إنقطاع الكهرباء كلياً ولأيام عديدة في مناطق دلتا أبين الساحلية والصحراوية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ40 مئوية، يجعل من حياة الناس جحيم لايطاق، وفي ظل أجواء حارقة يبدي الشارع الابيني حنقه الشديد محملاً الجانب الحكومي مسؤولية التدهور الخدمي الذي تشهده المحافظة.
صحيفة "الامناء" زارت المؤسسة العامة للكهرباء في محافظة أبين والتقت بالناطق الرسمي بها الإعلامي إيهاب المرقشي، الذي قام بتوضيح الأمور المتعلقة بواقع المؤسسة الصعب، وعمل الإدارة برغم شحة الموارد وغياب الدعم، حيث تحدث عن الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات المحلية والمؤسسة، في مخاطبة الحكومة، للمساعدة في تحسين خدمة الكهرباء بالمحافظة، داعياً "رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك لزيارة المحافظة والاطلاع عن كثب على وأقع حال المؤسسة، التي أصبحت تعتمد على الطاقة المشتراه وتعاني من عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها سواء تجاه شركات الطاقة المشتراه أو المؤسسة ماادى إلى تعثر إتمام مشروعي محطة كهرباء أبين ومشروع الطاقة الشمسية الذي لم يشرع في تنفيذها".
وأردف ناطق كهرباء أبين خلال رده على سؤال : " نحن نعلم بأن أزمة الكهرباء معضلة تعم معظم المحافظات المحررة، لكن تاثيراتها الكارثية على الحياة العامة للمواطنين بمحافظة أبين كبيرة وتعود مسبباتها إلى التعامل السابق لحكومة الدكتور معين عبدالملك مع ملف كهرباء أبين، وإيقاف الجانب الحكومي حينها تمويل مشروع محطة كهرباء المحافظة بقدرة 30 ميجا، التي أعتمدتها حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ضمن مشاريعها الإستراتيجية لعام 2018 والتي كان يعول عليها في التخفيف من حدة الأزمة، إذ لجئت حكومة معين عبدالملك إلى الحلول الترقيعية عبر إستئجار محطتي توليد خاصة بقدرة توليدية تصل إلى 15 ميجا ربطت الحكومة مسألة تشغيلها بمنظومة الكهرباء في محافظة عدن سواء من حيث حصة الوقود أو من خلال خط التشغيل القادم من مركز التحكم بعدن!
موضحاً بقوله : "عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها بدفع مستحقات شركتي توليد الطاقة "باجرش و العليان" ادى إلى تعديل بنود العقد بإلتفاهم مع الحكومة وهو ماادى إلى خفض قدرة التوليد إلى مادون 10 ميجا، وبالكاد تمكن مؤسسة الكهرباء المحلية من توزيع التيار على مناطق دلتا أبين الواسعة ذات الكثافة السكانية بمعدل لايتجاوز الـ8 ساعات تشغيل يومياً في أحسن الأحوال، في حين تشهد محافظة أبين إنقطاعات تامة للخدمة تصل إلى أيام وربما لاسبوع كما حدث في العام الماضي، مع أزمات الوقود المتكررة التي تشهدها كهرباء عدن، والتي يتم معالجتها على حساب أبين بإيقاف وقود محطات التوليد المشتراه "باجرش والعيان"، وفصل الخط المشغل عن المحافظة، ماجعل إدارة المؤسسة في موقف لانحسد عليه امام الكثير من المواطنين الذين يحملونا المسؤولية عن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي.!"
مشيراً خلال حديثه إلى أن "ذلك ماادى إلى تراجع عائدات تحصيل فواتير الكهرباء من المواطنين الذين أحجم معظمهم عن السداد في ظل رداءة الخدمة، ماتسبب في تراجع نسبة الإيرادات التي أصبحت لاتتعدى الـ 10 بالمئة وبالكاد تفي لتسيير أمور الصيانة وتغطية نفقات وحوافز فرق الطوارئ والأعمال الادارية الآخرى، إذ لم تتحصل المؤسسة منذ العام 2010 على أي دعم يذكر في إطار البنية التحتية وتطوير الأصول الخاصة بها من مباني ومعدات صيانة - ونقل!"
مختتماً بالقول : "رغم ذلك يبذل المدير العام لفرع المؤسسة بأبين الأخ محمود مكيش جهوداً جبارة لاحتواء وضع المؤسسة والحفاظ على أصولها وتسيير أعمال الادارة والفرق الهندسية في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها أدارته مع تنامي حوادث السرقات التخريبية في الآونة الاخيرة التي تستهدف خطوط النقل والأسلاك في مناطق متعددة من محافظة أبين".
أخيراً وبعد أن حصلنا على هذه التوضيحات من الناطق الرسمي لكهرباء أبين الإعلامي إيهاب المرقشي يتبادر إلى أذهاننا التساؤل الاتي، هل سيستجيب بن مبارك لنداء مدير عام كهرباء أبين لإنتشال وأقع حال فرع المؤسسة العامة الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً؟