ما مدى خطورة التحذير الأمريكي الأخير من هجمات إرهابية في اليمن؟
الأمناء/أشرف خليفة - إرم نيوز

 

قلل باحثون سياسيون وخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة في اليمن، من تداعيات التحذيرات الأمريكية الأخيرة من وقوع هجمات إرهابية في اليمن، معتبرين أن التحذير جاء "لأغراض سياسية".

وتوقعت واشنطن، عبر بيان للخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، حدوث هجمات إرهابية في عدد من المحافظات اليمنية، تندرج ضمن مخططات سيتبنى تنفيذها كل من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، محذّرةً رعاياها من السفر إلى اليمن.

حول ذلك، يرى الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة سعيد الجمحي، أن البيان الأمريكي "لا يحمل في طياته أي جديد، ولا يخرج عن كونه بيانًا توصيفيًّا، يصف الواقع اليمني، من تدهور الأوضاع وضعف وهشاشة البنية الأساسية، وهذا الأمر لا يخفى على أحد".

ولم يستبعد الجمحي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن البيان جاء في الوقت الراهن، بهدف تحقيق أغراض سياسية، إذ قال: "أعتقد أن البيان جاء لأغراض سياسية، كونه ليس على منوال البيانات التحذيرية السابقة، التي دأبت واشنطن على إصدارها".

وأوضح الجمحي بأن "أمريكا عندما كانت حاضرة في اليمن، ظلت يدها طليقة دون حسيب أو رقيب في ما يخص الجماعات الإرهابية، ولكن طوال عقدين تقريبًا من الزمن أو أكثر، لم تستطع أن تُحقق نجاحًا حقيقيًّا، سواء على مستوى عملياتها ضد القاعدة وداعش، أو من خلال دعمها لليمن في هذا الشأن حول قضايا الإرهاب".

وتساءل الجمحي: "متى ينجح الأمريكيون في حربهم على الإرهاب؟"، ورأى أن هذا سيتحقق "إذا وصل هذا الإرهاب إلى أراضيهم"، مسترسلاً: "أما خارج أمريكا في تقديري، فإنهم يتعاملون مع الإرهاب بمعيار مصالحهم فقط".

وأكد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة "تراجع العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة الإرهابي، مقارنة بالسابق، إذ باتت ضئيلة ومحدودة، وهي عمليات أشبه بإثبات وجود بأنهم ما زالوا موجودين".

وفنّد الجمحي البيان الأمريكي، مشيرًا إلى أن "المحافظات التي ذكرها الأمريكيون في بيانهم، وهي البيضاء وشبوة وأبين المتاخمة لبعضها بعضًا، تشهد بالفعل وجودًا لعناصر التنظيم، وما زالت تعد ضمن دائرة المناطق التي يصدر منها أعمال قلق".

وذكر أن "عناصر التنظيم دائمًا ما تلجأ إلى هذه المناطق للاختباء في مواقعها الوعرة، وهذا ما يجعل البيان الأمريكي فارغًا من أي جديد".

وأكد الجمحي أنه "ليس هناك أي دلائل تشير إلى إمكانية عودة عمليات القاعدة إلى سابق عهدها، فتنظيم القاعدة يعاني خللًا وقصورًا في إمكانياته البشرية والمادية".

وتابع: "أما بالنسبة لداعش، فهو يكاد يكون اختفى في الواقع اليمني، وليس له أي عمليات مباشرة، ولم يعد له سوى فلول متعاطفة ليس إلا".

من جهته، يقول الباحث السياسي طاهر بازياد إنه "رغم أن التحذير مبالغ فيه، فإن وجود ميليشيا انقلبت على الدولة، هي وسيلة لتوفير الغطاء لوُجود فصائل أخرى إرهابية تمارس عملياتها، وهذا قد ينذر بزيادة عمليات إرهابية واشتعال الجبهات في أبين والضالع والبيضاء وشبوة ومأرب".

ويشير بازياد، في إطار حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه المخاوف أتت بعد تقارير تكشف ضلوع القاعدة في عمليات مشتركة مع الحوثيين، وهذه العمليات كانت الأخطر من نوعها، وتؤكد التعاون المشترك فيما بينهما".

ورأى أن "كلتا الجماعتين صناعة دولية هدفها إثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار".

وعبر بازياد عن اعتقاده بأن "الكشف عن مخطط إرهابي في هذا التوقيت، له دلالة للضغط على الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، للتراجع عن القرارات الأخيرة، لا سيما المتخذة من قبل البنك المركزي في عدن".

وأضاف أن هذا يأتي أيضًا "لخلط الأوراق، خصوصًا أن مجلس القيادة الرئاسي ودول الخليج مستمرة في الحراك الدبلوماسي للبدء في عملية سلام، ومحاولة إنقاذ ما تبقى من الدمار الذي خلفته الحرب".

وشدّد بازياد، في سياق حديثه، على أنه: "لا يمكن القبول بأن يبقى إرهاب القاعدة وداعش في اليمن، ولنا في تحرير ساحل حضرموت من حكم القاعدة في شهر أبريل/نيسان من العام 2016 أكبر مثال، وأيضًا لنا في تحرير عدن من ميليشيا الحوثي في صيف 2015 مثال آخر".

 

متعلقات
بتنسيق أمريكي..  الأمم المتحدة تسعى لتجاوز قرارات البنك المركزي اليمني وإدخال العملات الصعبة إلى مناطق الحوثيين
انتقالي أبين يشيد بنجاح الوقفة التضامنية لأبناء المنطقة الوسطى مع قبيلة الجعادنة
كروس: كريستيانو ساعدني.. وهكذا أرى لمسة يد كوكوريلا
فريق الحوار الوطني الجنوبي يؤكد استمرار التواصل وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية
معلّمو عدن يشتكون من تأخير صرف رواتب يونيو في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة