لحج العمق الاستراتيجي الثوري للجنوب تُخلق ذلك النمط كميزة عبر تفاعلات المراحل في أحداث التاريخ ،لتشكل مخزون بشري يمتاز بسلوكيات فريدة يحبذ الآباء والنزعة للثورة والتمرد على الظلم بكافة اشكاله وتلك السمة تتطور بمرور الزمان، وفي 2007م تجلت تلك الميزة في لحج لتأخذ على عاتقها رفض الاحتلال اليمني وتقاطر إليها الاحرار من كافة ربوع الجنوب لتكون لحج بداية الانطلاقة وواجهة بناء المستقبل وهكذا توالت التجارب الثورية منذ ستينيات القرن الماضي.
اليوم تمارس لحج دورها المعهود على مختلف الأصعدة لترسم لوحة العمل الوطني من خلال المظلة السياسية للجنوب والمتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي كتجربة حديثة العهد في مضمار العمل السياسي التحرري ومنذ تشكيل المجلس الانتقالي في 2017م كتجربة رافقتها هشاشة تنظيمية وغيرها ولكن القيادة السياسية لم تألوا جهدا في الإصلاح وأحداث التغير والبناء ومؤخرا منذ تعيين المناضل الاستاذ /وضاح الحالمي رئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة والذي يعد قرارا صائبا من قبل الرئيس /عيدروس الزُبيدي بشهادة كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي حيث أستطاع الشاب أحداث تغير جوهري في عمل المجلس وعلاقته بمختلف المكونات والتكوينات الاجتماعية داخل المحافظة ومن بين النجاحات الاطلاع على هموم المواطنين وقضاياهم وحلها من خلال اللقاءات العامة وكذلك فتح للناس مكتبة في مقر المجلس ورسم بعقلية السياسي المرن فكرة الانفتاح مع السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الاجتماعية والسياسية كتجربة لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في خطوة غير مسبوقة في الجنوب شكلت نقلة نوعية في العمل السياسي وترجمة للميثاق الوطني الجنوبي.
أن ابتكار الاساليب النضالية الخلاقة تعد انجازا ولهذا فالتوجهات التي يبديها المجلس الانتقالي ومن بينها ايكال المهمة للجيل الشاب المتسلح بالوعي والنشاط والنضوج الفكري ذات أهمية وهذا النموذج سيحدث نتائج إيجابية على المدى القريب والبعيد للمخطط الاستراتيجي وفي لحج ظهرت كثير من النتائج التي يمكن البناء عليها من قبل الجميع ومساعدتها كخيار يخدم مصلحة الجميع.
أن نهج المجلس الانتقالي في لحج يتسم بالمرونة السياسية وشكلت تحركات رئيس المجلس إضافة مميزة تخدم المشروع الوطني وعملية التحديث والتغير جارية ومنها تحديث الهيكل التنظيمي لبنية المجلس في المحافظة سيكون لها مردود إيجابي لاسيما أنها مطلب شعبي وضرورة مرحلية في أطار عملية البناء التنظيمي القادر على الصمود في وجه التحديات ويمتلك الخبرة والكفاءة في تحصين المجتمع من الاختراقات وحمل مشاكلهم وإيجاد الحلول لها بحدود الامكانيات المتاحة.
أن المجلس الانتقالي في لحج على معرفة وأدراك تام بمتطلبات المرحلة وكذلك بالصعوبات والمعوقات التي تعترض العمل السياسي ولكن يمتلك الأدوات اللازمة لحلها والبعض الأخر تحديدها حتى تتوفر البيئة المناسبة والعوامل الموضوعية اللازمة للحل مع عدم أغفال التطلع الدائم لإيجاد توازن حقيقي في مضمار العملية السياسية من خلال التوافقات الوطنية في أطار المحافظة وبما يتوافق مع المشروع الوطني الجنوبي.
أبناء لحج ومحروسته يتطلعون إلى الكثير من العمل لتحقيق المأمول وأحداث التغير المنشود والمهمة لا يتحملها رئيس المجلس بل الجميع لتهيئة المناخ لبناء منظومة متكاملة تحقق تطلعات أبناء المحافظة وتحقيق أحلامهم وعملية البناء جارية اليوم وبحاجة لمزيدا" من الجهد والتنسيق مع السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية من جهة والمكونات الاجتماعية والتنظيمات السياسية من جهة أخرى وبالتالي سيكون الأثر ملموس في المستقبل.
يمتلك الاستاذ /وضاح الحالمي عقلية ناضجة وأفكار وطنية تؤهله للعب دورا مميزا سواء في المحافظة أوفي مواقع أخرى في مؤسسات المجلس العليا أو مؤسسات الدولة لماله من خبرة عملية وكفاءة ومن خالط الرجل في مسيرة الحياة سيدرك مدى القدرات التي يمتلكها الشاب والتي تحقق نجاحا يلبي تطلعات الناس .
ذات يوم كنت في نقاش مع الشاب نتبادل فيه الهموم الوطنية طرح عني فكرة في غاية الأهمية وتتمثل في بناء مدرسة متكاملة في عاصمة المحافظة كمدرسة نموذجية يلتحق فيها الطلاب الاذكياء من كل مدارس المحافظة على أن يتوفر لها طاقم إداري وتعليمي من مختلف التخصصات من ذوي الكفاءة العلمية وكذلك توفير كافة المتطلبات والمستلزمات العلمية وبالتالي أن فكرة كهذه تستحق التفكير بها وتحقيقها وتعد مشروع مستقبلي ذات أهمية للإنسان كمحور لأي مشروع وطني فالشاب يمتلك الكثير من الأفكار والرؤى التي تخدم الأجيال حاضرا" ومستقبلا".
أن الوضع الاقتصادي الصعب خلق تذمرا في الوسط الشعبي وخلق كثير من الارهاصات التي تلقي بضلالها وتعيق تحقيق كثير من الآمال والتطلعات الوطنية ليس في لحج بل في عموم الجنوب والوطن بشكل عام.