"الأمناء" تسلط الأضواء على مستنقع الموت بحوطة لحج
الأمناء / تقرير / عبدالقوي العزيبي:

معضلة صحية وبيئية مزمنة أوقف الجهاز المركزي وضع الحلول والمعالجات لها

المهندس مفتاح : الجهاز المركزي أوقف تدخل سلطة لحج في تنفيذ المرحلة الأخيرة لمشروع مستنقع العدني

مواطنون : جميع عمال وموظفي صندوق النظافة من حارة العدني كمثل نجار باب بيته مخلوع

الكرة على طاولة المحافظ التركي لإنهاء معضلة مستنقع الموت بحوطة لحج ؟

 

 

تعتبر النظافة من الأيمان إلّا أن النظافة لا توجد في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج باستثناء بعض الأماكن التي يخاف سكانها الله ، ويعملون على نظافة مناطقهم في ظل عجز السلطة عن القيام بمهام عملها في النظافة والتحسين، بالرغم من وجود صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة الذي يمتلك أموالاً ضخمة من أجل النظافة، ومع ذلك تجد أن النظافة شبه معدومة في الشارع الرئيسي ، وعلى الطرقات العامة ، وأما بداخل معظم الحارات بالمدينة تجدها صفراً على الشمال .

 

حارة العدني :

 

وفي حارة العدني الواقعة بالقرب من مباني المشروع الليبي بالحوطة والتي يسكنها فئة من المهمشين أن صح التعبير ، وتشاهد منازلهم مطلة على حفرة في باطن الأرض عمقها يتجاوز 3 أمتار ، وقد تحولت إلى مستنقع كبير من مخلفات مياه الصرف الصحي تختلط به مختلف أنواع القمامة في منظر بيئي مقرف جداً ، وربما يعد هذا المكان نواة انتشار مختلف أنواع الأمراض والأوبئة في قلب مدينة الحوطة.

" الأمناء " زارت منطقة العدني بعد استلام اتصالات بالنزول، وتسليط الأضواء على هذه المشكلة المزمنة لوضع حلول ومعالجات حاسمة لها سواء من سلطة المحافظة أو بتدخل المنظمات المحلية والدولية.

 

مصدر النظافة :

 

وتعتبر حارة العدني هي مصدر عمال صندوق النظافة بلحج، فجميع العمال منها، ومع ذلك حالهم اليوم أشبه بالمثل القائل :" نجار وباب بيته مخلوع" ، حيث يعملون على نظافة الحوطة وتبن، ومع ذلك تحاصرهم مع منازلهم وأطفالهم الحفرة مع المستنقع ولسنوات عديدة مضت .

 

 خطر قاتل :

 

المواطن لطفي عبدالحميد، تحدث للأمناء وقال :" إن الحفرة كانت في السابق عبارة عن مزرعة صغيرة فيها أشجار الفل والكادي وبعض الفواكه التابعة للمواطن علي مقبل، وكانت آنذاك الأمور طيبة، وبعد ذلك قامت سلطة المديرية بشراء الأرضية ، ومن هنا بدأت الأزمة وتحول أرضية الحفرة إلى مستنقع لمياه الصرف الصحي والقمامة " .

 

شكوى للمحافظ :

 

وتابع لطفي :" نحن نشكو من هذا الوضع كون المستنقع يهدد سلامة الناس، نظراً لانتشار الأمراض والبعوض والذباب والحشرات الضارة وانبعاث الروائح الكريهة، وأيضاً تشكل الحفرة خطراً كبيراً على المواطنين، حيث سقط بداخلها قبل فترة مواطن وكان الله لطيف به فنجاه الله من موت محقق" .

وأضاف :" لقد قمنا صباح الخميس الماضي مع عدد من مواطني الحارة بتوقيع شكوى للمحافظ بخصوص هذا المستنقع والذهاب لمبنى المحافظة ، ولكن لم نتمكن من مقابلة المحافظ أو الرد على الشكوى".

