في خضم المباحثات الدائرة في العاصمة العمانية مسقط، بين طرفي الصراع في اليمن، بشأن الاتفاق على إطلاق سراح المحتجزين والمخفيين قسرًا، تواصل ميليشيا الحوثي، التهديد بشنّ حملة اختطافات واعتقالات جديدة.
وتوعدت ميليشيا الحوثي العاملين والموظفين في المنظمات والهيئات الأممية والدولية، المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، باتخاذ أقصى العقوبات بحقهم، بتهمة العمالة والتجسس ضد الدولة، على حد زعمهم.
عقوبات الخيانة
وأعلن ما يسمى برئيس (المجلس السياسي الأعلى) التابع للحوثيين مهدي المشاط، إمهال كل من يبادر طوعًا للكشف عن نفسه أمام الأجهزة الأمنية، ممن له أي ارتباط مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، في غضون 30 يومًا.
وشدّد المشاط، وفقًا لوكالة الأنباء "سبأ" في نسختها الصادرة عن الحوثيين، على أنه "بعد انقضاء المدة المحددة، سيتحمل كل من تورط في الخيانة، كافة التبعات وسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحقهم وفق ما أقره الدستور على كل خائن لبلده ووطنه".
وذكرت الوكالة الحوثية، بأن التوجيهات تلك، تأتي: "نظرًا لاستبساط العمالة والخيانة في الفترة الماضية من قبل الأنظمة العميلة"، مخصصة رقم "100" للاتصال من خلاله لتسهيل عملية التواصل مع جهاز الأمن والمخابرات.
وأقدمت ميليشيا الحوثي، على مدار الشهر الماضي، على تنفيذ حملة واسعة أقدمت من خلالها على اختطاف واعتقال العشرات من الموظفين والعاملين اليمنيين في المنظمات الأممية والدولية المحلية الناشطة في مجال العمل المجتمعي والإنساني، فضلًا عن اقتحامها واستيلائها على عدد من المقار التابعة لتلك الجهات.
وبثت الميليشيا الحوثية، تسجيلات مرئية، قالت إنها "اعترافات بعض من جرى احتجازهم واعتقالهم، من الناشطين الحقوقيين، يقرّون فيها ارتباطهم وعملهم ضمن إطار شبكة تجسسية أمريكية إسرائيلية".
وسلط الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي في تصريحات سابقة لـ"إرم نيوز"، الضوء، على مواصلة الحوثيين في خطف واعتقال اليمنيين دون أن تأبه أو تبالي بمفاوضات مسقط، حيث قال: "المشكلة الأخطر تكمن في أن ميليشيا الحوثيين لا تتورع ولا تتردد في اختطاف مواطنين وأشخاص جدد، وهي مستمرة في ذلك إلى اليوم".
تعذيب مبرح
ويرى العليي أن "عملية إطلاق سراح المختطفين بحاجة ماسّة إلى أخذ الضمانات كافة، والتي تُلزم ميليشيا الحوثي بعدم الإقدام على اختطافات جديدة، كما تضمن عدم قيامهم باستبدال المحتجزين والمختطفين المتواجدين لديهم، في حالة قبولهم بإطلاق سراحهم، بأشخاص ومواطنين غيرهم".
ويعتزم المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، إجراء زيارة خلال هذا الأسبوع، إلى كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، لمناقشة الشركاء، وفق ما أشار إليه مكتبه الإعلامي، بشأن اعتقالات الحوثيين الأخيرة لموظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية.
يشار إلى أن مدير مركز البحث والتطوير التابع لشركتي الدوائية والعالمية في صنعاء، والذي جرى اعتقاله في الحملة الحوثية الأخيرة، قد قضى نحبه، في الساعات القليلة الماضية، إثر تعرضه للتعذيب المبرح من قبل الحوثيين.