تشهد العاصمة عدن ومحافظات الجنوب حالة من الغضب الشعبي إثر انقطاع مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري لشهري أكتوبر ونوفمبر، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الاقتصادية وتواصل العملة المحلية انهيارها أمام العملات الأجنبية.
هذا الانقطاع للمرتبات الذي طال ملايين الأسر في ظل غياب أي تحرك جاد من قبل الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة.
العملة المحلية هي الاخرى تواصل انهيارها بشكل متسارع، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ووصلت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل العديد من الأسر مضطرة إلى تقليص عدد وجباتها اليومية إلى وجبة واحدة فقط، في مشهد مأساوي يعكس عجز الجهات المعنية عن معالجة الأزمة.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون، يظل صمت النقابات العمالية والهيئات المعنية مستمراً دون أي تحرك فعال ، فقد تساءل العديد من المواطنين عن سبب هذا الصمت المخجل في ظل الوضع المزري الذي تشهده عدن وبقية المحافظات الجنوبية، و لماذا لا يتم الإعلان عن تصعيد شعبي أو دعوات لاحتجاجات شعبية من أجل إجبار الحكومة والمجلس الانتقالي على صرف المرتبات وإنقاذ المواطنين من هذه الأزمة الخانقة؟
الوضع الحالي يستدعي من الجميع الوقوف في وجه هذه الحكومة الفاسدة التي أثبتت فشلها الذريع في إدارة الأزمة، في حين أن المواطن العادي هو من يدفع الثمن الأكبر لهذه السياسات التي تركت البلاد تتدهور أكثر فأكثر.