لقد تجاوزنا لألف ميل من النضال والتضحيات وحقق الجنوب مشوار طويل مرسوم بالدماء الطاهره ، لم يتبقى إلا القليل، رغم كل ما واجهناه من مراحل خطيرة ، لكننا نجد أنفسنا اليوم في أصعب مرحلة مفصلية. تتمثل في الابتزاز السياسي، واستمرار حرب العدوان العسكري لجحافل الإحتلال اليمني على امتداد ارضنا الجنوبية ، ومما يضيف من ذلك عبئًا ثقيلًا على كاهل شعبنا. من بين هذه المعاناة والضغوطات، تبرز لنا الصمود والإرادة الصلبة لشعب الجنوب ، مع هذه الحرب السياسية من حرب اقتصادية ، وخدمية ، ومعيشية ، التي باتت تشكل كارثة إنسانية تتطلب من الجميع الانتباه والتحرك لمعالجتها ، والوعي ثم الوعي.
إن الحرب الممنهجة تسعى إلى تركيع وإذلال شعبنا الجنوبي والضغط على قيادته السياسية ، لتعمل على تنفيذ مشاريع خبيثة لا تتماشى مع تطلعاتنا المنشودة والأهداف الوطنية . هذه المشاريع تهدف إلى إحداث تغيير جذري في وضعنا، ولكنها ستفشل بإذن الله ولن تتمكن من تنفيذ لها ذلك او أضعاف إرادتنا الجنوبية .
في هذا السياق عقد الاسبوع الماضي اجتماعا لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بحضور وزراء المجلس في الحكومة ، ومناقشة في مقدمتها الوضع الاقتصادي العام في بلادنا، والمطالبة باتخاذ إجراءات صـارمـة وسريعة لوقف انهيار قيمة العملة والتحذير من استمرار السياسة المالية القائمة والحصار ، ولكن للأسف الشديد لم يتم تحرك المسؤولين بالداخل أو الخارج بما فيهم وفي مقدمتهم رئيس الحكومة وقيادة المجلس الرئاسي لمواجهة الأوضاع الراهنة بعد كل هذا الارتفاع الجنوني لاسعار المواد الغذائية مع ارتفاع سعر الصرف، والذي عجز فيه اغلب الاباء والأسر عن توفير لقمة العيش لأطفالهم مع هذه الأزمة والحرب السياسية والغلاء، وتأخير صرف المرتبات. بعض القوى المعادية لمشروعنا الوطني الجنوبي تعمل بجد على عرقلة خيار الحسم وتحرير ما تبقى من أرضنا الجنوبية الطاهرة.
تتعدد السيناريوهات اليوم، وهناك تقاعس المعنيين عن واجبهم والمسؤولية، وخذلان المجتمع الدولي والإقليمي، وفي ظل هذه الظروف ، الوضع لا يحتاج منا اليوم إلى مجاملة أو نفاق أو سكوت أو وطنيه .! بل يحتاج منا جميعًا إلى أن نصدح بأصواتنا ونكون لسان شعبنا لإيصال رسالته، وإلى عمل جماعي بروح الفريق الواحد، والثبات على الأرض ، والوعي التام بأهمية التكاتف والتلاحم. يجب أن يكون الوعي هو السلاح الأهم الذي نتسلح به لمواجهة كل التحديات.
فلنجعل من هذه المرحلة نقطة انطلاق جديدة في مسيرتنا نحو الحرية والكرامة، ولنؤكد للعالم أجمع أن الشعب الجنوبي لن يتراجع عن حقوقه. إننا جميعًا، من شرفاء وأبطال الوطن، نملك القدرة على تجاوز ومعالجة هذه الأزمات، وتحقيق حلمنا في غدٍ أفضل.
الهمسه الاخيره : لا سلام حقيقي ولا استقرار سيتحقق في اليمن خاص والمنطقة عام ولن يكون الا باستعادة الجنوب وانتزاع حقوقه المسلوبة وحل الدولتين .