيؤدي نجاح جنوب اليمن إلى تحفيز المجتمعات الشمالية المرهقة من حكم الحوثيين على تحدي سيطرتهم والدعوة إلى نظام أكثر استقرارًا وحكمًا ذاتيًا  :                                                                      
رابعا : التأثير الاستراتيجي على الحوثيين وإيران                                                       
    إن دعم دولة جنوبية مستقرة اقتصاديًا وقادرة عسكريًا ، سيمكن الولايات المتحدة من أن تجعل جنوب اليمن نموذجًا للحكم في اليمن ، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الصعوبات وعدم الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ، فمع اكتساب جنوب اليمن الزخم الاقتصادي والسياسي، سيؤدي تأثير هذا ( النموذج ) إلى التقليل من شرعية الحوثيين ويحفز السخط الشعبي في الشمال ، وسيدفع اليمنيون في الشمال عند رؤية نجاحات الدولة الجنوبية إلى مواجهة حكم الحوثيين ، مما سيؤدي إلى التقليل من قاعدة السلطة الحوثية وبهذه الضغوط الداخلية على الحوثيين سيتم الحد من النفوذ الإيراني في اليمن . 
  تحليل كارين ديبروسكي كاتبة وصحفية بارزه في بريطانيا  بمقالها ((المشاكل المستعصية لمجلس القيادة الرئاسي اليمني)) تشير إلى بروز العجز المتزايد لمجلس القيادة الرئاسي اليمني وفشله في معالجة الأزمات المستمرة في البلاد وتقول إن مسعى الجنوب للاستقلال بشكل متزايد يبدو أمرًا لا مفر منه ، حيث فشل المجلس الرئاسي في الحكم كما فشل في توحيد الفصائل المناهضة للحوثيين ومع ذلك ، يعتمد نجاح المجلس الانتقالي على توحيد القيادة وتأمين الاعتراف الدولي  وهي عقبات لم يتم التغلب بعد على بعضها ، وتحذر ديبروسكي من أن اليمن قد يتحول إلى مجموعة من الدول الصغيرة التي تواصل الصراع إلى أجل غير مسمى وانطلاقا من ذلك نلحظ بأن هذا التحليل يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاستراتيجية جنوبية، متماسكة في ظل الانهيار العام لوحدة اليمن السياسية بالإضافة إلى ذلك ، فإن وجود نظام قوي تدعمه الولايات المتحدة في جنوب اليمن سيحد من وصول إيران إلى طرق التجارة في البحر الأحمر ، مما سيضعف طموحًا جيوسياسيًا إيرانيًا حيويًا من خلال تحالف الولايات المتحدة مع دولة يمنية جنوبية، كما يمكن لواشنطن أن تمكّن بشكل غير مباشر الجماعات المعارضة في شمال اليمن من مقاومة الحوثيين ، وبهذا سيصبح  من الصعب على الحوثيين الحفاظ على سلطتهم ، وخاصة إذا دعمت الولايات المتحدة إقامة دولة جنوبية مستقلة أو ذات حكم ذاتي من خلال المجلس الانتقالي ، وبناء على ذلك يمكن للولايات المتحدة أن تحقق العديد من الأهداف الاستراتيجية أبرزها : تعزيز الاستقرار الإقليمي ، وتأمين طرق التجارة في البحر الأحمر ، وتقليص النفوذ الإيراني، وإضعاف سلطة الحوثيين في الشمال ، ولهذا ستكون الجدوى الاقتصادية والسياسية لدولة يمنية جنوبية بمثابة قوة مضادة لنظام الحوثيين ، مما سيحفز من عملية التحول نحو الاستقرار والاستقلال الجنوبي والنهوض الشعبي ضد الحوثيين في الشمال 
 الخلاصة :إن دعم استقلال جنوب اليمن سيضع مصالح الولايات المتحدة كقوة محورية في المنطقة متوائمة مع تطلعات الناس المحليين ووضع أسس لليمن أكثر استقرارًا وأقل تأثرًا بنفوذ إيران .

متعلقات
أول تعليق من الإمارات على الوساطة التركية مع السودان
الإدارة الأمريكية تسعى للاعتراف بحكومة سوريا الجديدة قبل تنصيب ترامب
دعوات لإظهار معالم المدنية بالعاصمة عدن
أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 29 ديسمبر
اسعار المواشي المحلية في عدن اليوم الاحد 29 ديسمبر