 

المحافظ والمستنقع :

 

ولقد سبق أن أوضح المحافظ التركي بالرد على بعض الإخوة بالوتساب بخصوص هذه المستنقع عن مدى اهتمام السلطة بوضع حلول ومعالجات لها ، وكذا بوجود مخصص مالي معتمد لاستكمال المشروع الذي توقف مؤقتاً.

 

مفتاح الحلول :

 

المهندس عادل احمد علي مفتاح، مدير المشاريع بالمجلس المحلي مديرية الحوطة، رئيس قسم التراخيص والبناء بمكتب الأشغال العامة والطرق الحوطة بلحج، أوضح لـ "الأمناء"  :"تفاصيل هذه المشكلة المزمنة على اعتبار انها منذ تأسيس المجالس المحلية ، وهي نصب أعين السلطة لما يعانيه المواطنون والساكنون حولها وجوارها، وحتى المارة من مشاكل صحية وبيئية عديدة نتيجة تجمع مياه الأمطار بداخلها ، وكذا المياه الآسنة من الصرف الصحي لجزء من منطقة المهمشين والتي تقع منازلهم تحت مستوى شبكات الصرف الصحي المحيط بالمنطقة ذاتها، وكذا بعض من منازل حارة قيصى والتي لا زالت إلى يومنا هذا تصب مياهها الآسنة في هذه الحفرة " .

 

معضلة بيئية :

ويرى مفتاح أن الحفرة ومستنقعا (العدني/ قيصى) في الحقيقة تعتبران معضلة ومشكلة بيئية منذ عشرات السنين ، وحاولت المجالس المحلية وكلفت مهندسين عديدين لعمل حلول لهذه المشكلة، حيث توحد رأي المهندسين بضرورة إنشاء مركز تجميع وإعادة ضخ للمياه الآسنة من الحفرة، مما يعني إقامة خزانات تجميع وتمديدات مواسير في الحفرة، إلّا أنه رفضها ملاك الحفرة حينها رفضاً تاماً ، ولهذا تجمدت الفكرة والمشروع لسنوات في ظل تزايد شكاوى المواطنين المستمرة نظراً للمعاناة اليومية التي أرقت مضاجعهم بسبب هذه المشكلة .

 

شراء الأرضية :

وأشار المهندس مفتاح إلى انها ظهرت فكرة تبناها في حينها منصور ظافر مع وجود المهندس عيدروس الصعو بفترة رئيس المجلس المحلي في الحوطة، محمد علي محسن، رحمة الله عليه الواسعة، الذي جاهد كثيراً لوضع الدراسات والحلول لهذه المشكلة، وضرورة شراء الحفرة كلها لاسيما ان الملاك قد يأسوا من العمل بداخلها نتيجة تزايد كميات المياه الآسنة ، وعلى الرغم من معارضة البعض في المجلس المحلي بالحوطة إلا ان الأمر استقر على ضرورة الشراء بمبلغ 5 مليون ريال تمويل المجلس المحلي في الحوطة .

 

البحث عن أرضية :

 

واضاف مفتاح :" لقد بدأ المجلس المحلي في المرحلة الأولى وبعد ما يقارب العامين لتنفيذ مشروع تمديدات الصرف الصحي للمنطقة تحت مستوى شبكة الصرف الصحي على ان تصب في الحفرة، ونتيجة الأحداث الأخيرة توقف عمل المشروع لسنوات، وأعيد النظر في المشروع إلى الواجهة وبقوة أثناء فترة عمل انيس العجيلي رئيس المجلس المحلي بالحوطة بعد حرب 2015، بقيامه بعرض الأشكال على أحد المنظمات والتي ابدت استعدادها لتمويل جزء من المشروع فقط من خلال تدخل منظمة البحث عن أرضية مشتركة التي مولت المرحلة الثانية من المشروع بمبلغ تقريباً 1200دولار قبل حوالي خمس إلى أربع سنوات من الآن ، وإنشاء خزانين علوي مسلح واخر في الحفرة خلال هذه الفترة ، وأيضاً تنفيذ تمديدات المواسير بينهما ".

