صاروخ الحوثي الساقط في إسرائيل.. شظايا تفجر التساؤلات والانتقادات
الأمناء نت / العين الاخبارية

عند مستوطنة كفار دانيال على شارع رقم واحد، 4 كيلومترات جنوب مدينة اللد سقط صاروخ باليستي من اليمن ليخترق الأراضي الإسرائيلية.

اختراق الصاروخ ووصوله لهذا العمق الإسرائيلي شكل علامة استفهام في الداخل الإسرائيلي وهو ما دفع الجيش في تل أبيب وفق القناة الـ12 الإسرائيلية، للتحقيق في الفشل باكتشاف الصاروخ الحوثي قبل وصول إلى وسط إسرائيل، وهو ما لوحت به كذلك إذاعة الجيش الإسرائيلي التي أشارت لوجود تقصير من قبل أنظمة الرصد في إسرائيل.

إخفاق واعتراف

إخفاق الدفاعات الإسرائيلية في رصد الصاروخ الباليستي أمر أكد عليه الجيش الإسرائيلي أيضا، مؤكدا أن القوات الجوية تحقق في سبب تأخر رصد واعتراض الصاروخ المطلق من اليمن.

ويرى المحللون الإسرائيليون أن وصول الصاروخ إلى الداخل الإسرائيلي في رحلة استغرقت 20 دقيقة يتطلب من الدفاعات الجوية الإسرائيلية أن تحسن من قدراتها وهو ما أكده المحلل الأمني الاستراتيجي الشهير يوسي ميلمان.

الإطفاء يحاول السيطرة على آثار الصاروخ الباليستي

وأضاف: "على الرغم من أن الرحلة استغرقت حوالي 20 دقيقة، وقد اخترقت المجموعة الكاملة متعددة الطبقات لنظام الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية: سهم، مقلاع داود، القبة الحديدية والطائرات وأجهزة تشويش".

وتابع ميلمان: "يمكن أن تحدث أخطاء وأن تكون الحماية ليست محكمة، ولكن بالنظر إلى الوقت والمسافة والكمية الصغيرة نسبياً من عمليات الإطلاق من اليمن، فإن الكثير منها يخترق من هناك. هذا ليس مصدر فخر. سيتعين على الدفاعات الجوية أن تتحسن كثيرًا".

 

انتقادات داخلية

"تم اكتشافه في مرحلة متأخرة جدًا كان من المفترض أن يتم اكتشاف الصاروخ الباليستي، واعتراضه بعيدًا عن الأراضي الإسرائيلية، فإطلاقه بهذه الطريقة يثير بعض الأسئلة الثقيلة" بهذه الطريقة استنكر الصحفي الإسرائيلي رون بن يشاي كيفية التعامل مع الصاروخ اليمني.

وأكد بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أنه كان من المفترض أن يتم اكتشاف واعتراض الصاروخ الباليستي بعيداً عن الأراضي الإسرائيلية باستخدام "القبعات 2" و"القبعات 3"، وكان الكشف باستخدام أنظمة الرادار الأرضية.

وتابع: "والسؤال الآخر هو ما إذا كان الصاروخ بعد اكتشافه قد تم اعتراضه من قبل أنظمة ديفيد سلينغ والقبة الحديدية - أم أنه لم يتم اعتراضه وأخطأ هدفه".

كما ألمح محلل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش إلى انتقاد الجيش الإسرائيلي بسبب الوقت الطويل الذي استغرقته الدفاعات الجوية الإسرائيلية لاعتراض الصاروخ.

وقال: "بلغ مسار الصاروخ حوالي 2000 كيلومتر، زمن الرحلة المطلوب لصاروخ باليستي لمثل هذه المسافة حوالي 15 دقيقة، لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا للتعرف عليه وأيضا لاعتراضه بنجاح".

وأضاف: "يبدو أنه تم اكتشاف الصاروخ بواسطة أنظمة الكشف، ولكن السؤال هو في أي مرحلة حدث ذلك، وما إذا كان الوقت قد فات بالفعل لإجراء اعتراض ناجح عندما يتعلق الأمر بصاروخ باليستي ثقيل بعيد المدى".

وتابع: "تم إطلاق عدد من الصواريخ الاعتراضية على الصاروخ، سواء من نظام سهم (حيتس) أو من القبة الحديدية حيث تم إطلاق هذه الصواريخ الاعتراضية على شظايا الاعتراض الكبيرة خوفًا من التسبب في أضرار".

وقال: " كان للحوثيين حساب مفتوح مع إسرائيل: ففي 20 يوليو/تموز، هاجمت القوات الجوية ميناء الحديدة، ووعد الحوثيون بالرد لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد، ربما هذا الصباح كان رد الفعل، وبالأمس فقط، أصدر وزير دفاع الحوثيين تهديدات".

الإطفاء يحاول السيطرة على آثار الصاروخ الباليستي

 

وأضاف: "ليست هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الحوثيون في اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية: ففي إبريل/نيسان انفجر صاروخ كروز من اليمن شمال إيلات، وفي يوليو/تموز ضربت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين تل أبيب وقتلت مدنياً".

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "أُطلق صاروخ سهم حيتس المضاد للصواريخ الباليستية وصواريخ اعتراضية من نظام (القبة الحديدية) باتجاه الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه وسط إسرائيل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاعتراض نجح".

