بقلم : الشيخ لحمر بن لسود
تحل علينا الذكرى الـ 53 لعيد الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر من كل عام، لتعيد إلى الأذهان تاريخاً عريقاً من النضال والتضحيات، تاريخاً حافلاً بالإنجازات البطولية التي سطرها جنود هذا الجيش في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
يوم عيد الجيش الجنوبي ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو يوم للتذكر والتقدير، يوم نتذكر فيه الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، ونحيي فيه أبطالنا الذين سطروا أروع الملاحم البطولية، هذا اليوم يمثل لنا فرصة للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء وتجديد العهد على مواصلة مسيرتهم النضالية.
وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة، لا بد أن نتحدث عن أهمية إعادة الجيش الجنوبي إلى أمجاده التليدة، وهذا بكل تأكيد يتطلب جهداً مجتمعياً شاملاً، حيث بات من الواجب على قيادتنا السياسية والعسكرية أن تجتهد بشكل أكبر في بناء جيش قوي المعنويات، يتمتع بروح وطنية عالية، ويؤمن بأهدافه، من خلال توفير التدريب المتخصص والتسليح الحديث للجيش، لتمكينه من أداء مهامه على أكمل وجه، وتقديم كل أنواع الدعم المادي واللوجستي الكافي لضمان استمرارية عمله وكفاءته.
يجب العمل على تحقيق التكامل الوطني وتوحيد الصفوف وتجاوز الخلافات لضمان استقرار الوطن وسلامته، لقد سطر الجيش الجنوبي تاريخاً حافلاً بالإنجازات والبطولات، ولعب دوراً محورياً بعد الاستقلال، وأصبح من أبرز جيوش المنطقة تسليحاً وتدريباً وولاءً وطنياً.
كان الجيش الجنوبي دائماً حارساً أميناً للوطن ومدافعاً عن أراضيه وشعبه بكل شجاعة وإقدام، وله إسهامات كثيرة في العديد من العمليات الإنسانية، مثل تقديم المساعدات للمتضررين من الكوارث الطبيعية، والمساهمة في عمليات الإغاثة، ونقل المرضى من المناطق النائية بواسطة الطائرات العسكرية، كما كان الجيش الجنوبي مشاركاً ضمن قوات الردع العربي، في لبنان، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك.
إن إحياء ذكرى عيد الجيش الجنوبي هو واجب وطني، فمن خلال هذا الاحتفال نتذكر تاريخنا المجيد، ونستلهم منه العبر والدروس، ونعمل على بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
وفي هذه المناسبة العظيمة نجدها فرصة لتهنئة الأخ العميد عبد الرحمن المحرمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قائد ألوية العمالقة الجنوبية، بمناسبة نيله ثقة القيادة السياسية بتكليفه بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب، والإشراف الكامل على عمل القوات الأمنية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى إعادة هيكلتها وتنظيمها بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجنوب.