رحلات في السلك الديبلوماسي
سيأخذنا معه كاتب المذكرات السفير قاسم عسكر في المحطة الثالثة في خمس رحلات بشكل أخاذ بتفاصيل متنوعة بين العمل الديبلوماسي / السياسي الفذ والمغامرات المحسوبة وغير المحسوبة يقدمها كشهادة للتاريخ بأمانة وتجارب وقعت ، منها الإيجابي ومنها السلبي للأجيال لدولة بنت تجربة فريدة في الوطن العربي أصبحت في ذمة التاريخ وبنفس الوقت في ذمة صانعيها ومعاصريها وها هو يبرئ ذمته عاقدا العزم على المزيد في مجلد ثان في المستقبل القريب.
مساهمتي في هذه القراءة السريعة هي جزء من تبرئة الذمة كوننا من المشاركين في بعض منها وفي البعض الآخر إما شهود عيان أو معاصرين فاتنا منها ما فات وهو يدركنا به في مذكراته الغنية والثرية إنني أشحذ همم القارئ من المشاركين والمعاصرين لهذه الأحداث إلى الإسهام في استكمالها كل من مكانه وكذلك المعاصرين كي تكتمل الصورة عن تلك التجربة الفذة التي لن تتكرر الا بصور أخرى في حالة الإستفادة من خبراتها بتطوير الإيجابي وتجنب السلبي منها في سبيل صنع مستقبل مشرق لأجيال المستقبل .
الرحلات الخمس الأولى.. العمل الديبلوماسي في جمهورية العراق للفترة من1981ــ 1985م. كلها توتر وحروب ومغامرات تصلح لأن تخرج في فيلم مغامرات أو مسلسل تلفزيوني مثير.
أورد السفير رواية عن مقتل الدكتور العراقي رشدي اللاجئ السياسي في عدن من قبل موظفي السفارة العراقية وإقتحام السفارة العراقية أتركك أيها القارئ للإطلاع عليها من نفس المذكرات وهي صحيحة ما عدى جزئية منها وهي إقتحام السفارة بتعليمات من علي عنتر وما اطلعت عليه أنه أثناء حصار السفارة من قبل قوات أمن الدولة في جو متوتر أُطلقت النار بشكل غير متعمد من قبل أحد أفراد القوة المحاصرة تبعها زخات من قبل المحاصرين بشكل آلي ولم تكن نية لإطلاق النار قبل الإقتحام فقد كانت تحضر طريقة كيماوية محلية بإحراق جونية بسباس ورميها إلى داخل السفارة لترغم موظفيها على الخروج وتسليم القتلة فسبقها إطلاق النار غير المتعمد ثم إقتحامها، ولقد كان علي عنتر من أشد المستنكرين لإطلاق النار على السفارة وتحمل مسؤوليتها بشجاعة وزير أمن الدولة محسن إذ لم يأمر بالتحقيق حول خطأ إطلاق النار وتحميل المسؤولية الجندي الذي أطلق النار عن طريق الخطأ وقائد الوحدة المحاصرة في ظل توتر في المكتب السياسي حول قضايا أخرى مثل تشكيل دائرة الإستطلاع السياسي وغيره من المسائل التي كان البعض يدفع بها لإستثمارها الشخصي.
تعيين رئيسا للبعثة الديبلوماسية في العراق في ظل توتر العلاقات بين عدن وبغداد لأسباب عديدة ومع ذلك حضي بالتقدير كأفضل ديبلوماسي عربي في بغداد سترى ذلك في سفر الرحلات الخمس أيها القارئ الكريم وهذه لعمري من أغرب المفارقات.
الرحلة الثانية: رحلة العودة إلى الوطن للعمل في ديوان الوزارة ليصفها بـ أحزان وإصرار مواقف مؤلمة من أحداث 1986م كثيرة هي الروايات عن تلك الأحداث المؤسفة لكن ستجد هنا الجديد منها الذي ظل مخفيا لسنوات وها هو يفصح عنها لا بهدف إثارة المواجع ولكن كعِبَر للإتعاض بها وتجنب مآسيها.
الرحلة الثالثة: سفير لدى جمهورية الجزائر وبعض الدول الإفريقية
وفي هذه الرحلة يأخذنا بمعيته إلى عديد من المواقع والمحطات في هذا العالم ومنها:
1..التحولات العالمية وأثر سقوط الإتحاد السوفيتي على الدول الإشتراكية ولا شك هنا أن نضيف أثر ذلك على الدول ذات التوجه الإشتراكي ومنها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكل العالم كما اورد في متن مذكراته.
2..محاولات مواجهات الإنهيار.
3..التنظيمات الإرهابية في اليمن والجزائر.
4..التنظيمات الإرهابية في اليمن.
5..التنظيمات الإرهابية في الجزائر...وهنا سترى كيف حل ضيفا مع سفير سلطنة عمان لدى الجماعة الإرهابية في الجزائر وستقع على مصداقية المثل العربي) شر البلية ما يضحك) كيف انفجروا بالضحك في أحلك ظروف الأسر مما أبهر الإرهابيين ثم جعلهم ينفجرون ضحكا.
وإلى الرحلة الرابعة التي ضمت في طياتها العناوين التالية:
١..مؤشرات فشل مشروع إعلان وحدة 22 مايو 1990م.
٢..تصاعد الأزمة في المؤسستين العسكريتين.
٣..الوضع الأمني والإغتيالات السياسية.
٤تصاعد الصراع السياسي والدستوري.
٥..وثيقة العهد والإتفاق.
٦..إعلان فتوى التكفير لشعب الجنوب.
٧..إعلان الحرب على الجنوب في 27 إبريل 1994م.
٨.. الوضع الديبلوماسي والسياسي للدولتين.
٩..المواقف المحلية.
١٠..المواقف العربية.
١١..المواقف الإقليمية والدولية.
١٢..إعلان سقوط الجنوب والوحدة في 7/7/1994م.
الرحلة الخامسة:
1- 17 يوما في قبضة الإرهاب وهنا شر البلية ما يضحك.
2- صدور حكم الإعدام على القيادات السياسية الجنوبية الـ 16 قياديا.
عزيزي القارئ لا أثقل عليك كثيرا في قراءتي السريعة هذه للمذكرات التي تتحدث عن نفسها فإن كنت مؤرخا أو مهتما بالتاريخ فستجد ضالتك هنا وإن كنت محللا لأحداث التاريخ المعاصر في جمهورية اليمن الديمقراطية فهنا تجد غايتك وإن كنت تقرأ للإطلاع أو حتى لمجرد التسلية ففيها مبتغاك.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بعونه تعالى.