قدمنا تسهيلات كثيرة للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين
لهذه الأسباب تحملت اليمنية نفقات تشغيل الرحلات من صنعاء إلى جدة
ما قامت به المليشيات قرصنة وعمل إرهابي غير قانوني
نحن على استعداد لنقل الحجاج العالقين إذا تحقق هذا الأمر
مليشيات الحوثي سطت على أكثر من 125 مليون دولار
الأمناء / "سكاي نيوز عربية"
عبر "عبدالسلام حُميد" وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عن إدانتهم في الحكومة والمجلس الرئاسي الشديدة لإقدام الحوثيين على اختطاف 4 طائرات على اعتبار أنه عمل إرهابي، في الوقت الذي قدّمت فيه شركة الطيران اليمنية وقيادة الوزارة ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة كثيرا من التسهيلات بالنسبة للمواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
وأفاد حُميد في لقاء خاص لـ"سكاي نيوز عربية" إنه تم تحديد رحلات بين مطاري صنعاء والأردن وفقاً للهدنة في إبريل 2022، ومؤخراً وافقت السلطات اليمنية العليا في نقل نحو 8400 حاج من مطار صنعاء إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ضمن 100 إلى 120 رحلة جوية.
شعائر دينية والتزام أخلاقي
وأوضح حُميد إن النفقات التشغيلية لهذه الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار جدة تحملتها قيادة شركة طيران اليمنية في عدن، انطلاقاً من أن نقل الحجاج إلى بيت الله في مكة تعد عملية إنسانية والتزام أخلاقي وديني؛ مشددا على أنهم تفاجؤوا بما أقدمت عليه المليشيات الحوثية الإرهابية من اختطاف للطائرات، وعدم السماح لها بالإقلاع في موقف انتهازي، على الرغم من أنه لايزال هناك عدد من الحجاج يصل عددهم إلى 1300 تقريباً عالقون في المملكة من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات، مؤكدا أن المشكلة لا تزال حتى الآن قائمة، ولا يوجد أي مبرر لها، خاصة أن مجال الطيران الجوي له قوانينه الدولية وكل ما قاموا به، يتناقض ويتنافى تماماً مع القوانين الدولية ومع منظمة الطيران الدولي ومع أيضاً معاهدات النقل الجوي.
قرصنة وعمل إرهابي
ووصف الوزير اليمني ما قامت به المليشيات الحوثية ليلة 24 يونيو بالقرصنة والعمل الإرهابي، كما تطرق إلى بيان مجلس القيادة الرئاسي في الاجتماع الاستثنائي، الذي وصف العملية بالعملية إرهابية متكاملة الأركان ونحن حقيقةً بقدر ما ندين الأمر أيضاً نطالب الأخوة الأشقاء في التحالف العربي والمبعوث الدولي والمنظمات، التدخل بشكل عاجل وجاد للإفراج عن الطائرات، خصوصا أنها تخدم مصلحة البلد بشكل عام.
مسؤولية أخلاقية وليست ساحة حرب!
وفيما يخص اللغط واللبس الذي حصل في وسائل التواصل الاجتماعي ولدى الصحفيين والنخب السياسية والقنوات رد، "حُميد" لـ"سكاي نيوز عربية"، أن ما حصل لم يكن تواطؤا أو تقصيرا إنما هو عبارة عن جداول زمنية متفق عليها مع الأشقاء في المملكة، ومع سلطات مطار الملك عبدالعزيز وهيئة الطيران المدني، ونظرا للزحام الكبير، وعدد المسافرين في مطار جدة من كل البلدان، أبلغت سلطات المطار الكثير من قادة الطائرات وأيضا محطة الطيران المشرفة في جدة، بمغادرة الرحلات وفق الزمن المتفق عليه، وبالتالي كنا ندرك أن نقل الحجاج من مطار جدة إلى مطار صنعاء مسؤولية أخلاقية وإنسانية ولم تكن ساحة حرب؛ لكن نؤكد للجميع أن قيادة الشركة بذلت جهودا كبيرة في الحفاظ على أسطول الشركة وتعاملت بمسؤولية إنسانية وأخلاقية لعودة الرحلات إلى صنعاء.
حجّاج يمنيون عالقون
وأما بالنسبة لنقل العالقين وعددهم 1300 حاج، من المطار الملك عبدالعزيز في جدة، فحمّل الوزير مليشيات الحوثي، جراء إقدامها على احتجازها الطائرات، مذكرا على أنه لا يُعقل القيام بنقل الحجاج مرة أخرى، فتقوم المليشيات باحتجاز الطائرات المتبقية لدى اليمنية، وأردف مستدركاً "مع ذلك نحن على استعداد لنقل الحجاج من مطار الملك عبدالعزيز في أي لحظة، بعد الإفراج عن الطائرات المحتجزة، لأن تلك الطائرات مخصصة وفق البرنامج لتفويج الحجاج وإعادتهم إلى مطار صنعاء.
شركة مستقلة لا يحق التدخل بشؤونها
وأوضح إن قيادة شركة طيران اليمنية في عدن بذلت جهود كبيرة في الفترة الماضية بعد حرب 2015 لم تكن لديها سوى طائرتين واليوم أصبح لديها أسطول من سبع طائرات، كما استطاعت أن تسير رحلات لكثير من البلدان، مساعدة الناس على التنقل سواء في المحافظات الجنوبية أو الشمالية، وهي تقدم خدماتها منذ عام 1990 وما بعد 2015 أيضاً وهي مستمرة لنقل كل اليمنيين، كونها شركة تجارية وطنية، وشركة مساهمة بين اليمن وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية 51% لليمن و 49% للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ولديها مجلس إدارة مستقل من البلدين، و لديها محاسب قانوني، ولا يحق لأحد أن يسطو على أموالها أو التدخل في شؤونها.
