- ما الرسالة التي أراد شعب الجنوب إيصالها للعالم بهذه الذكرى ؟
-لماذا تصر قوى صنعاء على اليمننة ومحاولات جر الجنوب لمشاريعهم الضيقة؟
- هل ألقت اليمننة سلاحها وتخلت عن مكايدها ومسارات حربها ومؤامراتها ضد الجنوب؟
- ما أهمية تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية للوصول للهدف المنشود واستعادة دولة الجنوب؟
يحتفل شعب الجنوب بالذكرى ال 30 لإعلان فك ارتباط دولة الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية في 21 مايو 1994م عندما أعلن الرئيس الأسبق علي سالم البيض استعادة دولة الجنوب، بعد أربع سنوات من الوحدة اليمنية المشؤومة، وإعلان قوى صنعاء حرب دامية ضد الجنوب في أبريل 1994م؛ لاستباحته واحتلاله بقوة السلاح، وعانى شعب الجنوب الصامد من الاغتيالات لكوادره والاخفاء القسري، التهميش والاقصاء، والتدمير الممنهج لكل مؤسساته.
إن شعب الجنوب له الحق في تقرير مصيره بعيدا عن أي ضغوطات أو تدخلات وفقا للقوانين والأعراف الدولية فالمادة (1) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تقر ذلك. كما أن المرحلة الراهنة تتطلب من شعب الجنوب العربي وحدة الصف والالتفاف خلف الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، حتى لا يكون الشعب ضحية لمشاريع احتلالية معادية. فالثوابت الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية الجنوب العادلة خطوط حمراء تقف خلفها وتدافع عنها عزيمة وإصرار وإرادة الشعب الثائر بالجنوب. فأعداء الجنوب أمام هذا الصمود الاسطوري وتأييد الجنوبيون الأحرار للمجلس الانتقالي الجنوبي يفتعلون الازمات وحرب الخدمات للانتقام من الشعب المتطلع للحرية والاستقلال.
فكيف تقرأ النخب الجنوبية ذكرى فك الارتباط بعد ثلاثين عاما من اعلانها؟ وما الرسالة التي يوصلها شعب الجنوب بهذه الذكرى للعالم ؟ ولماذا اصرار قوى صنعاء على اليمننة ومحاولات جر الجنوب لمشاريعهم الضيقة؟ وهل ألقت اليمننة سلاحها وتخلت عن مكايدها ومسارات حربها ومؤامراتها ضد الجنوب؟ وما أهمية تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية للوصول للهدف المنشود واستعادة دولة الجنوب؟ وهل هناك تأثير للعوامل الاقليمية على مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية؟
للتسليط الأضواء أكثر على هذه التساؤلات التقينا بنخب جنوبية وخرجنا بهذه الآراء:
-لا تراجع عن فك الارتباط
الأستاذ سالم صالح الدياني عضو فريق الحوار الوطني الجنوبي، يقول: " ثلاثون عاما مضت منذ اعلان الرئيس البيض فك ارتباط دولة الجنوب عن الجمهورية العربية اليمنية والعودة الى الوضع الطبيعي لجمهوريه اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد أكثر من ثلاثة اعوام من قيام وحده اندماجيه بين للبلدين وبعد ترجع نظام صنعاء عن مضامين تلك الوحدة. بعد ثلاثة عقود من ذلك اليوم يرى الجنوبيون ان لا تراجع عن مطلب فك الارتباط وان ذلك اليوم وان لم يتحقق فيه الهدف المعلن عنه إلى انه حدد مسار نضال الجنوب وأشعل روح المقاومة ضد الضم اللحاق التي مورست على شعبنا الجنوبي".
