لا حياة ولا حياء لمن تنادي...!
بقلم / أحمد حميد الشامي

في عهد النخبة السياسية المتخندقة بالفساد أصبحنا نعيش على حافة الهاوية ، نبحث عن الأمل وسط ظلام دامس بالفساد ، وفي زحمة الأفكار السلبية بأعلى قساوتها وتزاحم الكوارث والنكبات التي نزلت باليمن واليمنيين على أشدها ، نلاحظ كيف تتعامل المنظومة السياسية بكل تلك اللامبالاة مع النيران التي تأكل عظامنا .

الفساد الذي يمارس اليوم يشكل فلسفة حياة أو فلسفة وجود في اللعبة السياسية والاقتصادية ، لا دولة هنا دون فساد ، واي محاولة لاجتثاث هذه الآفة تبدو وكأنها محاولة لتقويض الدولة .

شكل نظام المحاصصة في الحكومة الحالية ضربة وطعنه في ظهر المواطن البسيط الذي يبحث عن ابسط مقومات الحياة ، وصدمة من الصدمات لا تقل من حيث المشابهة والخطورة عن صدمة نهب الدولة من قبل جماعة الحوثي.

الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة أوجدت حاضراً أكثر مأساوية في تاريخ اليمن ، وللأسف الشديد نمتلك سياسيين مارسوا السياسية من دون دراية ، وحصلوا على الفرصة الكاملة والوقت الكافي لكنهم ومع كل خطوة يخطونها ، لا ينتجون لنا سوى خيبات أمل ولا يصنعون لنا سوى جملة من الارتباكات والارباكات التي أضرت بالوضع السياسي والاقتصادي ، كون الذين ركبوا الموجة ليسوا سوى انتهازيين دخلوا اللعبة السياسية من باب البحث عن اكبر عدد من الغنائم.

ومع الانهيار الاقتصادي وسقوط العملة الوطنية وتدهور الريال اليمني مقابل العملة الأجنبية ، لإحياء عند النخبة السياسية ومن يتحكم بمصير شعب بالكامل ، ولا يوجد احد من تلك النخبة السياسية في مجلس القيادة أو في الحكومة أو في الأحزاب السياسية لديه ضمير حي ويتكلم عن انهيار العملة ، لأنهم وبكل بساطة مستفيدين من الانهيار الحاصل ، الجميع يستلم رواتب بالعملة الصعبة ، لا يهمهم حياة المواطن البسيط الذي اصبح يعجز عن توفير لقمة العيش .

من يتذكر  عام 2009 عندما حصل ارتفاع في سعر العملة إلى 268 ريال مقابل الدولار ، أحزاب اللقاء المشترك ( المعارضة ) رفعت صوتها عالي وكانت تقول بأنه سوف تحصل مجاعة ، ولكن بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة ممثلة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله عليه استطاع إعادة سعر الصرف إلى 215 ريال مقابل الدولار .

ومن يتذكر أيضا بداية عام 2018 في عهد حكومة بن  دغر عندما ارتفع سعر الصرف إلى 500 ريال مقابل الدولار ، كان هناك صياح وصراخ من قبل المجلس الانتقالي عندما كان خارج التشكيل الحكومي في تلك الفترة ، كان يعزف على اوتار مظلومية المواطن وبأن ارتفاع سعر الصرف يعني ارتفاع في سعر المواد الغذائية وحصلت مظاهرات وإحراق للإطارات في شوارع عدن .

أما اليوم فقد أصبح سعر الصرف 2000 ريال مقابل الدولار وكل الأطراف السياسية ساكتة ولا تتحدث عن المجاعة وعن الظروف القاسية التي يعيشها المواطن ! هناك أسباب لسكوت جميع القوى السياسية ؟.
وهي بأن الجميع يستلم رواتب اعاشة بالدولار ولا يوجد لديهم صوت ، الجميع باعوا أنفسهم وضمائرهم والاحياء لمن تنادي .

متعلقات
في مباراة الإثارة التشويق .. السراري يتجاوز شمسان ضمن منافسات دوري الشهيد هدار الشوحطي
مدير فرع الهيئة العامة للاستثمار بلحج علاء إبراهيم لـ"الأمناء"  (2- 2 ) : "نسعى لجعل لحج وجهة أولى للاستثمار في اليمن"
بوقفة احتجاجية .. أسرة القتيل سيف الشرعبي تطالب محور وامن تعز بسرعة القبض على "وليد شلعه"
انتقالي لحج يدعو إلى حل جذري لأزمة الكهرباء ويؤكد دعمه للمواطنين
تحليل الازمة اليمنية اين تكمن وماهو حلها ومتى