السطو على 125 مليون دولار
وأضاف إنما ما حصل لطائرات شركة خطوط اليمنية من اختطاف وقرصنة ليست المشكلة الأولى التي نواجهها مع المليشيات الحوثية في صنعاء، بل في 8 مارس 2023 تم السطو على أرصدة الشركة، والتي كانت حينها تقريبا 80 مليون دولار، واليوم وصلت إلى أكثر من 125 مليون دولار دون وجه حق، وبالطريقة غير قانونية، هذه شركة تجارية مستقلة تقدم خدماتها لكل أبناء اليمن، وأيضاً أموالها هي من تتحكم فيها وفق بروتوكول وقرار إنشائها، وهي تستخدم هذه الأموال لصالح تعزيز الأسطول وشراء الطائرات والصيانة وأيضاً رواتب للموظفين ودفع الإلتزامات مع المطارات التي تتعامل معها خارج الوطن.
تدمير خطوط النقل الجوي
وأما عن القرارات الحكومية الأخيرة لنقل ما تبقى من مقرات وإيرادات، إلى خارج الوطن أو إلى عدن والمناطق المحررة، فأوضح أن الهدف منه هو حماية هذه الأموال من سطو المليشيات الحوثية وخاصة بعد أن تم مصادرة والسطو على ملبغ كبير، متبعا إن مصادرة أموال اليمنية سيؤثر على نشاط الشركة، وعلى شراء طائرات جديدة وعلى الصيانة وعلى التزامات المالية، مذكّرا إن هدف الحوثيين من ذلك، هو إعاقة نشاط طائرات اليمنية وتدميرها ومنعها من تقديم نشاطها للمجتمع اليمني بشكل عام.
خيارات وبدائل
واعترف الوزير حميد أن المليشيات الإرهابية الحوثية بقيامها بالقرصنة والاختطاف للطائرات في مطار صنعاء، سبب لهم بعض الإرباكات في البداية؛ لكن قيادة شركة الطيران بالتنسيق مع الوزارة وبالعمل المشترك، تمكنت من إعادة النظر في جدول الرحلات وأستطاعت أن تجدول الرحلات إلى المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، و الرحلات تسير بشكل منتظم ووفق الجداول لا توجد أي مشكلة في هذا الجانب، وستكون عمليات النقل خلال الفترة القادمة تسير بانتظام وبشكل سلس، وأيضاً في حال لم يتم حسم الأمر بصورة عاجلة من قبل الأشقاء والمجتمع الدولي بشأن الإفراج عن الطائرات الرابضة في مطار صنعاء والمختطفة، لدى الشركة في عدن وبالتنسيق والدعم والإشراف من قبل الوزارة خيارات واسعة لتمكين المسافرين والركاب من الرحلات بصورة طبيعية ومنتظمة.
وواصل حديثه في أن هذه الأزمة ليست الوحيدة التي تعترض طريقها، بل واجهت أزمات كبيرة جدا، بعد حرب 2015، إذ كانت لا تمتلك إلا طائرتين، وأيضا بعد جائحة كورونا حصل هناك ضغط كبير جدا على الطلب على السفر، لكن استطاعت الشركة العمل بصورة منتظمة في نقل المسافرين إلى كل المطارات العربية وبعض الدول الأخرى أيضا مثل الهند واثيوبيا وجيبوتي.
عسكرة الحياة المدنية
كما بعث رسائل تطمين للمجتمع في أن الشركة لديها القدرة على الصمود ولديها من الموارد والإمكانيات وأيضا بدائل حتى لوسيلة النقل بالنسبة للطيران ونقل المسافرين.
واختتم وزير النقل لقاءه مع قناة "سكاي نيوز عربية" انهم في الحكومة الشرعية اليمنية تعاملوا وفقاً للهدنة الإنسانية منذ إبريل 2024 التي كان أحد مخرجاتها فتح مطار صنعاء، ونتعامل في الحكومة والوزارة كدولة، هدفنا هو تطبيع الحياة المدنية، ومساعدة الناس على السفر من اليمن إلى الخارج، أيضاً التزمنا بتحديد رحلات من مطار صنعاء إلى مطارات الأردن والقاهرة ومطارات أخرى، لكن هناك كان في أيضاً خطوط أخرى إلى القاهرة وإلى بلدان أخرى لكن مع الأسف الشديد لم توافق تلك البلدان على هذه الرحلات، وانعكاسات ما قامت بها المليشيات الحوثية من اختطاف وقرصنة لطائرات اليمنية سيكون له آثار وإنكاسات سلبية على المجتمع وعلى الشعب في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات، هم الآن سيحرمونهم من الاستفادة من الطيران؛ كوننا أتخذنا إجراءات تجاه عملية الاختطاف، وعدم السماح بتشغيل تلك الطائرات من مطار صنعاء، واتخذنا كل الإجراءات الرسمية والقانونية وبالتالي من سيدفع هذا الثمن هم الشعب في هذه المحافظات خاصة أننا نعرف أن المليشيات لا تريد دولة مدنية ولا تريد احترام الأنظمة والقوانين وحقوق المجتمع،بقدر ما تريد عسكرة الحياة المدنية وتحقيق مصالحها وأهدافها والجهات والأجندة المرتبطة فيها إقليميا.