انتقد محللون يمنيون ما وصفوه بـ"التهويل" الأمريكي لقدرات ميليشيا الحوثي، متهمين واشنطن بـ"التلكؤ" في مواجهة الميليشيا ومحاولة استغلال الموقف لـ"ابتزاز" دول في المنطقة.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة ضابط عسكري أمريكي رفيع يقود إحدى المدمرات الحربية في البحر الأحمر، في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية، مستعرضًا قدرات ميليشيا الحوثي والخطر الذي تُشكّله هجماتها.
ومن التصريحات التي أدلى بها قبطان المدمّرة الأمريكية USS Carney جيريمي روبرتسون، في المقابلة التي نُشرت الأحد الماضي، قوله إن "القوات البحرية الأمريكية لم تخض حربًا كتلك التي تخوضها مع الحوثيين في البحر الأحمر، منذ الحرب العالمية الثانية".
قالب دعائي وتسويقي
وحول ذلك قال رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام في اليمن حسين الصوفي، إن "هناك سياسة ممنهجة تتخذها الولايات المتحدة في موضوع الهجمات الحوثية، تظهر في قالب دعائي وتسويقي".
وأوضح الصوفي لـ"إرم نيوز": "يتعمد الإعلام الأمريكي تضخيم الميليشيا الحوثية، وتقديمها كقوة مؤثرة، تحظى بنفوذ وتمتلك قدرات وإمكانيات، أعجزت القوة العظمى وقدراتها العسكرية والتكنولوجية الأضخم".
وتابع بالقول "نستطيع استنتاج أن مصلحة أمريكا تقتضي استخدام هذه الدعاية، من أجل ابتزاز دول في المنطقة".
ورغم بدء شن ضربات أمريكية ضد ميليشيا الحوثي، منذ منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن ميليشيا الحوثي ما زالت تشن هجمات على الملاحة في البحر الأحمر.
علاوة على ذلك، تعلن الميليشيا عن أسلحة جديدة ومتطورة تدخل حيز الاستخدام ضمن آلياتها العسكرية لاستهداف السفن والبواخر.
ومن ذلك إعلان الميليشيا عن زورق حربي أطلقت عليه اسم "طوفان المدمر"، معدّدة خصائصه، ومستعرضة في مقطع مرئي أداءه وقدراته.
وأعرب يمنيون عن استغرابهم كون الجيش الأمريكي "الأقوى في العالم" لم ينجح حتى الآن في تحجيم قوة ميليشيا مسلحة، ولم يمنعها من تعزيز قواتها وقدراتها العسكرية.
قرارات صورية
في هذا السياق، يقول الصحفي والمحلل السياسي اليمني راجي عمار "تتعامل أمريكا مع الحوثيين باتخاذ قرارات صورية أشبه ما تكون بمسرحية هزلية لا تتجاوز الشجب والتنديد"، وفق وصفه.
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز":" المعطيات لا تخفي تماهي أمريكا مع ميليشيات الحوثي وتغطية جرائمها، بل من المؤكد أن الحوثيين لا يمتلكون الجرأة على اتخاذ قرارات كهذه، مثل: اعتداءاتهم على السفن وتهديد الملاحة الدولية، ما لم يكن لديهم ضوء أخضر من خلف الستار بإيعاز من إيران وبدعم أمريكي خفي، بحسب اعتقاده.
وأكد أن هذه المخططات "تصب في مصلحة أطماع دولية بشكل عام، وقد تصب في مصلحة إسرائيل بشكل خاص".
وتساءل عمار "كيف يستطيع الحوثيون تطوير أسلحة حربية وصواريخ، وليس لديهم مركز بحثي واحد في مناطقهم".
واشنطن غير جادة
وأكد وجود "فرق إيرانية ولبنانية في صنعاء تقوم بتحديث وتطوير الأسلحة والصواريخ والمسيرات، إضافة إلى الأسلحة المهربة التي تصل تباعًا عن طريق البحر والبر من إيران".
ورأى عمار أن واشنطن "غير جادة" في نية القضاء على ميليشيا الحوثي، متهمًا إياها بأنها "داعمة وموجهة لتحركات الميليشيا بدعم لا محدود"، وفق قوله.
وختم عمار حديثه بالقول إن ما يجري "مسرحيات مخطط لها بدقة متناهية، للوصول لأهداف خطيرة ضد المنطقة برمتها"، مؤكدًا أن "ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، هي الأداة المنفذة".