-استمرار النضال
الشيخ مرعي عمر سعيد التميمي، عضو لجنة حرو والناطق الرسمي للهبه ومن قيادات الهبه والحراك الجنوبي، يوضح الرسالة التي يوصلها شعب الجنوب بهذه الذكرى للعالم، قائلاً:" شعب الجنوب اوصل رسالته للعالم انه يرفض الاقصاء والتهميش في حقوقه، ودولة الجنوب هي دولة ذات سيادة ومعترف بها في العالم وبسبب احتلالها من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية، وادخلتها في وحده مشؤومة وفرضت على شعب الجنوب بالقوة، فمن حق ابناء الجنوب ان يستعيدوا دولتهم والمعترف بها من باب المندب الى المهرة التي كان رئيسا لها سيادة الرئيس علي سالم البيض"، مضيفا:" ورغم ذلك لم يحِد عن مضامين إعلان فك الارتباط، فظلّ متمسكًا به كالقابض على الجمر، عكس من كانوا مشاركين معه فيه وتخلوا عنه وهم كثر، فقد تعهد البيض بتسليم الراية للشباب لاستكمال إنجاز أهداف ذلك الإعلان، وصدق فيما قال وسلم الراية للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد المناضل عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي حاز على تفويض شعبي في 4 مايو 2017م، واستعاد دور الجنوب في المعادلة السياسية اليمنية كنائب رئيس عن الجنوب، ليكمل ما عجز عنه الرئيس السابق البيض في تنفيذ مضامين إعلان فك الارتباط على واقع الأرض وفي الأروقة الدبلوماسية الإقليمية والدولية. وعليه نقول: إن إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م هو حدث جنوبي مهم إلى جانب إعلان عدن التاريخي في 4 مايو، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال الشمالي للجنوب، وسينتصر الجنوب وستشرق شمس الحرية والاستقلال لدولة النظام والقانون والمساواة في الحقوق بين شعب الجنوب".
-مظالم اليمننة وصلابة الجنوبيين
بدوره الأستاذ سالم احمد صالح بن دغار، نائب رئيس لجنة الحقوق والحريات بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوضح هل ألقت اليمننة سلاحها وتخلت عن مكايدها ومسارات حربها ومؤامراتها ضد الجنوب، قائلا:" لا لم ولن تلقي اليمننة سلاحها والتخلي عن مكائدها ضد الجنوب وشعبه، بل نراها تزداد ضراوتاً كل يوم، بل أنها كلما شعرت بأن الجنوب اصبح قريب من فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية، نراها ودون خجل ودون وازع ديني أو أخلاقي وإنساني تزيد من مكائدها ومؤامراتها؛ للنيل من كرامة هذا الشعب العظيم الصابر والمحتسب والمكلوم وهو الأمر الذي يضع كل القوى المناضلة وبقيادة وريادة ربان السفينة القائد الرئيس عيدروس الزبيدي تحت طاولة المسؤولية الأدبية والأخلاقية في سرعة وضع التدابير اللازمة لإخراج هذا الشعب العربي الكريم والمكلوم من وطئت ومظالم اليمننة إلى رحاب الحرية والاستقلال التام والعيش الكريم.
ان مسارات حربها ومؤامراتها ضد الجنوب، مهم بلغت ذروتها ومن يقف خلفها ويدعمها ستؤول حتما إلى الفشل الذريع تحت ضربات وقوة وصلابة جماهير شعبنا الجنوبي البطل ووقوفه خلف مجلسه الانتقالي الجنوبي المثل الشرعي لقضية الجنوب بقيادة رمز الثورة الوطنية الجنوبية عيدروس بن قاسم الزُبيدي".
