رغم ما تشهده اليمن من أزمات منذ انقلاب 94 على الوحدة اليمنية ومصادرتها والهيمنة على جغرافية الدولة الجنوبية بفرض واقع جديد نتيجة هذا الانقلاب المأساوي..!
توالت الأزمات تباعاً وصولاً الى انقضاض الحوثي على السلطة وازاحة السلطة الشرعية بقوة السلاح مما ادى الى تدخل عربي من خلال تحالف بقيادة المملكة ، واستمرت الحرب تسعة اعوام ولا زالت حتى اللحظة اليمن تعيش واقع لا حرب ولا سلم وهي للحرب أقرب..!
كان من الممكن ان تلعب الاحزاب السياسية اليمنية دوراً مهماً في تصويب الأخطأ والانطلاق في كل شيء على قاعدة الشراكة الوطنية ، لكنها عملت العكس تماماً فقد انقسمت ما بين صنعاء وعدن والرياض ومارست ادواراً انتهازية بشعة ، أساءت من خلال هذا السلوك للعمل السياسي الوطني.
وذهبت لإعلان تكتل عقب مؤتمر الرياض بمعايير واجندة حزب الاصلاح الذي هو الأخر قاد من خلال هذا المؤتمر انقلابه على الشرعية من داخلها ، فذهبت هذه الاحزاب خلف رغبته ومجاملته مقابل الحصول على منافع ذاتيه تؤكد ان الاحزاب اليمنية ككل لم تكن مؤسسات حزبية ولكنها تشبه فيما يمكن توصيفه تكتل مصالح نخبوية إنتهازية لا وطنية..!
لم تتوقف التكتلات الحزبية عن اعلان تحالفاتها بل انها اعلنت في 2019 تحالف سياسي للاحزاب لا طاريء ولا جديد فيه الا انه جاء ليعيد انتاج المحاصصة بشكل درامي وانتزع تمويلات لإعلان هذا التحالف ..!!
واليوم بعد ان اصبح الجميع في اطار مجلس القيادة والحكومة والسلطات التشريعة الاخرى..!
يتم إعلان تكتل سياسي من نفس القوى التي هي السلطة التنفيذية و التشريعة ، فما الجدوى من إعلان هذا التكتل والجميع ممثل بالسلطة ، لان طبيعة التكتلات والتحالفات تنشأ من خارج السلطة لا من داخلها..!
لكننا في اليمن وهي حالة مدهشة حقاً ان تجد رئيس مجلس الشورى يريد ان يكون رئيس تكتل ، فهذا جنون ووزير اخر يريد ان يكون رئيس لدورة الثانية والخ...!
الا يعني ان هؤلاء يبحثوا عن اموال ويقدموا هذه المشاريع لهذا الهدف واهداف اخرى واهمها هو تشكيل فريق تفاوضي من هذا التكتل الذي يسعى للألتفاف على القضية الجنوبية ومحاولة تهميش دور حاملها الوطني في عملية التفاوض من خلال الزج بأصوات جنوبية اخرى تحت عناوين متعددة..!
اما لو كان بن دغر يحترم نفسه هو والاحزاب المنظوية معه لما وضعوا ضمن الاهداف يمن اتحادي ، وهم يعلموا ان الكل يعمل بالدستور النافذ وهو دستور الجمهورية اليمنية..؟!
لكن هذا يوضح ان لديهم مشروع جاهز ويسعوا لفرضه قبل النقاش حوله ، لأن شكل الدولة لم يتم تحديده بعد ويحتاج نقاشات وحوارات وبما ان هناك هدف متعلق بالقضية الجنوبية كقضية رئيسية ومفتاح للحل واطار خاص بها في المفاوضات ، لماذا ذهب التكتل الى وضع اليمن الاتحادي كهدف يتعارض مع الهدف المتعلق بالجنوب..؟!
ام ان بن دغر ومن خلفه الاخوان يعرفوا رغبة الناس في الجنوب انهم مع يمن اتحادي ما يدريكم انهم قد يكونوا مع وحدة اندماجية او اقليمين او العودة لما قبل 90 كي تضع هذا هدفاً..؟!!
لا شي ممكن ان يستنجه اي باحث الا ان لدينا في اليمن احزاب غير فاعلة فاقدة لمشروعيتها وبعيدة عن الواقع ومغتربه ولا يمكنها بأي حالة من الاحوال ان تخلق معادلة سياسية جديدة في اليمن مهما كان فهذه الاحزاب خرجت عن دائرة الفعل والتأثير واصبحت جزء من الماضي..!