استيقظ الجزائريون على خبر صادم، وهو مقتل تلميذة في الصف الابتدائي على يد زميلتها، في جريمة غير مألوفة، حيث الجاني والضحية طفلتان لا يتجاوز سنهما العاشرة.
وبعد حادثة حرق مؤثرة على منصة "تيك توك" رفقة شقيقتها لمغني شاب، ها هي ولاية الوادي جنوب شرق العاصمة الجزائر، تهتزّ مجددا على وقع جريمة غير مسبوقة في المنطقة، حيث القاتل طفلة في سن العاشرة والمقتولة في نفس سنها.
وتعود وقائع الحادثة إلى خلاف بسيط بين الطفلتين، حيث رمت إحداهما بحجر على رأس الأخرى، ما أرداها قتيلة، وسط دهشة الطاقم التربوي وسكان المدينة الهادئة والمحافظة.
تفاعل على التواصل
في حين أثار الخبر تفاعلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل في الجزائر، حيث تراوحت التعليقات بين مُدِينَةٍ لهذا الفعل، وبين منتقدة لغياب الطاقم التربوي وما وَصفوها بـ"استقالة الأولياء".
بدوره قال أحد المعلقين: "لم ننته بعد من جرائم الكبار حتى صار الصغار أيضا يقتلون بعضهم بعضا .. العنف صار في طبيعة الجزائريين".
فيما علق آخر: "الأطفال عادة إما تحت رقابة الأولياء أو رقابة الطاقم التربوي داخل المؤسسة، أين كان أولياء الأمور لدى وقوع الحادثة؟! يجب فتح تحقيق لتحديد المسؤول عن الإهمال".
غير أنَّ آخرين تعاطفوا أيضا مع الفتاة الجانية: "أكيد أنَّ الفتاة الجانية ستعيش حياة مضطربة نفسيا، وهي تتذكر دائما أنها قتلت طفلة، فحتى لو كان أولياؤها عديمي الضمير، فإنها لا شك لن تنسى أبدا هذه الحادثة".
ليست ظاهرة
من جهته، أوضح المختص النفسي عماد الدين شهيب لـ"العربية.نت"، أن "هذه الحالات وإن كانت معزولة ولا يمكن تسميتها بظاهرة"، فهي "تدل على العنف الممارس في المحيط المدرسي".
وأضاف المختص الناشط في بلدية عين طاية، شرق العاصمة الجزائر: "العنف لدى الأطفال يكون إما بسبب العنف الموجود داخل الأسرة أو في المحيط الخارجي، أو حتى بسبب الانغلاق الذي يعاني منه الأطفال في أحيان كثيرة بسبب الضغط الاجتماعي، حيث كثير من الأولياء يشغلون حياة أطفالهم بين التنقل لمسافات طويلة ذهابا وإيابا إلى المدرسة، أو تكثيف المجهودات المدرسية أو غير ذلك"، وكل هذا، حسب المتحدث: "يؤدي إلى ضغط يتولد لدى الطفل وفي ظل غيابات النشاطات الرياضية والتربوية مثل الرسم، فإن الطفل يتولد لديه عنف غير طبيعي".