جيوسياسية الجنوب العربي تُمكّنه من خلق تعاون استراتيجي مع القوى الإقليمية والدولية.
مقال لـ حداد عبدالقادر الكاف 


في الذكرى الـ (30) لإعلان الرئيس علي سالم البيض " فك الإرتباط بين الجنوب العربي وبين العربية اليمنية " بتاريخ 21 مايو 1994م ، والتي كانت نقطة الإنطلاقة لكفاح شعب الجنوب ، ضد الإحتلال اليمني الذي شن حربه الإجرامية على الجنوب في صيف عام 1994م ، وقام بإحتلاله عسكرياً ، ونكل بشعبه ونهب ثرواتهم ، ومع تصاعد وتيرة النضال الشعبي الوطني الجنوبي ضد نظام صنعاء طيلة العقود الماضية ، جاء الثمرة بتأسيس حركات وطنية جنوبية تحت مسمى ( الحراك الجنوبي السلمي ) ، الذي استمر في مواجهة آلة القمع اليمنية وقدم الكثير من الشهداء في سبيل تحقيق الإستقلال ، إلى أن جاءت حرب الإجتياح الحوثية للجنوب في عام 2015م ، والتي تصدى لها أبناء الجنوب بكل قوة بالتعاون مع قوات التحالف العربي وحققوا الإنتصار ، وعقب ذلك جاء تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي بعد إعلان عدن التاريخي وتفويض الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، والذي وحّد قوى الحراك الجنوبي ، ونقل القضية الجنوبية إلى المعترك السياسي على الصعيد الإقليمي و الدولي ، وقد حقق مكاسب عدة للقضية ( سياسياً ، عسكرياً ، واجتماعياً ... إلخ).


اليوم أصبحت دول العالم مرتبطة عبر ( المصالح ) وهي التي تحدد وترسم سياستها الخارجية لأي دولة في تعاملها مع مختلف الدول الأخرى ، ونظراً لهذه المعايير فإن (جيوسياسية الجنوب العربي) ، تُمكّنه من تعميق التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم بما فيها القوى الإقليمية والدولية وبالذات الدول ( المؤثرة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ) في القرار الدولي بمجلس الأمن والأمم المتحدة ، والجنوب يمتلك طبيعة جيوسياسية لا يمكن لأي دولة مؤثرة تجاهلها ، فالموقع الجغرافي المهم المتحكم في باب المندب وخليج عدن والبحر العربي ، والثروات النفطية والغازية والمعدنية ، تستدعي خلق التعاون الكبير مع العديد من الدول في إطار ( المصلحة العليا للجنوب العربي ، وتلك الدول ) ، فمثلاً : يستطيع الجنوب بعدما أعاد بناء قواته المسلحة الجنوبية بدعم من الدول العظمى و الدول الإقليمية أن يكون ذا تأثير في حماية خطوط الملاحة البحرية الدولية خصوصاً بعد الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة إيرانياً على سفن تجارية ، مما خلق مشاكل اقتصادية لدول عديدة عربية وأوروبية وآسيوية ... إلخ ، إضافة إلى أن القوات المسلحة الجنوبية أصبحت شريكاً أساسياً في عمليات مكافحة الإرهاب.


المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي بات شريكاً رئيسياً في الشرعية المعترف بها دولياً واللاعب الأقوى ( محلياً ) في الجنوب ، يمتلك القدرة على ضمان المصالح الإقليمية والدولية والحفاظ عليها بمقابل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والإستقلال وبإعتراف إقليمي و دولي ، وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة بحدودها المعترف بها دولياً ماقبل 21مايو 1990م.

المتغيرات الإقليمية والدولية وأحداث البحر الأحمر ، عوامل مساعدة ومهمة في سبيل تسريع وتيرة سير قضية شعب الجنوب ، فلا سبيل أمام أي قوى إقليمية أو دولية تريد إرساء دعائم الأمن والسلام في المنطقة أن تتجاوز قضية شعب الجنوب أو أن تحاول القفز عليها ، لكونها القضية المحورية الأولى في الصراع الدائر بين الجنوب العربي واليمن ، وإن أي تحركات أخرى لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي مصيرها الفشل الحتمي ، وهذا من شأنه أن يزيد من استهداف المصالح الإقليمية والدولية عبر أدوات يمنية تتحكم فيها إيران وحرسها الثوري.
 

متعلقات
قيادة لجان الشيخ عثمان تعقد اجتماعاً استثنائياً لحل مشكلة إعادة فتح سوق القات في المديرية
بحماية اللواء الرابع مشاة "إخواني" .. مطلوب أمني ينتحل صفة مدير أمن
المخابرات الإسرائيلية: إيران قررت مهاجمتنا مباشرة
هيئة المواصفات والمقاييس ترفض دجاج مجمد فاسد في عدن وحضرموت وتتلف منتجات اخرى مخالفة في المهرة
قيادة اللواء الأول مشاة تنعي شهيد الواجب الملازم محضار علي محسن