في ظل واقع مرير وظروف تتدهور يوما بعد يوم يقف المعلم كرمز للأمل والنهوض لكنه اليوم يئن تحت وطأة الإهمال والتجاهل منذ شهر وعشرين يوما والمعلم يعاني بصمت حاله يرثى لها ووضعه في انحدار مستمر وكأن الجميع قد غض الطرف عن قضيته وكأن الحياة تسير بلا حاجة إلى من يغرسون العلم في عقول الأجيال وكأن رسالة التعليم قد أصبحت بلا قيمة فقد تفاقمت معاناة المعلم إلى حد لم يعد يُحتمل وغدت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ وانعكست هذه المعاناة على المؤسسات التعليمية بأكملها التي أصبحت بلا روح ولا أمل فمن أين يأتي المعلم بالقوة ليصمد وهو محروم من أدنى مقومات العيش الكريم وهو يواجه الفقر والعوز والمرض بلا معين وبلا نصير هذا النداء يتوجه اليوم إلى القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى السلطات المحلية إلى أصحاب الجاه والمناصب المتعددة إلى رجال المال والثراء عليكم أن تراجعوا أنفسكم قبل أن يسقط هذا العمود الفقري الذي يقوم عليه مستقبل الأمة عليكم أن تدركوا أن سقوط المعلم يعني سقوط التعليم وسقوط التعليم يعني انهيار المجتمع وضياع الحلم الذي تسعون إليه والله لو سقط المعلم لن تقوم لنا قائمة لن تبنى لنا دولة لن يتحقق لنا أي أمل أو أي نهضة أو أي إنجاز هذا هو المعلم اليوم مكلوم ومقهور يحتاج إلى من ينصفه إلى من يرفع عنه هذه الأعباء إلى من يعيد إليه كرامته ويمنحه الأمل ليستطيع أداء رسالته السامية بدعمكم للمعلم تدعمون العلم وبنصرتكم له تبنون المستقبل فما قيمة المناصب والأموال إذا كان التعليم ينهار وما جدوى السلطة إذا كانت الأجيال تغرق في بحر الجهل والتخلف أنقذوا المعلم فهو مفتاح النهضة وبوابة المستقبل.