ويتضح من تصريحات الجيش الإسرائيلي والمحللين العسكريين الإسرائيليين أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية استغرقت وقتا طويلا حتى تحديد الصاروخ قبل وصوله الى وسط إسرائيل وبالتالي عدم اعتراضه خارج إسرائيل.

الآلاف بالملاجئ

وقال نير دفوري، محلل الشؤون العسكرية، في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "فعل إطلاق صاروخ باليستي من اليمن صباح الأحد إنذارات في جميع أنحاء المدن المركزية، مما تسبب في دخول مئات الآلاف إلى غرف آمنة لأول مرة منذ شهور، يبدو أن هذه محاولة للانتقام من الحوثيين للهجوم على ميناء الحديدة، كما هددوا بذلك في الأسابيع الأخيرة".

وأضاف: "تم اعتراض الصاروخ في الهواء بواسطة نظام سهم حيتس، تلاه اعتراضات إضافية من القبة الحديدية لاعتراض بعض شظاياه، مما تسبب في معظم الانفجارات الصاخبة التي سمعت في المركز، وهكذا، من خلال الدفاع من مستويين، يحاول الجيش الإسرائيلي التعامل مع صواريخ أرض-أرض".

وتابع: "يتطلب صاروخ أرض-أرض استعدادات مختلفة من حيث الدفاع الجوي، قد يتم تفويت الاعتراض الأول، لذلك هناك حاجة إلى طبقات إضافية من الحماية للتعويض عن الطبقة الأولى من الحماية، هذه تعترض الحطام خوفا من الضرر، أو الصاروخ نفسه إذا لم ينجح الاعتراض الأول".

مسافة الـ2000 كيلومتر

وأشار إلى أنه "يبعد اليمن حوالي 2000 كيلومتر عن إسرائيل. يبلغ مدى صواريخ كروز حوالي 1900-2000 متر، ومن الممكن أنه من أجل وصول الصاروخ إلى وجهته في إسرائيل، تم تخفيض وزن الرأس الحربي لصالح وقود إضافي من أجل زيادة مداه، مما يجعله أقل فتكا".

خداع الصواريخ الباليستية ومطار بن غوريون

ويقول محلل الشؤون العسكرية في موقع "واينت" إن "اكتشاف صاروخ كروز صعب لأنه يحلق على ارتفاع منخفض وقد يخدع أنظمة الرادار، ومع ذلك، كان من المفترض أن تكتشف الدوريات التي أجرتها القوات الجوية الإسرائيلية عبر طائرات مجهزة برادارات متقدمة، وخاصة طائرات إف-35 المقاتلة، الصاروخ وتسقطه - على غرار ما حدث أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل".

وأضاف: "يمكن الافتراض أنه إذا كانت الذخيرة صاروخ كروز، فقد تم إطلاقها عبر طريق غير مباشر من اليمن - على الأرجح من خلال نقطة دخول غير متوقعة أو مسار طويل التفافي - ربما عبر مناطق جبلية. ربما كان هذا قد أدى إلى تعقيد عملية الكشف".

وتابع: "هناك سؤال آخر وهو ما إذا كان الصاروخ، بمجرد اكتشافه، قد اعترضته أنظمة الدفاع الجوي (مقلاع داود) أو (القبة الحديدية) - أو إذا لم يتم اعتراضه، فقد أخطأ هدفه، وهو على الأرجح مطار بن غوريون".

 

الصاروخ تفكك في الجو

ووفق بيان جديد صادر عن الجيش الإسرائيلي، فإنه "في تمام الساعة 06:21 أُطلق صاروخ أرض-أرض من اليمن نحو الأراضي الإسرائيلية، ومن الفحص الأولي يتبين ان الصاروخ تفكك كما يبدو في الجو، كما أنه خلال الحادث جرت عدة محاولات اعتراض من خلال أنظمة السهم (حيتس) والقبة الحديدية حيث يتم فحص نتائجها ليتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة، وأن الحادث برمته قيد الفحص.".

رصد شظايا لعملية الاعتراض في مناطق مفتوحة وداخل محطة القطارات "مشارف موديعين" أمر أشار إليه بيان الجيش الإسرائيلي.

الحوثيون وحزب الله

ولم يتضح بعد إذا ما كان هناك تنسيق بين الحوثيين وحزب الله بشأن الهجوم.

فقد أعلن الجيش الإسرائيلي رصد 40 صاروخا من لبنان بعد وقت قصير من هجوم الحوثيين.

وقال: "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى وشمال هضبة الجولان تم رصد إطلاق نحو 40 قذيفة صاروخية من لبنان حيث تم اعتراض بعضها بينما سقطت الباقية في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات. قوات الإطفاء تعمل لإخماد حرائق اندلعت نتيجة سقوط قذائف في مناطق مفتوحة".

وأضاف أن في الجليل الأعلى، تم رصد مسيرة مفخخة سقطت في منطقة المطلة دون وقوع إصابات.

متعلقات
العميدان مهدي والعولقي يترأسان اجتماعاً مع قيادة جبهة الضالع ويشيدان بثبات الأبطال
‏بلاغ من الإتحاد الجنوبي لمكافحة الفساد إلى النائب العام حول المشتقات النفطية المهربة إلى عدن
همسة في أذن مجلس القضاء في العاصمة عدن
ضياء للتنمية تناقش مع رئيس مؤسسة الخليج العربي خطة طوارئ السيول في أبين
الزعوري ومعاون يضعان حجر الأساس لمشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة لمحافظة عدن