الجعفري : نفتخر بمنجزات ونجاحات الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري

المصفري : الحملة جاءت بما لم يأت به الأوائل

الشيخ العطوي: ستصبح مناطق الصبيحة خالية من مظاهر حمل السلاح خلال قادم الأيام

مواطنون : نثمن دور الرئاسي في دفع الدية عبر القضاء وإنهاء الثأرات بالصبيحة

 

 

 

تعد مديرية طور الباحة إحدى مديريات محافظة لحج ، وتقع غربي عاصمة المحافظة لحج ، وتسكنها عدد من قبائل الصبيحة، وهي مديرية ولادة بخير الرجال، وأبناؤها في مقدمة صفوف مختلف الجبهات بميادين الشرف والبطولة ضد تمدد المليشيا الحوثية الإيرانية، ولقد رفدت قبائل الصبيحة منذ اندلاع الحرب في العام 2015 ، وما تزال ترفد جبهات القتال للآن بالمقاتلين، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض، إلّا ان هذه المديرية " مسقط راس أول رئيس جنوبي " قحطان الشعبي تعاني من جاهلية الثأرات القبلية منذ سنوات ما قبل قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، وقد اشتهرت بحمل السلاح حتى أصبح في متناول أيادي الأطفال نتيجة الثار القبلي، وسفكت دماء كثيرة بين القبائل؛ وصولاً إلى الاقتتال داخل سوق المدينة في تجاوز للأعراف والتقاليد القبلية نظراً للانفلات الأمني - وتحديداً عقب حرب 2015، وكذا بروز ظاهرة التقطعات والنهب والسلب في الطريق العام والطرقات الفرعية مع تفشي المظاهر المسلحة بشكل مريب ، لدرجة صعوبة السيطرة على الوضع داخل المدينة وانتشار الهلع والخوف، وعدم الاطمئنان بين عامة الناس بسبب الثأر والقتل على أبسط الأمور .

 

فجر مشرق :

 

وجاء فجر 23 مايو 2023 يوماً مشرقاً يحمل غداً أفضل لهذه المديرية ، بتدشين انطلاق الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية عمالقة السابع مشاة، وبرعاية من قبل قيادة المجلس الرئاسي، وعبر خطة أمنية عسكرية رسمها زعيم الصبيحة الفريق الركن محمود الصبيحي مستشار مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن عبر ما يعرف بلقاء عزافة الذي حضره عدد كبير من قيادات الصبيحة العسكرية والأمنية، وبهذا كانت الحملة بشير الأمل والخير لهذه المديرية التي تحولت بفضل من الله ، وبجهود الحملة إلى مدينة خالية من مظاهر حمل السلاح، حيث لا يوجد في أسواقها أي شخص يحمل السلاح ولو المسدس، وإعلان الحملة للجميع ان طورالباحة تحولت من جاهلية الثأرات القبلية إلى مدينة المحبة والسلام خالية من حمل السلاح وبوابة أمان لعابري السبيل .

 

نقطة رشاش :

 

لقد قامت الحملة الأمنية بتأمين المديرية، فعملت على اجتثاث نقاط التقطعات جذرياً ، وضبط المطلوبين أمنياً بأوامر قضائية ومحاصرة أوكار التهريب وتجفيف مستنقعات التهريب بضبط عدد من أفراد التهريب وإتلاف المهربات وترحيل البشر من القرن الافريقي الذين كان يتاجر بهم المهربون،  واستخدمهم في أمور محرمة شرعاً وقانوناً،  وأسست الحملة نقطة أمنية بمدخل المدينة بمنطقة رشاش يمنع فيها منعاً قاطعاً حمل ودخول السلاح إلى داخل أسواق المدينة ، وعلى من يحمل السلاح ويرغب بدخول السوق إيداع سلاحه بإجراءات قانونية بغرفة الأمانات وعند عودته يستلم سلاحه، ومن يخالف ذلك ويضبط بسلاحه داخل أسواق المدينة يتم إتلاف سلاحه بقصه، واتخاذ إجراءات قانونية بحقه، والمنع يشمل الجميع دون أي استثناءات حتى لكبار قادة الجيش والأمن ، بل ان قائد الحملة الأمنية عندما يدخل أسواق المدينة يودع سلاحه بغرفة الأمانات .