-قوى الهيمنة والاستبداد اليمنية
بينما الدكتور حسين مثنى العاقل، عضو هيئة التدريس بجامعة لحج، وعضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوضح سبب إصرار قوى صنعاء على اليمننة ومحاولات جر الجنوب لمشاريعهم الخبيثة والضيقة، قائلا:" إن ظاهرة الإصرار والاستماته من قبل قوى الهيمنة والاستبداد اليمنية، على استمرار الوحدة وتمسكهم العبثي بها، إنما هو دليل على رغبة اطماعهم الهمجية في نهب وامتصاص خيرات وثروات شعب الجنوب، التي جعلت من زعماء قبائلهم المتخلفة، ورموز قيادات السياسية، ومن جنرالات جيوشهم العسكرية، وعلماء دينهم المارقة، ومن عصابات كياناتهم الإرهابية، جعلتهم من كبار رجالات المال والأعمال، ونقلت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، من الدرك الأسفل للفقر والعوز، إلى مصاف رأسمالية القبلية التي طرأت عليها امتلاك العقارات والوكالات والشركات والبنوك والصفقات المالية الضخمة، وكل تلك الطفرة المفاجئة قد كانت نتيجة ما تم لهم ممارسته من نهب وفيد واستحواذ واستيلاء على ممتلكات دولة الجنوب(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وما استباحوه من معدات وآليات لا حصر لها، وما بسطوا عليه من أراضي ومنشآت ومرافق ومؤسسات إنتاجية، ومصانع ومزارع الدولة، وغيرها."، مضيفاُ:" لهذا ما زال وهم الوحدة واحلامها المفقودة، تدفعهم بالحنين إليها والبحث عنها والتغني على اطلالها، لعلى وعسى ان يجدوا مكاسبهم غير المشروعة التي فقدوها وخسروها إلى الأبد. لذلك ليس غريبا عليهم أن يزعموا زوراً وبهتاناً بيمننة شعب الجنوب، ومحاولة جره عنوة لخدمة مشاريعهم الوهمية وربط الجنوب أرضا وإنسانا بمصالحهم الضيقة التي يتباكون عليها كل يوم".
-التماسك والاستفادة من النخب الجنوبية
بينما الدكتور أحمد محمد تربهي، عميد كلية المجتمع سقطرى رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع سقطرى، يتحدث عن أهمية تماسك الجبهة الداخلية الجنوبية للوصول للهدف المنشود الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، قائلاً:" لا يمكن أن يختلف اثنان أن الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية يمر عبر طريق واحد، وهو تماسك الجبهة الداخلية، هكذا يعلمنا التاريخ. فالانقسام في الجبهة الداخلية هي الورقة التي يلعب ويراهن عليها أعداء الجنوب وتجار الحروب من أجل استمرار وضع آلا حرب وآلا سلم، مراهنين على عامل الوقت والزمن متوهمين أن ينسى أبناء الجنوب قضيتهم. وبالتالي فإنه من أجل أن يفوت أبناء الجنوب الفرصة على كل من يتربص بالجنوب ويسعى للنيل من قضية أبنائه العادلة، يجب أن يفرد ذراعيه؛ ليستوعب كل أبنائه وخاصة النخب الجنوبية القادرة على تشكيل الرأي العام، والعمل على تهيئة هياكل سياسية واجتماعية من شأنها استيعاب والاستفادة من هذه النخب. فالجنوب لكل أبنائه وبكل ابنائه كما قال الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي".
-التوجسات الإقليمية
ويوضح الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور جمال أبوبكر عبٍّاد، مدى تأثير العوامل الاقليمية على مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، قائلاً:" العوامل الإقليمية لها تأثير على مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط بالجمهورية العربية اليمنية، ومن أهمها التوجسات الإقليمية تجاه مشروع فك الارتباط، وشكل نظام الدولة الجنوبية القادمة، وأيضا ضبابية الموقف الاقليمي تجاه قضية شعب الجنوب بحكم تضارب المصالح والسباق على النفوذ في المنطقة كان له تأثير مباشر على مشروع فك الارتباط، وما يؤكد ذلك هو عدم التوافق الاقليمي والصراعات السياسية الإقليمية التي تعصف بالمنطقة، كل هذه العوامل ساعدت على تأخير إعلان فك الارتباط لعدة عقود من الزمن، كذلك تأثير دول اقليمية على القرارات الدولية كان لها دور، فهذه العوامل مجتمعة ساهمت في التأثير على فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة".