منذ بداية العدوان الذي تشنه مليشيات الحوثي الإرهابية على مناطق قرين وعهامه في المسيمير الحواشب محافظة لحج نهاية شهر أغسطس الماضي 2024، وهذه الجبهات تتصدر المشهد القتالي على مستوى الجنوب، حيث يجترح أبطال الحزام الأمني "قطاع المسيمير" بقيادة القائد المغوار الشيخ محمد علي الحوشبي حفظه الله ورعاه، بإسناد من القوات الجنوبية المشتركة، أعظم ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الجنوب وقضيته.
ودونت جبهتي قرين وعهامه بالمسيمير الحواشب، في سجل الحروب تاريخاً جديداً، ورسمت حدود معلومة لدولة الجنوب، وأبطال الحزام الأمني بقيادة القائد الشهم أبو الخطاب، يجسدون اليوم ملحمة جديدة في الدفاع عن الجنوب والذود عن حياض الأرض والعرض والدين بصمت ونكران للذات، وبفضل الله هزموا العدو ونكلوا به رغم شحة الامكانيات وقلة العدة والعتاد، وتقدم قوات الحزام الأمني بقيادة الثائر البطل الشيخ محمد علي الحوشبي يحفظه الله، رغم قلة عديدها دروساً في كيفية الفداء والتضحية من أجل الوطن والسير في طريق الشهادة دفاعاً عن المشروع الجنوبي.
ومنذ سنوات ومليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تحاول كسر جبهات المسيمير الحواشب، وهي تدفع بكل قوتها وعدتها وعتادها العسكري في أكثر من مرة صوب مناطق الشريط الحدودي للمسيمير بقصد الاجتياح، لكن النتيجة تكون خسائر كبيرة في صفوفها، وفي كل محاولة للهجوم تخسر مواقعها التي أضحت بيد أبطال القوات المسلحة الجنوبية، ورغم محاولاتها المستميته والمتكررة لكسر جبهة الحواشب من خلال العدوان الهمجي على الاعيان المدنية واستهداف المواطنين الأبرياء في منازلهم بالقرى والمناطق القريبة من خطوط التماس، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المضللة، إلا أن كل تلك المساعي والمحاولات والمخططات الخبيثة باءت بالفشل أمام صلابة وصمود وعنفوان أبطال الجنوب.
وأستطاعت جبهات المسيمير الحواشب منذ العام 2015 حتى وقتنا الحاضر ومن دون غطاء جوي، أن تهزم مليشيات الحوثي الإرهابية، ومنذ سنوات ورجالها يدافعون عن الجنوب بصمت وإيثار ونكران للذات، وباتت مليشيا الحوثي الارهابية ذراع إيران في المنطقة، تعيش حالة من الذعر والفزع والشعور بالقلق والخوف الشديد في جبهات المسيمير بعد سنوات من المواجهات القتالية على أسوارها المحصنة والتي لم تجني فيها سوى النكسات والنكبات والإنكسارات والهزائم والتنكيل المستمر ليتحطم مشروعها التمددي وتتبخر أحلامها على حدود الجبهات الشمالية الغربية لبلاد الحواشب.
ولم تعش المليشيات الحوثية هذه الحالة من الإنكسار في حروبها مطلقاً مثلما تتجرعه في جبهات المسيمير الحواشب، والمتابع لمجريات الحرب لم يجد في أبجدياتها تهاوياً مماثلاً لما حدث لها مؤخراً في قرين وعهامه بفضل الضربات الموجعة لأبطال الجنوب، فالقوات المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها أصبحت لها اليد الطولى في تجريع العدو مرارة الهزيمة والتحكم بمجريات وموازين المعركة وإحراز الانتصارات التاريخية الخالدة بأقل الخسائر الممكنة.