وخلال مرافقة الأمناء لوفد إعلامي لزيارة المديرية مع المسؤول الإعلامي للحملة أسعد ابو الخطاب ، فقد قام أبو الخطاب بتسليم سلاحه الشخصي لحراسة النقطة وإيداعه الأمانات، وبهذه الإجراءات الصارمة تمكنت الحملة من فرض وتطبيق منع حمل السلاح داخل سوق المدينة على الجميع منعاً باتاً، وإذ نرى ان هذا الإجراء تفتقر لوجوده عدد من المدن الأخرى بالمحافظات المحررة.

 

مرافقة الزملاء :

 

من مفرق الوهط انطلق مراسل صحيفة " الأمناء " - صباح الأحد الماضي - برفقة الزميل ناصر الطيري مراسل قناة عدن المستقلة والزميل هشام عطيري مراسل قناة السعيدة وبمعية ابو الخطاب المسؤول الإعلامي للحملة الأمنية، وكان الطريق اسفلتيا وخال من أي تقطعات أو نقاط غير قانونية وصولاً إلى مدخل نقطة رشاش ، حيث ترجل ابو الخطاب عن سيارته كي يسلم سلاحه الشخصي إلى أفراد النقطة وتقييد اسمه بالسجل ومنحه كرت وحال خروجه من المدينة يستلم سلاحه، ولقد شاهدنا العديد ممن يسلمون سلاحهم بطواعية التزاماً بالنظام والقانون، إلّا أنه قبل دخول المدينة يصادف الزائر مقطع ترابي بوادي معادن وهي دعوة للصندوق الاجتماعي للتنمية بالتدخل في هذا الأمر ، وإصلاح الطريق مع الجسر بحسب مناشدات المواطنين، وعند مفترق الطريق بين مدخل السوق للمدينة توجد نقطة أخرى تابعة للحملة تعمل على التأكد من خلو حمل السلاح وفي هذه النقطة إجراءات صارمة، وإذا عثر على شخص بحوزته سلاح يتم قص سلاحه فوراً ومعاقبته.

 

شهادة كير :

 

وبينما نحن بالطريق شاهدنا عدداً من سيارات المنظمات متجه إلى طورالباحة، وتحدث للأمناء محسن محمود، من منظمة كير ، وأشاد بدور الحملة الأمنية بعودة عمل المنظمات بالمديرية بإريحية تامة، ودعا بقية المنظمات بالتدخل كون معظم أسر الصبيحة من الفقراء وفي مناطق ذات تضاريس وعرة، مما يتطلب إسنادهم بتدخلات إنسانية عاجلة بمختلف المجالات.

 

السوق خال من مظاهر حمل السلاح :

 

وخلال التجوال داخل أسواق المدينة لم نشاهد تلك المظاهر المسلحة السابقة بحمل المواطنين السلاح ، بل وجدنا أن السوق خال من أي مواطن يحمل السلاح سواء نوع آلي أو مسدس أو غيره، وإن صح التعبير فهي معجزة ربانية بخلو أسواق مدينة طورالباحة من مختلف انواع مظاهر حمل السلاح، وهذا فضل من الله وبوعي الناس،  وبجهود الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري.

 

محل الذهب :

وفي مدينة طورالباحة ولأول مرة بتاريخ هذة المدينة يتم افتتاح محل بيع الذهب لصاحبه محمد زيد الدوكمي، والذي عبر لوسائل الإعلام عن إشادته بالحملة الأمنية وما أحدثته من استقرار أمني بالمدينة ؛ مما دفع به إلى فتح المحل، داعياً جميع التجار بممارسة مختلف المهن داخل السوق بإريحية تامة لوجود الأمن والأمان،  وأيضاً هذه الاشادة وللأمانة فقد تحدث بها العديد من ملاك المحلات والمواطنين أثناء زيارة أسواق المدينة.

 

بائع الصحف والمستشفى :

 

وبينما نحن بالسوق كانت المفاجأة بوجود الصحف في السوق (الأمناء/الأيام/عدن الغد) ، وتحدث للأمناء البائع سيف محمد سيف،  وقال إن الصحف تصل المدينة يومياً مع الساعة 10 صباحاً إلى طورالباحة، وهناك إقبال على الشراء؛ بل ان البعض يحجز الصحف مقدماً.

