تلقيت عتاباً كاد يكون لوماً إثر كلمات عابرة فاضت بها قريحتي فسال بها حبراً قلمي عن شخص ( القائد الإنسان - مبخوت بن ماضي ) والتي مازلت أرددها عن قناعة شخصية ومع كامل الاحترام للآراء ووجهات النظر جميعها " الموضوعية " والتي تحاول معالجة الأمور لا شيطنتها أو شخصنتها لحاجة في النفس أو لتصفية حسابات دوافعها سواد يعاني منه القلب أو جهل يتخبط فيه العقول .
كنت في مقالاتي السابقة قد تناولت جزءاً يسيراً من شخصية وحنكة الشيخ مبخوت بن ماضي وتحكيمه العقل والنأي بحضرموت بعيداً عن مستنقع لن يسلم منه أحد إذا انزلقت إليه حضرموت وستصل شطاياه حتماً للجوار وسنحتاج لعقود وعقود من الزمن للملمة والوفاق وعودة الأمور لمجاريها بحضرموت .
سأحدثكم بصفتي كمواطن حضرمي ساكن بحضرموت وعاصر حقبة ما بعد التحرير لثلاثة محافظين وهم بن بريك والبحسني وأخيراً بن ماضي ووكيل بقي متشبث بيديه وأسنانه وحتى برجليه بمكانه ، معاصراً لهم جميعاً وجميعنا يعرفه.
قارنت بين جميع الحقبات وما لهم وما عليهم ووجدت أن البرلماني المدني مبخوت بن ماضي شكل حالة جداً خاصة في قيادته لدفة السلطة في المحافظة ، رغم شحة الامكانات وعدم وجود نفس الامتيازات التي حظي بها كل من كانوا قبله ، ابتداءً من نسبة حضرموت من النفط واختلاف الوضع الاقتصادي وانهيار سعر العمله مابين السابق والحاضر وووووووو ....
وفي سياق المقالات قال لي أحد بقايا حقبة المحافظين السابقين أنتم تمجدون الرجل الذي خرّب حضرموت وأفقدها مكانتها وأضاع أموالها ، واصفاً مبخوت بأنه السبب في كل ما آلت إليه الأمور والأوضاع بحضرموت ألى .....الخ الخ الخ
صمت قليلاً وابتسمت بوجهه وقلت له يجب عليك أن تعلم أننا لم نتحدث إلا عن قناعة وصدق ، وأخبرته أننا لم نصل إلى درجة التمجيد الألوهي للبعض ولم نؤلف أغاني وأبريت : يا حبيب الملايين، وبو فلان كلنا بنحبك، وزعطان يا مثال الوطنية ورمز الصمود ، وحضرموت لا تساوي الشيء بدونك ، ولسنا نحن من كدنا نمزق بأظافرنا من حاول أن ينتقد موقفاً بالسابق لولي نعمتكم وقائدكم ، ولسنا نحن من رقصنا على أطلال آلام الشعب الحضرمي ، ولسنا من قلنا إما القائد أو تحترق البلد ، هذه هي حقائق الأمور التي حجبتها أطماع الاستفادة من السلطة بالسابق عن عيون تنظر ولا ترى، ولست في حاجة للقول أو التبرير لأن الجميع يعرف ويدرك .
مبخوت بن ماضي ظلم على يد إخوته الحضارم في السلطة وتعرض لحملة ممنهجة وممولة وحُرضَّت الدهماء وحمالات الحطب للإساءة له، وبابتذال سوقي لم يعرفه تاريخ حضرموت الناصع بالسلام والإخاء، ووصل الأمر إلى أن تطاول بعض الرويبضات والنطيحة والمتردية عليه.
يجب أن يدرك الجميع أن الرجل لم يطلب منكم أن تحبوه شرطاً أو أن تكرهوه نقداً ، كل ما في الأمر أنه فقط طالبكم بالصمت بدل الإساءة والتريث وعدم الحكم السريع والنظر فيما بعد في حقبته التي لم تتجاوز السنتين حتى الآن ، وحتماً ستتذكرها الأجيال القادمة وستخلد بالمشاريع العملاقة ابتداءً من شق الطرقات ومشاريع البنية التحية وخور المكلا الجديد والخط الدائري ومصفاة النفط وترشيد الحكم المدني بكامل الرقعة الجغرافية لحضرموت ، وسيقال لاحقاً لقد نأى مبخوت بحضرموت بأقل الأضرار.
لا تحدوثني عن الكهرباء الآن وكأنها كانت بالسابق تضاهي كهرباء لندن ، ولا تحدثوني عن الصحة وكأنها بالسباق كانت تضاهي صحة برلين ، ولا تحدثوني عن الطرقات وكأنها تضاهي بنية سنغفورة ولا تحدثوني عن التعليم وكأنه بالسباق يضاهي تعليم اليابان .
حدثوني فقط عن الواقع والإمكانات والظروف وسأخبركم بالجواب فوراً ، أعطوني صدقاً كاملاً وسأكمل لكم بقية الحقيقة ، وأعطوني منطقاً وسأدلكم على ألف طريقة
ولا تعطونا وهماً ولكن أبنوا لنا دولة ... وكــــفــى