شهدت العاصمة عدن اليوم الإثنين، فعالية تأبينية الفقيد الدكتور اللواء الركن عبدالله احمد بن احمد الحالمي، والتي أقيمت تحت شعار "أسطورة نضال.. وتاريخ وطن"، برعاية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

وافتتحت الفعالية التي حضرها عدداً من أعضاء هيئة الرئاسة، ورؤساء الهيئات المساعدة، ووزراء في حكومة المناصفة وعدد من قيادات المجلس والسلطة المحلية في محافظات عدن ولحج وأبين، وقيادات عسكرية وأمنية وجمع غفير من المواطنين، بآيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني الجنوبي، تلاها وقوف الحاضرين حداداً لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد وعلى أرواح شهداء الجنوب.

والقى الأستاذ عبدالناصر الجعري عضو هيئة الرئاسة كلمة عن المجلس الانتقالي الجنوبي عبر فيها عن عميق حزنه وأسفه لفقدان الجنوب لرمز من رموزه النضالية حيث كان الفقيد نموذجًا يُحتذى به في التضحية والإخلاص، مشيداً بمسيرة الفقيد الحافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الجنوب والدفاع عن القيم والمبادئ التي آمن بها.

واشار الجعري في كلمته إلى أن الفقيد كان رمزاً للإنسانية والتفاني في خدمة الآخرين فقد عمل بجد واجتهاد في سبيل خدمة قضية شعب الجنوب وقام بتشكيل اول موقع ومنتدى صوت الجنوب الذي كان بمثابة أول موقع يفضح ممارسات الاحتلال والهيمنة على الجنوب، وفي السابع من يوليو 2004 تم إشهار كيان سياسي جنوبي أطلق عليه "التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج"، حيث كان هذا العمل نتاج لقاءات عديدة من الجنوبيين وكان الفقيد هو حلقة الوصل بين الكل وكان حريصاً على انطلاقة.

وأكد الجعري في كلمته على أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل متمسكاً بنهج الفقيد ومبادئه في الدفاع عن القضية الجنوبية، وسيظل حيًّا في ذاكرة الوطن بفضل تاريخه الحافل بالعطاء والمواقف البطولية.

من جانبه اشار نجل الفقيد نائف الحالمي خلال كلمته التي ألقاها على أن والده مثل نموذج الإصرار والتحدي والمواجهة والتضحية في كل الميادين والمراحل وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة الأجيال كمنارة تضيء الطريق نحو استقلال الجنوب، متقدما شكرة للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على وقوفه إلى جانب أسرة الفقيد ورعايته حفل التأبين، كما تقدم بالشكر لكل من ساهم وكانت له بصمة في إنجاح هذا الحفل.

وقال نجل الفقيد نائف عبدالله أحمد الحالمي : " هناك مواقف تتوقف عندها همسات الهواجس والخواطر عاجزة عن التعبير، والتي عشناها برحيل أعز وأغلى ما لدينا في الوجود فقيدنا والوطن والثورة والتحرير والاستقلال واستعادة الدولة ورائد الرؤية والتطلع والمعرفة والقيم والمبادئ والأمل ومصدر بريقه وهنا  كيف للأيام أن تستطيع أن تمحي من الأعماق رحيل احد عظماء التاريخ المحارب بقوة الحق وهو القديم والحي في الجديد والمحفز على مغامرة اقتحام دروب المستقبل الآتي بكل جراءة وشجاعة وبطولة الكامنة في عقله وروحه شيء رئيس من روح الوطن الجديد ".

وأضاف : " لقد مثل والدنا الراحل نموذج الإصرار والتحدي والمواجهة والتضحية في كل الميادين والمراحل ، صنع تاريخا في وقت ساد فيه الاحباط والتذمر وفي مراحل نضاله كبطل الثورتين وقدم أول رؤية سياسية ثاقبة بعد وصوله جدة بعد حرب 94م لتحويل الهزيمة إلى نصر عارضا اياها على القيادات الجنوبية المختلفة في دول التواجد المختلفة ، ولم يجد التجاوب حينها وفي ترحاله إلى سوريا ، تبلورت القناعة التامة لديه بأن الوحدة بالقوة هي احتلال مصيرها الفشل وافرغت من محتواها وحاول بشتى الطرق نظام صنعاء طمس الهوية الجنوبية الخالدة لأجل من صاغ مسودة وثائق الرافعة السياسية لتحرير الجنوب (التجمع الديمقراطي الجنوبي) وكانت لفكرته هذه الانتصار بعد وصوله لندن 2001م، تكللت بالتأسيس والاشهار والقيادة 2003-2004م " .

وألقيت في الفعالية كلمة لرفاق الفقيد تطرق فيها الدكتور عواس الفروي إلى المسيرة النضالية الشاقة والطويلة التي جمعته بالفقيد ودوره البارز الذي مثل منعطفًا تاريخيًا جسدت في إطلاق الشرارة الأولى لقيام الثورة الجنوبية في وجه الاحتلال اليمني، مضيفا في كلمته: "نم قرير فقيدنا الحبيب فالوطن في ايادي أمينة تحت قيادة المجلس الانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي"، معاهدا الفقيد على السير على الدرب حتى تحرير اخر شبر من أرض الجنوب.

وشهدت الفعالية عرض فيلم وثائقي تناول أبرز محطات حياة الفقيد وإنجازاته، إضافة إلى تقديم عدد من القصائد الشعرية أبرزها للشاعر أبو حمدي والشاعر مطيع المردعي عبرت دميعها عن الحزن العميق لفقدانه والتقدير الكبير لما قدمه من جهود وإسهامات.

وفي الختام، تم تكريم أسرة الفقيد بدرعي الوفاء مقدما من المجلس الانتقالي الجنوبي ومن رفقاء الفقيد،  تقديرًا وعرفاناً بإسهاماته الكبيرة في خدمة القضية الجنوبية، وتأكيدا على أن ذكراه ستظل خالدة في قلوب أبناء الجنوب