متى تُنصف لحج؟
الأمناء نت / كتب / صدام اللحجي

ترددت كثيرًا قبل أن أكتب هذه السطور، لكن عندما يكون الصمت خيانة للواقع الذي نعيشه، تصبح الكلمة واجبًا. في لحج ، لا رواتب تسد رمق الجوع، لا كهرباء تعمل كما يجب، وغلاء الأسعار يخنق الجميع. الخدمات الأساسية أصبحت شبه منهارة، والنظافة باتت حلمًا بعيد المنال.

وفي هذا المشهد الكارثي، تُهدر الملايين على فلان وعلان وزعطان من المطبلين واللصوص الذين لا يعرفون سوى مصالحهم الشخصية. المواطن البسيط يعاني، يقف في طوابير طويلة للحصول على حقوقه البسيطة، بينما تُصرف الأموال على مظاهر زائفة وشعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.

ثم يأتيك أحدهم بلا حياء ليقول: "كلنا..!"، وكأن هذا الشعار يمكنه أن يبرر الفشل الذريع الذي يغرق فيه الجميع. كيف يمكن القبول بأن تكون لحج، المحافظة العريقة التي تحمل تاريخًا من الكفاح، في هذا الوضع البائس؟ كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بالاحتفال بإنجازات وهمية بينما الناس يعانون الفقر والعوز؟

الكهرباء التي يُفترض أنها حق أساسي للمواطن أصبحت عبئًا يتكرر انقطاعه يوميًا. الرواتب تتأخر أو تُسرق تحت مبررات واهية، والأسعار لا ترحم أحدًا. أما الخدمات، فهي في عالم آخر، وكأن سكان لحج ليسوا بشراً يستحقون العيش الكريم.

لكن الأكثر إيلامًا هو أن هناك من يصفق لهذا العبث، يطبل وينافق، دون أن يشعر بالخجل مما آلت إليه الأوضاع. هؤلاء المطبلون، الذين يزينون للناس صورة الفساد وكأنه إنجاز، هم شركاء في كل معاناة يعيشها المواطن.

لحج تستحق أفضل من هذا. تستحق مسؤولين يخافون الله، يعملون بإخلاص لخدمة الناس، لا لملء جيوبهم ومجاملة المطبلين. نحن بحاجة إلى موقف جاد يعيد لهذه المحافظة حقوقها وكرامتها.

أكتب هذه السطور وكلي أمل أن يسمعها من لا يزال في قلبه ذرة من ضمير. لقد ملّ الناس من الشعارات والتطبيل.

متعلقات
برعاية المحرّمي ودعم إماراتي.. إعادة تأهيل ثانوية خالد بن الوليد للبنين في مديرية رُصُد بأبين
المجلس الانتقالي بالضالع ينظم ندوة علمية لتفعيل دور الأئمة والخطباء في مواجهة الأفكار المتطرفة
إجراءات جديدة تضبط سوق السيارات في عدن وتمنع تمرير المركبات المخالفة
المحرّمي يبحث مع السفيرة الفرنسية تعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب
السلطة المحلية بدارسعد تحجتز كمية كبيره من المشروبات الغازية منتهية الصلاحية