ولعل الانتحار الحوثي هو أدق وصف لمذابحه الجماعية على أسوار المسيمير الحواشب التي تتسع مناطق القتال وتتفرع محاورها لكن الحسم والنصر الإلهي ينتهي لأصحاب الأرض، ففي معركة تعليم الخصم أخلاق وآداب القتال، يستبسل أبطال الحزام الأمني ومعهم رجال المشتركة الجنوبية بشموخ وصلابة وصمود لتلقين العدو أقسى الدروس، بمجريات مذهلة تهز عرش قوى التخلف والظلام الكهنوتي في أساطير بطولية ورباطة جأش منقطعة النظير، في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والدين ضد عصابات صنعاء وأذناب المجوس.
وفي ظل احتدام المعارك مؤخراً بجبهات شمال وغرب المسيمير الحواشب في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، لم تتزحزح أو تتقهقر أو تضعف معنويات الأبطال الذين يحملون رايات الجهاد والصمود والثبات وهم يرابطون بمواقعهم القتالية ويجسدون معاني الفداء والتضحية، إذ تثبت جبهات المسيمير الحواشب بما لايدع مجالاً للشك جدارتها في مواجهة خطر وتهديدات المليشيات الحوثية الإرهابية، وتسطر أروع الملاحم البطولية، وتكسر شوكة مرتزقة إيران في جميع ساحات المواجهة، ونظراً لما لها من أهمية استراتيجية فهي تعتبر البوابة الشمالية الغربية للجنوب، وواحدة من أهم المنافذ وهدف رئيسي من أهداف المليشيات الحوثية التي تريد من خلالها العودة والتوغل واجتياح الجنوب من جديد.
المسيمير الحواشب، ستبقى صامدة ولن تكسرها معاناة المقاتلين في جبهاتها الشمالية والغربية الممتدة في كافة القطاعات والمحاور والخطوط الأمامية في ظل تحشيد وتعزيز شبه يومي لمليشيات الحوثي، ومع كل ذلك لاتزال القوات الجنوبية متمثلة بالحزام الأمني (قطاع المسيمير) والوحدات المشتركة، تقف شامخة وصامدة صمود أسطوري وثابته لا تنكسر في مواجهة مشروع هذه المليشيات الإجرامية التي تتقطع اوصالها في كل مرة على مشارف بلاد الحواشب.
وتشهد جبهات شمال وغرب المسيمير تحشيد وتعزيز يومي بأستماته لمليشيا الحوثي الإرهابية وتحركاتهم بصورة لم تكن انتهجتها في هذه الجبهات من سابق، فالمليشيات الحوثية تحشد بأعداد كبيرة إلى حدود جبهات شمال وغرب المسيمير، وتحاول التسلل وتستخدم كل القوة العسكرية التي تمتلكها وتستخدم الطيران المسير والقصف الهستيري العشوائي لتتصدى لها القوات المسلحة بقيادة الشيخ "محمد علي الحوشبي" حفظه الله، والتي تمثل الحصن المنيع الذي بعثر آمال وطموحات وتطلعات أذناب إيران، وهي تتقدم خطوط النار الأمامية وتقتحم ثكنات العدو، وتكبده الخسائر الفادحة وتلحق به الهزائم الكارثية المذلة، وتحرز عليه الانتصارات المجيدة، وتدحره وتوقف زحوفه وتسللاته وتفشل كل هجوماته الغادرة.
إن أبطال الحزام الأمني بالمسيمير الحواشب بقيادة القائد الفذ الشيخ محمد علي "أبو الخطاب" حفظه الله وابقاه، هم رأس الحربة في معارك كسر زحوفات المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية واجهاض تنفيذ أهدافهم التدميرية، وأبطال القوات المسلحة المرابطين في هذه الثغور والساحات المقدسة، يدفعون ثمن ذلك أرواحهم ودمائهم الزكية وهذا واجب وطني وديني مقدس للدفاع عن تراب الجنوب وليس هناك أغلى وأعز وأشرف من ذلك.