المناضل أبوبكر العطاس والعودة المشكوك فيها: قراءة في التوقيت والدلالات
الأمناء /خاص

 

شهدت الساحة الجنوبية تطورًا ملفتًا بعد عودة المناضل حيدر أبو بكر العطاس إلى العاصمة عدن، برفقة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي. تأتي هذه العودة في وقت حساس ومعقد سياسيًا، حيث تشهد المنطقة توترات متزايدة بعد "مليونية الهوية الجنوبية" في سيئون، التي أكدت من جديد على دعم أبناء الجنوب لاستقلالهم واستعادة دولتهم. إلا أن هذه العودة لم تمر دون إثارة التساؤلات والشكوك حول الأهداف الخفية التي قد تحملها، في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الجنوب.

مكاسب سياسية أم تراجع نضالي؟

يشير بعض المحللين إلى أن عودة العطاس قد تكون محاولة لتحقيق مكاسب سياسية لحكومة الشرعية على حساب الانتقالي، خصوصًا بعد النجاح الجماهيري للمليونية التي عكست قوة وحاضنة المجلس الانتقالي الجنوبي. فهل يُستخدم العطاس كشخصية مؤثرة لتخفيف شعبية الانتقالي والتأثير على دعمه المتزايد بين الجنوبيين؟ وإذا كانت عودته تحمل مثل هذه الأهداف، فإن العطاس يواجه خطرًا حقيقيًا بفقدان مكانته النضالية المشرفة.

لقد كان للمناضل العطاس دور بارز في مسيرة الجنوب السياسية منذ عقود، وسنوات نضاله تجعل منه شخصية محورية في تاريخ الحركة الجنوبية. إلا أن العودة الآن، وفي هذا التوقيت تحديدًا، تضعه أمام تحديات قد تفقده الدعم الشعبي إذا ما تبين أن دوره يتقاطع مع أهداف تعزز الهيمنة على الجنوب أو تطيل أمد الأزمات التي يعاني منها الشعب الجنوبي.

الشكوك حول توقيت العودة: بين الغربة والسياسة

يشعر العديد من المراقبين بالقلق من أن عودة العطاس في هذا التوقيت بالذات قد لا تكون محض صدفة. فعندما يُعاني الجنوب من الفقر والمجاعة، وتتصاعد المطالب السياسية بالاستقلال، تبدو عودة العطاس بصحبة العليمي جزءًا من محاولة لتمديد فترة سيطرة حكومة الشرعية وتفادي أي خطوات حاسمة قد يتخذها المجلس الانتقالي لاستعادة الدولة الجنوبية.

ما يثير القلق أكثر هو أن عودة العطاس قد تكون بتوجيهات من قوى إقليمية ودولية، تسعى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الجنوب، وخاصة في مناطق حضرموت وشبوة الغنية بالنفط والغاز. إذا كانت هذه الشكوك صحيحة، فقد يجد العطاس نفسه في مواجهة ضغوط هائلة للحفاظ على مصالح الشركات النفطية وتجار السلطة الذين استغلوا الثروات الجنوبية لعقود دون محاسبة.

مخاوف سياسية واقتصادية: وساطة لصالح من؟

يُخشى أن تكون عودة العطاس جزءًا من ترتيبات تهدف إلى ضمان استمرار نفوذ "هوامير" الشركات النفطية، الذين نهبوا ثروات الجنوب منذ عام 1994. وفي ظل التحولات السياسية المتوقعة، فإن هذه الشركات والرموز المتحالفة معها تسعى بكل جهد للحفاظ على امتيازاتها، خوفًا من أن تتحرك قوى الجنوب لاستعادة حقوقها وثرواتها.

إذا كان العطاس سيعود كوسيط للتفاوض حول هذه الملفات، فإن ذلك قد يضر بسمعته السياسية ويضعه في مواجهة مع أبناء الجنوب، الذين لن يقبلوا بمزيد من التنازلات على حساب مستقبلهم ومواردهم.

الخلاصة: انتظار التوضيح قبل الترحيب

رغم الاحترام الكبير الذي يحظى به المناضل حيدر أبو بكر العطاس بسبب تاريخه الطويل في النضال، فإن عودته الأخيرة تثير العديد من التساؤلات حول توقيتها وأهدافها. من الصعب على أبناء الجنوب الترحيب بهذه العودة دون وضوح في الرؤية والموقف، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الجنوب.

إن المرحلة الحالية تتطلب من جميع القيادات الجنوبية أن تقف بحزم إلى جانب مصالح شعبها، بعيدًا عن الضغوط الخارجية أو المصالح الشخصية. ويظل الأمل قائمًا في أن تكون عودة العطاس لصالح الجنوب وقضيته العادلة، لكن الحذر والانتظار حتى تتضح الصورة الكاملة يظلان الخيار الأكثر حكمة في هذه الظروف.

متعلقات
برعاية الرئيس الزبيدي.. شباب الدرجاج يتوج بكأس الذكرى الـ 61 لثورة 14 اكتوبر بعد فوزه على هلال جعار بركلات الترجيح
اجتماع مشترك لأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين في محافظة المهرة
الضالع.. لدغة ثعبان تتسبب في وفاة شاب بمنطقة بلاد الاحمدي» بالازارق
الحو/ثيون يصعّدون حملة تكميم الأفواه منعا لأي تململ شعبي في مناطق سيطرتهم
المناضل أبوبكر العطاس والعودة المشكوك فيها: قراءة في التوقيت والدلالات