 

الجهاز يوقف المشروع:

وأكد مفتاح على اهتمامه بالمشروع واستعراضه مع رئيس المجلس المحلي للحوطة، سامي الجبلي، الذي رحب وأبدى استعداه بتمويل المرحلة الثالثة والنهائية من المشروع باعتماد إدراج المشروع لهذا العام، إلّا أنه للأسف نتفاجئ بصدور تقرير عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لهذا العام ، حيث جاء في التوصيات على المجلس المحلي بالحوطة الاتجاه نحو المشاريع الأخرى ، وعدم تمويل مشاريع الصرف الصحي ، بالرغم ان  التوسع العمراني كبير بالحوطة، ويتطلب بنية تحتية ولكن الجهاز منع التدخل، علماً ان الجهاز المركزي لا يملك الحق القانوني في توجيه أعضاء المجلس لاختياراته في انتقاء المشاريع الهامة للمديرية وبصفتي مهندساً اعتبر تلك التوصيات بائسة .

 

مكونات المشروع :

 

وكشف المهندس مفتاح عن مكونات المرحلة الثالثة لمشروع الصرف الصحي للحفرة ومنها  توريد وتركيب دينمة شفط مع غرفة صغيرة، وتوريد وتركيب منظومة شمسية للتزود بالكهرباء أو الربط الكهربائي من الشبكة العامة، وتنفيذ ثلاث غرف تفتيش، وعمل تمديدات بما يعادل 80 متر طولي للمواسير مع ربط الخزانات الجامعة للمياه والمصرفة له، وتتمثل بإعادة إصلاح وترميم بعض الأجزاء التي تم تنفيذها سابقاً بما يعادل 20 % من قيمة المشروع، وتقدر التكلفة حوالي 25 مليون ريال، بالإضافة إلى تكلفة الترميمات المطلوبة، وتقدر بمبلغ من 10 إلى 15 مليون ريال .

 

دور مفقود :

 

من خلال سرد المهندس مفتاح نجد أن كل من مؤسسة المياه والصرف الصحي بلحج ، وكذا فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بلحج لا يوجد لهما أي دور ملموس في وضع الحلول لهذه المعضلة المزمنة .

 

قضية رأي عام :

وشهدت قبل فترة منصات التواصل تفاعلاً إيجابياً مع هذه المشكلة من خلال قيام الناشط الحقوقي ابو مالك الشلن بالنشر لمقطع فيديو عن المستنقع، إلّا أن السلطة ربما للآن عاجز عن وضع الحلول السليمة ، وإنهاء هذه المشكلة جذرياً واستمرارية بقاء هذا الوضع مزرياً في ظل سلطة تتفاخر بشعار البناء والتنمية في المحافظة.

فهل يستطيع المحافظ التركي على إنهاء هذه المعضلة بشكل تام كي يخلد بالتاريخ كمحافظ حافظ على مبدأ النظافة من الإيمان في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة. ؟

متعلقات
مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بالضالع يعقد إجتماعه الدوري الخامس للعام 2024م
بالشراكة مع مؤسسة رنين .. مؤسسة إنسجام للتنمية تدشن مشروع صانع أثر 3 في العاصمة عدن
العقيد العبادي: نقدم أفضل الخدمات للمواطن وننجز معاملة اثبات الهوية بطريقة سلسة وسريعة
رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة وقيادات نسوية يختتمن زيارة هامة الى لندن بدعم ملكي بريطاني وبمشاركة الحكومة اليمنية
تنفيذية انتقالي سيئون تعقد اجتماعها الدوري لشهر نوفمبر