قوات النخبة الإماراتية برهنت عن خبرة عالية في عملياتها العسكرية بحرب اليمن
الإمارات حذرت المجتمع الدولي من تمادي الحوثيين ومهاجمتهم السفن في البحر الأحمر
كشف خبير في الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقة الشرق الأوسط عن خط سير الأسلحة التي تحصل عليها ميليشيا الحوثي من إيران مباشرة، أو عبر وكلائها في المنطقة، مشيراً إلى أن الأسلحة تتوقف قبالة سواحل أفريقيا، بعد وصول بعضها من لبنان وسوريا.
جاء ذلك في حوار أجراه "إرم نيوز" مع الخبير العسكري الأمني مايكل نايتس، وهو كاتب بريطاني أمريكي أصدر مؤخرًا كتاب "السباق إلى المكلا".
وقال نايتس إنّ إرسال شحنات الأسلحة يتم عبر تقسيمها إلى أجزاء متفرقة وفي قوارب صغيرة.
وخلال الحوار لفت نايتس إلى دور دولة الإمارات في مواجهة مخططات ميليشيا الحوثيين في اليمن والمنطقة.
طريقة نقل الأسلحة الإيرانية للحوثيين
وقال نايتس إن الحوثيين يتلقون أسلحة حتى الآن، بينما يحاول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إغلاق ساحل اليمن أمام إعادة إمداد الأسلحة. كيف يفعلون هذا؟
الطريقة التي يفعلون بها ذلك هي أنّ السفن تأتي من إيران بشكل رئيس، وبعضها من لبنان أو سوريا، وتتوقف قبالة سواحل أفريقيا. وهناك، يقومون بنقل الأسلحة إلى قوارب أصغر في شحنات يقل وزنها عن 100 طن، ثمّ في بعض الأحيان تنقسم مرة أخرى إلى شحنات يقل وزنها عن 30 طنًا.
وهذا يعني أنه يمكنهم جلبها على هذه القوارب الصغيرة ليس من موانئ الجزيرة، مثل الحديدة أو الصليف، ولكن من قرى الصيادين الصغيرة.
وبالتالي يمكنهم الاختلاط مع حركة الصيادين والمهربين الآخرين، ويمكنهم إدخال هذه الأسلحة في شحنات صغيرة جدًا.
لهذا السبب، عندما يعترض الأمريكيون شحنة أسلحة، غالبًا ما تحتوي على صاروخ كروز واحد، واثنين من الرؤوس الحربية من نظام صاروخي بعيد المدى يمكن أن يضرب إسرائيل أو المملكة العربية السعودية، وربما 20 صاروخًا أصغر بالإضافة إلى بعض بنادق AK-47 وبعض المعدات الإلكترونية.
وهم يأخذون شحناتهم ويضعون القليل من كل شيء في كل سفينة تزن 30 طنًا. وبهذه الطريقة، حتى لو فقدوا سفينتين، فإن بعض الأنواع من كل نظام سلاح سوف تمر، ويمكن للحوثيين الحصول على ما يكفي للاستمرار.
خبرات عسكرية لقوات النخبة الإماراتية
يعتقد الإيرانيون أنّ لديهم الآن شريكًا واحدًا، حزب الله اللبناني في البحر الأبيض المتوسط، وأن لديهم موقعا آخر على البحر الأحمر والمحيط الهندي، وموقعا آخر مجاورا في العراق. لذا فهم يتوسّعون مثل الإمبراطورية.
ما فعله الإماراتيون هو القول إنّنا نرسم خطًا، ولن يسمح لكم بالسيطرة على كامل اليمن الذي يقع في شبه الجزيرة العربية بجوار مكة والمدينة. كما تعلمون، ذلك غير مقبول، وقرّر الإماراتيون والسعوديون وأعضاء التحالف الآخرون أنه يتعين عليهم إيقاف الحوثيين.
منع القاعدة من إنشاء خلافة في المكلا وأبين
الآن، كان لهذا عدد من الفوائد للعالم. كما تعلمون، إحدى الفوائد هي أنّها منعت القاعدة من إنشاء خلافة في المكلا وأبين وأماكن مثل ذلك، بالطريقة نفسها التي فعلها تنظيم داعش في الموصل والرقة. لذلك، كان لهذا أهمية في مكافحة الإرهاب، وكان له أيضًا أهمية استراتيجية، كما نقول.
وإذا سيطر الحوثيون على حقول النفط والغاز في مأرب، فسيسيطرون حقًا على كل ما يهم في البلاد. وأيضًا، إذا تمكنوا من الاستيلاء على عدن، ثاني أكبر مدينة، وأكبر ميناء، عندها سيكونون قد وضعوا البلاد بأكملها تقريبًا تحت سيطرتهم.
فالمعارك التي دارت بين 2015 و2016 منعت الحوثيين وبالتالي إيران واللبنانيين كذلك، من السيطرة على كامل اليمن. وكما تقول، يمكننا أن نرى من خلال هجمات اليوم على الشحن العالمي في البحر الأحمر وباب المندب، أن اليمن واحد من أفضل الأماكن في العالم، سواء كان يقوم بالشحن أو ما إذا كان يحاول إيقاف الشحن من الحركة.
كما تعلمون، يقع اليمن على ما يمكن أن نسميه الطريق السريع الفائق لحركة المرور البحرية في العالم، سواء كان ذلك في المحيط الهندي أو قناة السويس. وكما تعلمون، فإن ساحل البحر الغربي للمملكة العربية السعودية، ونهر النيل، كل هذه الأماكن ستعتمد على أمن اليمن وأمن باب المندب.
ثم قال المجتمع الدولي: لا، عليك التراجع وعليك السماح للحوثيين باستعادة تلك المناطق. إذن فهذه مأساة حقًا. كما تعلمون، خاضت القوات الإماراتية واليمنيون قتالاً شاقاً، ولكن بعد ذلك أجبرهم المجتمع الدولي على التراجع.
الإمارات تحذر المجتمع الدولي
والآن يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة واليمنيين أن يقولوا للمجتمع الدولي، لقد قلت لكم ذلك، وهذا ما قلنا إنه سيحدث. والآن يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر.
لذا فإن الكتاب الثالث حول البيانات سيكون أكثر عن المعارك التي دارت داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك أو داخل البنتاغون والبيت الأبيض والكونغرس الأمريكي في واشنطن العاصمة، وكذلك العواصم في باريس ولندن وجنيف، ثم حول كيفية سير القتال على الأرض.
لذا فإن هذا الكتاب يأخذنا إلى أروقة السلطة الخفية في الداخل، إلى قمة مجتمع السياسة الخارجية العالمي. إنها ليست مجرد قصة ساحة المعركة.