 

خلية نحل بلا سلاح :

 

من زاوية أخرى وجدنا طاقم مستشفى طورالباحة كخيلة نحل يقدم خدماته للمرضى ويتميز بخلو المواطنين من حمل السلاح،  بعكس ماكان موجوداً في السابق، مما ساعد ذلك في تحسن مستوى الخدمات الصحية والطبية بالمستشفى.

 

إنهاء الثأرات والتقطعات :

 

وفي مبنى المديرية الذي يطل على المديرية تحدث لوسائل الإعلام المدير العام الأستاذ عفيف الجعفري، مرحباً بالوفد الإعلامي شارحاً بإيجاز منجزات ونجاحات الحملة والتي من أبرزها إنهاء الثارات والتقطعات، وتمكين قيادة السلطة المحلية بالعمل بإريحية تامة لتنفيذ الخطط والمشاريع الاستثمارية، مشيراً أن إجمالي تلك المشاريع يتجاوز المليار ريال، ومنها تمويل محلي وجزء بدعم المنظمات والمؤسسات والصندوق الاجتماعي، وافتخر الجعفري بنجاح السلطة في تحسن الخدمات الأساسية في التعليم والصحة والزراعة والري، والمياه باعتماد حفر حوالي 30 بئراً لمياه الشرب بدعم الندوة العالمية، وكذا تنفيذ مشروع الصرف الصحي بتمويل محلي بمبلغ ربع مليار ريال، منوهاً بوجود مشاريع تنموية قادمة سوف تشهدها المديرية على طريق البناء والتنمية، وداعياً بقية المنظمات بالتدخل في المديرية كونها مستقرة أمنياً ونظراً لحاجة المواطنين بالحصول على المساعدات المختلفة، معبراً عن شكره وتقديره ونيابة عن السلطة المحلية ومواطني المديرية إلى الفريق الركن محمود الصبيحي، واللواء ركن احمد تركي، والعميد حمدي شكري، وثمن الجعفري إسناد المجلس الرئاسي بدفع مبالغ الدية عبر القضاء في بعض قضايا الثار.

 

 إنهاء الثارات :

 

وتحدث الشيخ عصام الجليدي رئيس لجنة الثأرات بالمديرية عن المنجز العظيم الذي حققه أبناء الصبيحة في جميع مناطقهم، بإعلان وثيقة ميثاق الشرف والعهد بإنهاء ظاهرة الثأر وإلى الأبد، مشيراً بوجود بعض القضايا التي يتم النظر فيها وفقاً لجدول معد بها بالتنسيق مع قيادة الحملة والمحافظة.

 

زواج بلا سلاح :

 

كما صادف نزول " الأمناء " مع الفريق الإعلامي وجود أفراح مع الشيخ عادل العطوي وهو أحد المشائخ البارزين بالصبيحة، وبالرغم من وجود الاحتفال خارج المدينة، إلّا ان الحفل تميز بخلوه من حمل مختلف انواع السلاح، في بادرة طيبة تؤكد فعلاً أن طور الباحة تتجه حقاً نحو المدنية الحضارية برقي مواطنيها بالأخلاق والوعي المنير ، وهذا الأمر يؤكد أن الحملة الأمنية استطاعت تحقيق المنجزات والنجاحات بتقدير عال بخلو جميع مناطق الصبيحة من مظاهر حمل السلاح جذرياً خلال قادم الأيام.

 

 

إشادات بالحملة :

 

وتحدث خلال الزيارة العديد من الأخوة عن النجاحات والمنجزات التي حققتها الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري وبقية القيادات المشاركة بالحملة، معتبرين قائد الحملة جاء بما لم يستطيع ان يفعله الأوائل منذ سنوات في الصبيحة، من حيث منع حمل السلاح داخل المدينة وإنهاء ظاهرة الثارات جذرياً، فقد تحدث الشيخ عادل العطوي شيخ مشائخ العطويين ونائبه عبده هواش، والشيخ امين مقبل شيخ منطقة المعامية، والشيخ رداد الصماتي، والشيخ سليمان العطري،  والأستاذ عبدالباسط المصفري رئيس مؤسسة بصمة أمل بلحج،  وآخرون لا يتسع حيز هذا التقرير ذكرهم بالكامل ونلتمس منهم العفو والمعذرة .